الاونروا في المخيم


خدمة وكالة الغوث ( الأونروا ) في المخيم

شرعت الأونروا في عملياتها الميدانية عام 1950 وعندئذ كان اللاجئون الفلسطينيون يعانون من ارتفاع  معدل وفيات المواليد وانتشار سوء التغذية وأسفرت الأمراض المعدية كالملاريا والالتهاب المعوي والسل والأمراض المعدية الأخرى عن مستويات متردية من المرض والوفاة وكانت ظروف الصحة البيئية رديئة للغاية حيث عاش اللاجئون في مخيمات أو تجمعات سكنية وكان خفض معدلات سوء التغذية بين الرضع والأطفال من بين أكثر المهام إلحاحاً في وجه الأونروا وفي عام 1951 م بدأ برنامج تغذية إضافي لتوزيع وجبات طازجة يومياً على الأطفال حتى عمر 15 سنة وبحلول عام 1970م أدارت الأونروا العديد من المراكز لمعالجة الجفاف وسوء التغذية .

بدأ برنامج موسع للتطعيم في عيادات الأمهات والأطفال عام 1954م وكانت تتألف خدمات الرعاية الطبية من عيادات المرضى الخارجية وطب الأسنان ويهدف برنامج صحة الأسرة إلى تحسين الصحة العامة وجودة الحياة لمجتمع اللاجئين بالتركيز على توفير الرعاية الوقائية للنساء والأطفال كما قدمت الأونروا معونة لتغطية تكلفة الرعاية الطبية الثانوية لا سيما حالات الطوارئ وإنقاذ الحياة في المستشفيات العامة وغير الحكومية والخاصة فقد تعاقدت الأونروا مع كل من مشفى فلسطين ومشفى حلاوة والمشفى الإيطالي ومشفى التوليد الجامعي بدمشق بيد أن ارتفاع تكاليف المستشفيات في التسعينات من القرن العشرين وانخفاض ميزانية الوكالة دفعتا الأونروا إلى زيادة نسبة مشاركة اللاجئين في تكلفة العلاج إلى 25%  وكذلك خفض عدد تغطية تكاليف بعض الحالات أما بالنسبة إلى الحالات العسر الشديد فتغطي الوكالة 95% من تكاليف العلاج بالمستشفيات و أقسام الحالات التي تتحملها كثيرة منها قسم الجراحة وقسم الأمراض الداخلية و قسم أمراض الأنف والأذن والحنجرة وقسم العيون والتوليد و كان وسطي البقاء في المشفى من يوم إلى يومين

( كتاب " أوراق حلقة نقاش اللاجئون الفلسطينييون في سورية  " من إصدار تجمع العودة واجب  ص 131 )

هذا وتتّبع الأونروا برنامج غذائي وتغذية إضافية يستهدف الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات ومرضى السل والمرضى داخل المستشفيات منذ عام 1951م و تساعد دورات وحملات التعليم الطبي على نشر الوعي بقضايا مختلفة مثل الصحة الشخصية  والبيئة ومنع الإعاقات وبدأ مؤخراً برنامج  لمنع استخدام التبغ بين أطفال المدارس .

كما توفر الأونروا خدمات الصحة البيئية الضرورية في مخيمات اللاجئين بما في ذلك التخلص من مياه المجاري و توفير مياه الشرب الآمنة للاستخدام المنزلي و بالنسبة لمستوصف الأونروا في المخيم فهو يقع في تجمع مدارس وكالة الغوث و تم افتتاحه في عام 1993م ويخدم السكان الفلسطينيين حصراً وفق بطاقة صحية ويقدم لهم الخدمات بشكل مجاني  ويضم أطباء في مختلف الاختصاصات إضافة إلى صيدلي ومخبري وقابلة وفيه لقاحات ورعاية الأسرة وعيادات الأسنان

( من خلال زيارة مستوصف وكالة الغوث في الحسينية  )

ويخدم هذا المركز نحو 50 ألف لاجئ فلسطيني و يبلغ عدد المراجعين  له 450 مراجع بشكل يومي منهم رعاية الحوامل وتنظيم الأسرة وعيادات الأسنان ولقاحات الأطفال والباقي للعلاج من الأمراض المزمنة كالضغط الشرياني والسكري و فقر الدم المنجلي  وكل هذه الخدمات كانت سابقاً حتى يسكت الشعب الفلسطيني عن المطالبة بحقه وأما الآن فقد تراجعت خدماتها مما أدى ذلك لعدم رضى اللاجئين في السنوات الأخيرة و ذلك يعود لعدة أسباب أهمها :

  1. سطحية العلاج
  2. افتقار الصيدليات للأدوية غالية الثمن و اعتماد صنف واحد لكل المرضى
  3. اقتصار وقت العلاج في المستوصفات على الفترة الصباحية .
  4. تحميل اللاجئين عبء تغطية جزء من نفقات العلاج في المشافي المتعاقدة معها .
  5. عدم مشاركة الأونروا بدعم العمليات بأنواعها و لا يستفيد منها إلا القليل جداً من اللاجئين ممن يتوفر لهم الدعم الإداري في الأونروا .
  6. تغطي جزء من تكلفة العناية المشددة ولمدة لا تزيد عن ثلاثة أيام وقد تكون مفتوحة لمن ملك الواسطة والدعم.
  7. افتقار معظم العيادات إلى الأطباء المختصين .
  8. افتقار مراكز الأونروا إلى عيادة نفسية لتقديم العلاج النفسي وعدم توفر الأدوية الغالية الثمن مما يؤدي لتوقف الأهل عن إتمام العلاج وكل هذه الأسباب يبدو أنها تعود لنقص في التمويل وما صاحبه من زيادة في عدد اللاجئين وبالتالي زيادة الطلب على خدمات الصحة بالوكالة (13)

يوجد في المخيم مستوصف  واحد تابع لوكالة الغوث ( الأونروا ) ويستقبل فقط مرضى اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في الأونروا و يملكون ما يسمى بالكرت الأبيض ويعاني الناس منه كثيراً لعدة أسباب :

أولها الإقبال الكبير عليه لعدم وجود غيره وعدم قدرة الناس على الذهاب لغيره من العيادات الخاصة

و السبب الثاني هو عدم استيعاب المرضى بسبب ازدياد أعداد اللاجئين بشكل سريع و ملحوظ  

وأما السبب الثالث فهو قصر مدة المعالجة اليومية فيه وجعلها صباحية فقط وهذا الوقت غير كافٍ أبداً حيث كثرت الشكاوى من أهالي المخيم

( من خلال الاستماع لشكاوى بعض العائلات ذات الزيارات الدورية له )

ولدى زيارتنا لمستوصف الأونروا وقت الصباح حيث كانت الساعة الحادية عشرة صباحاً وعند دخولنا وجدنا بعض الأخوات اللواتي  يقفن على الدور وهن منزعجات كثيراً فسئلنا عن السبب فعلمنا أن الموظف لم يرض قطع دور لهن لانتهاء الوقت وعندما دخلنا إلى العيادات وجدنا المرضى تقف أولاً على قطع الدور ويكون طويلاً جداً وإن لم يصل الدور إليهم  يضطروا للعودة في اليوم الثاني و يقفون من جديد و بعدها يذهبون إلى دور الدخول إلى الطبيب و يكون دوراً طويلاً أيضاً و بعد الانتهاء من الطبيب يذهبون لدور ثالث هو للصيدلية لصرف الدواء الذي وصفه لهم الطبيب إن وجد وهذا غالباً ما يأخذ من ساعتين إلى ثلاث وقد تقطع المرأة وطفلها مسافة لا بأس بها في الطين والبرد بفصل الشتاء ثم تجد المستوصف قد استنفذ استطاعته من عدد المرضى فتعود إلى بيتها دون علاج ، ومع كل هذا لا يستطيع أحد الاعتراض على الدور أو على الازدحام أو على أي شيء آخر لأنه سيحرم من دوره ويسمع كلاماً لا يرضيه غير أن كثير من الموظفين لا يحسنون الكلام أو التصرف مع المرضى، وكثير من المرضى يعالجون بشكل مستمر و دائم مثل مرضى السكري و الضغط والحوامل و غيرهم وسيعانون هذه المعاناة كل مرة و يكون لهم وقت محدد في يوم معين لا يجوز لأحد التخلف عنه تحت أي عذر أو ضرورة  

ولقد علمنا بوجود كثير من الناس على الرغم من استحقاقهم العلاج في الأونروا وهم من الفقراء إلا أنهم لا يذهبون ليحفظوا كرامتهم حتى ولو اضطروا للبقاء بلا علاج وهذا هو حال كثير من أبناء الشعب الفلسطيني  المظلوم الذي لا يرجوا إلا العودة إلى بلده.

 الأمراض الشائعة في المخيم :

لقد كثرت الأمراض في المخيم بشكل ملحوظ فعند النساء تترافق مع الحمل مثل الانسمام الحملي والإجهاض وقد كثرت الرمال البولية التي تعود لسوء طبيعة المياه وتكثر الأمراض الوراثية والمزمنة وأمراض الدم والأورام ، وقد لاحظنا كثرة مرضى ( فقر الدم المنجلي _ التلاسيميا ) و أمراض القلب والسكري وأمراض المفاصل وأمراض الجهاز التنفسي نتيجة الطرق غير المعبدة والكسور عند الكبار وكل هذه الأمراض بحاجة لكلف مادية عالية للعلاج والأدوية المرتفعة الثمن كثيراً مما يؤدي ذلك لوفاة كثير من الناس أو توقف العلاج وبالنسبة للأمراض الوراثية المنتشرة مثل مرض فقر الدم المنجلي فكثير من الناس يموت لهم أطفال بسببه وقد ذهبنا لزيارة عائلة " اسم ربّ الأسرة فيها أحمد ونتحفظ على لقب العائلة "

حيث الأب مريض بهذا المرض ويعاني دائماً من مشاكله حتى أنه لا يستطيع العمل أبداً وامرأته هي التي تذهب أحياناً للعمل داخل البيوت حتى تصرف على زوجها وأولادها وسألنا الأم عن حالهم فذكرت لنا بأن زوجها يحمل هذا المرض وراثياً فجاء الأولاد حاملين لهذا المرض وعنده ولدان ذكور وابنتان وقد سلمت له بنت واحدة من هذا المرض وقد توفي له أربعة أولاد أحدهم بعمر ستة أشهر والثاني سنة والثالث ستة سنوات والرابع ثمانية أشهر وكثير من العائلات تعاني مثل هذه المعاناة ، وبسبب هذه الأمراض عمل كثير من الأطباء على إعطاء محاضرات مجانية بالمخيمات حتى يساعدوا على توعية الناس كما أن هناك برامج تهتم بالجانب الوقائي من الأمراض والذي يعتمد على برامج التوعية والتثقيف لكافة فئات اللاجئين من خلال الندوات المقامة في مركز التنمية الاجتماعية والمحاضرات والكتيبات كالموقع التالي على شبكة الانترنت ((Shabab1.alfdal.net/Topic وقد اهتمت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين بهذا الأمر فقامت بتنفيذ عدة دورات عمل لتدريب مندوبات الأحياء وبعض الكوادر الصحية حول مواضيع الأمومة الآمنة ومرض فقر الدم المنجلي والإرضاع الطبيعي والإسعافات الأولية كما قامت بالتعاون مع لجان التنمية بتنفيذ حملات نظافة في العديد من المخيمات .

المراجع

(13) إبراهيم العلي،  ورقة عمل الواقع الصحي للأونروا في سورية 

صور من المخيم


https://palcamps.net/ar/camp/100