الواقع السكاني والبنى التحتية


السكان في مخيم الحسينية :

أصل السكان :

بما أن بلدة الحسينية هي تجمع سكاني حديث النشأة فجميع سكانها ليسوا محليين ,وقد كانت المنطقة أساساً عبارة عن بساتين واسعة تمثل امتداداً لبساتين الغوطة الشرقية وتعرضت لغزو سكاني أرتفع بوتيرة عالية في السنوات العشر الأخيرة وكما أسلفنا سابقا فقد ارتبطت  نشأة الحسينية بشكل فعلي بوصول عدد من الأسر إليها من أهالي منطقة الجولان السوري المحتل (النازحين) "ويعد موسى العيد أبو خليل من أول من سكن الحسينية بين العامين 1979 – 1980م وهو الذي أطلق عليها هذا الإسم نسبة إلى قرية الحسينية في منطقة البطيحة في الجولان والتي ينتمي إليها  , وكان ممن سكن معه أسر كل : من باكير خليل أبو زهير و سالم الرشيد أبو الليل و حسين الراجح"[13] , ثم بدأت الهجرة إليها فيما بعد ترتفع بوتيرة عالية ويعتبر إنشاء مشروع ضاحية الحسينية أولى التي قامت به الحكومة السورية عام 1994م  هو العامل الأهم في ازدياد عدد السكان  ,والذي خصص للفلسطينيين المتضررين بالهدم في مخيم جرمانا الواقع في العقدة الخامسة أول طريق المطار , و تبعته موجة اخرى من الهجرة من مخيم جرمانا نفسه بعد هدم جزء آخر منه .ثم تعرضت مؤخراً البلدة لموجة هجرة كبيرة من مختلف المحافظات السورية ، "و يشكل عموماً السكان الفلسطينيون النسبة الأكبر من مجمل سكان البلدة فتشكل نسبتهم حوالي 57% أما النازحون من أبناء منطقة الجولان فيشكلون 31% من مجمل سكان البلدة والنسبة المتبقية وهي 12% هي سكان المحافظات السورية المختلفة. وجميع سكان البلدة يدينون بالديانة الإسلامية." [14]

 تعداد السكان :

 " في  أول تعداد سكاني رسمي  أجري لبلدة الحسينية عام 2004م «وبلغ عدد سكان بلدة الحسينية نحو 28384 نسمة» ولا يوجد بيانات دقيقة في المكتب المركزي للإحصاء بخصوص السكان قبل عام 2004 م كونها كانت تعد مزرعة تابعة إدارياً لبلدة السيدة زينب لذا اعتمدنا على الدراسة الميدانية في تقدير عدد السكان وحسب المعطيات المحلية لسكان البلدة تبين أن عدد السكان تطور منذ عام 1983 م حيث كان عدد السكان آنذاك فقط 200 نسمة، ثم بدأ بالازدياد بشكل سريع لكن النقلة الكبرى في عدد السكان حصلت عام 1995م عندما قدم حوالي 7500 نسمة من المتضررين بالهدم في مدينة دمشق بتخصيص مساكن بديلة للمتضررين في بلدة الحسينية ،وبلغ عدد السكان في العام 1995 م بحدود 17000 نسمة، أما حالياً وبعد قدوم أعداد كبيرة من السكان إضافة إلى تشييد ضاحية الحسينية الثانية (مشروع توسع ضاحية الحسينية) وصل إلى 85 ألف نسمة وإذا استثنينا عدد سكان الضاحيتين «والبالغ عددهم نحو 15 ألف نسمة 9 آلاف في الضاحية الأولى و6 آلاف في الضاحية الثانية» فإنه يصبح عدد سكان البلدة نحو 70 ألف نسمة وهذا العدد يزداد حالياً بمعدل 20 شخص في الشهر الواحد وإن هذا العدد يتطلب وجود مستوى نوعي وكمي عالي من الخدمات المختلفة. والجدول التالي يبين تطور عدد السكان في البلدة"[3].

الجدول رقم (1)

يبين تطور أعداد السكان في بلدة الحسينية بين عامي 1983- 2009م.

العام

1983

1995

2004

2009

عدد السكان

200نسمة

17000 نسمة

28.384 نسمة

85 ألف نسمة

المصدر: مشروع تخرج معن خلف اعتماداً على بيانات المكتب المركزي للإحصاء والدراسة الميدانية

   اللاجئون الفلسطينيون ومخيم الحسينية  :

"يشكل الفلسطينيين الغالبية العظمى من سكان الحسينية حيث تبلغ نسبتهم 51 % من السكان أما 43 % المتبقية فهم من السوريين ,ويدين جميع سكان الحسينية بالديانة الإسلامية"[4]

يمثل اللاجئون الفلسطينيون أغلب سكان الحسينية , ويعتبر اللاجئون الفلسطينيون هم من أسس مخيم  الحسينية بشكل أساسي , حيث أصبح من التجمعات الكبيرة سكانيا التي تضج بالحركة والحراك السياسي والثقافي ,فهو يمثل " ثاني أكبر المخيمات الفلسطينية و أحدثها , انشئ عام 1982 على مساحة قدرها 3-5كلم مربع . ومعظم سكانه من مخيم جرمانا ومخيم اليرموك  , عدد السكان الفلسطينيين فيه يقارب 50 ألف لاجئ " [5].

 

"ويقدر عدد السكان في عام2010 م " 90.000 " نسمة "[6]

وترجع  أصول اللاجئين من سكان المخيم إلى قرى سهل الحولة كـ (الصالحية و الخصاص و الزوق التحتاني والعابسية و غيرها) والبعض من قرى وعشائر قضاء صفد ) الوهيب- الهيب-أكراد  الغنامة-أكراد البقارة.

والقسم الثالث من قرى قضاء حيفا ويافا.

و يجدر الإشارة إلى أن بقية سكان المخيم هم من النازحين السوريين من الجولان عام 1967م , والجزء الآخر هم من محافظات أخرى:" ويذكر بأن بقية سكان المنطقة هم من النازحين السوريين وبعض السوريين الذين أتوا إلى الحسينية من أجل العمل من محافظات"الحسكة-ادلب- دير الزور-حلب"[7]

 

بداية هجرة  اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيم  الحسينية:

 

ترجع بداية هجرة اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيم الحسينية إلى 1982 حيث هاجر إليه بعض سكان مخيم جرمانا , نتيجة هدم منازلهم من  قبل الحكومة السورية , من أجل عملية توسيع الطرق وتحسين مدخل مدينة دمشق وشق الطرق السريعة , وبعد ذلك توالت هجرة الفلسطينيين من مخيم جرمانا , الذي تكررت فيه أعمال الهدم من جديد حيث تمت عملية هدم مخيم جرمانا على عدة  دفعات وبقيت الآن كتلة سكانية صغيرة فيه , فقد كانت عمليات الهدم  متتابعة من عام  و 1982 و 1983 عام 1994 و 1997 و 2004

وفي كل مرة كانت تهدم البيوت للاجئين في مخيم جرمانا , كان هؤلاء إما ينتقلون إلى ضاحية الحسينية التي لم تعط فيها شقق إلا لحاملي الطابو , وأما من لا يملك طابو وهم الأغلب فكانوا يشترون الأراضي في الحسينية  ويبنون منازلهم لذلك

" يعد المخيم امتدادا لمخيم جرمانا الذي يسكنه لاجئون من قرى سهل الحولة وقرى طبرية وعشائرها . أما القسم الآخر فهو من سكان قرى مدينة حيفا " [8]

والقسم الآخر من سكان المخيم هم من قرى قضاء صفد و حيفا ممن كانوا يقطنون في مخيم اليرموك سابقا , فقد جاؤوا إلى الحسينية نتيجة تضخم الأسرة في البيت الواحد مما دفعهم لبيع منازلهم الصغيرة في مخيم اليرموك وشراء أراضي اكبر مساحة في الحسينية  وبناءها وهي الأرخص ثمناً. 

اسباب هجرة الفلسطينيين للحسينية:

1-هدم المنازل في جرمانا عام 1982و 1985

2- هدم المنازل في جرمانا عام 1994

3 هدم المنازل في جرمانا عام 2004

4 ضيق المنازل في جرمانا ممن لم تهدم بيوتهم بعد

5 ضيق المنازل في مخيم اليرموك وتضخم العائلة في البيت الواحد ورخص الاراضي في الحسينية

6 هجرة من مخيمات اخرى

عدد اللاجئين الفلسطينيين :

تقدر وثيقة عائد الصادرة عن حركة حماس والتي تشرح فيها عن المخيمات الفلسطينية ككل, تحدد عدد الفلسطينيين في مخيم الحسينية بحوالي 50000 لاجئ.

و " ويقدر عدد السكان في عام2010 م " 90.000 " نسمة بينهم نحو" 55.000 " لاجئ فلسطيني"[9]

  المناطق التي هاجر منها الفلسطينيين في مخيم الحسينية :

  • مخيم جرمانا
  • مخيم اليرموك وفلسطين
  • مخيمات أخرى كمخيم الست وسبينة و ببيلا و غيرها لكن أعداد هؤلاء قليلة مقارنة بالمخيمين السابقين.

 خدمات البنية التحتية :

يعاني مخيم الحسينية من أوجه عدة ، منها ما يتعلق بالخدمات ومنها ما يتعلق بالتعليم  ومنها ما يتعلق بالصحة فلا تؤدى كل الخدمات على الوجه المطلوب وخاصة خدمة الصرف الصحي وتعبيد الطرق وإنارتها ، كما يعاني المخيم من تراكم القمامة في أغلب شوارعه والأراضي الترابية الغير مبنية فيه ،كما تسببت قلة الخدمات بوجود عدد كبير من مكبّات النفايات مما جعل هذه الأمكنة بؤراً للتلوث ومرتعاً لمن يعملون في البحث بالقمامة من أطفال مشردين أو عاطلين عن العمل كما أدت لزيادة عدد المظاهر المرضية اجتماعياً مثل كثرة المشاجرات وحالات السرقة و السطو ومظاهر الانحراف المختلفة التي تنشر البطالة وقد انعدمت الخدمات الثقافية والاجتماعية وغيرها مثل السينما والمسرح وغيره وكذلك انعدمت المساحات الخضراء مثل ( الحدائق ) والمنشآت الرياضية التي تعتبر عاملاً مهماً جداً للأطفال و تنشيط أجسامهم وعقولهم و تنقية تنفسهم الذي يعطيهم الصحة و السلامة لأبدانهم ، ويعتبر المخيم غير مشمول بخدمات الأونروا من مياه أو صرف صحي وهذا المخيم يتبع عدة بلديات الديابية والسيدة زينب والبويضة ، وإن التوسع العمراني الشديد في البلدة أدى ذلك إلى عدم تخديم المنطقة وحرمانها من تعبيد الطرق ورصفها فما إن تهطل الأمطار حتى تصبح الشوارع مسرحاً للطين والوحل وقد تحتاج لأيام عديدة حتى تجف وقد شاهدنا ذلك بأنفسنا عندما قمنا بزيارة المخيم في فصل الشتاء وكان هطول الأمطار قد مضى عليه يومان فوجدنا الشوارع يرثى لحالها فقد غرقت سيارات في الطين  وقد رأينا بعض الحارات التي لا يمكن دخول السيارات إليها لأن مستوى الماء عالٍ يصل إلى الباب أحياناً  وكنا عندما ننزل مستكشفين المكان تغوص أقدامنا بالماء والأطيان ، حتى أن زيارتنا المقرر لها ساعتان تقريباً استغرقت الخمس ساعات في المخيم وعندما عدنا ظن البعض أننا كنا في حقل أو بستان من حجم الأطيان التي كانت علينا فكيف هو حال الناس كل يوم من أيام فصل الشتاء .

وعن بعض هذه الأمور تحدث اللاجئ الفلسطيني أحمد يعقوب الذي يبلغ عمره 39 سنة من قرية القيطية قضاء مدينة صفد المحتلة عام 1948م فقال " أعيش في مخيم الحسينية منذ ثماني سنوات ، في الصيف تحرقنا الشمس و يؤذينا التراب والغبار المتطاير وفي الشتاء يفتك بنا البرد والسيول والأوحال لكون شوارعنا غير معبدة و في البيئة التي نعيش فيها تكثر الحيوانات الضالة  كالكلاب التي تعرضت لأحد أبنائي ومجامع القمامة التي تنتشر بين منازلنا كثيرة فهي تسبب لنا الكثير من الأمراض لذلك نقوم بحرقها والتخلص منها " يتحدث يعقوب عن أسلاك الكهرباء الملاصقة لمنزله ، وهذه مشكلة وتهديد خطر لحياة اللاجئين ، لكون هذه الكابلات قريبة جداً من منازلهم ويستطيع الأطفال لمسها بسهولة، بالإضافة إلى مولدات الطاقة الكهربائية المنتشرة بين المنازل ختاماً يقول يعقوب: نحن جميعنا من عشاق الجهاد والمقاومة من أجل العودة لأرض الآباء والأجداد فلسطين.. إنني  مشتاق للقيطية ، رغم أنني لم أرها ، لكن ما خَرَّفَنا به آباؤنا عنها يؤجج الشوق بين ضلوعي كي أحتضن تراب قريتي المغتصبة ».

( مجلة العودة الفلسطينية  www.alawda_mag.com/default.asp?issueid=29&menuid=33 )

ومما يؤكد ذلك وخاصة خطر الكهرباء أننا قمنا بزيارة للمخيم فذكر لنا الأهالي حادثة جرت حديثاً وهي وفاة طالبة أمام مدرستها وذلك بسبب وجود سلك من الكهرباء كان مغطى بالطين والماء بعد هطول الأمطار ولكن سرعان ما اشتكى الأهالي للبلدية وفي اليوم الثاني ووجدوا تلبية سريعة منها ، وأما القمامة فهي تملأ الشوارع كلها وتتجمع عليها القطط والكلاب وتهطل عليها الأمطار كلما نزلت فيتجدد ريحها ويكثر تعفنها .

ولقد قمنا بزيارة عائلة من بيت ( موسى ) وسألناهم عن كيفية التخلص من النفايات عندهم فقالوا أنهم كانوا هم والأهالي يعملون على ترحيلها من الحي  وعلى حساب الأهالي بعدما وجدوا أن الأمر لا يحتمل فقد كثرت الأمراض وانتشرت الجراثيم وصار الأولاد يلعبون بها ويأخذون ما يؤذيهم وهم لا يشعرون ، ومن ذلك قصة الولد التي ذكرناها آنفاً والذي توفي جرّاء بلعه لدواء أخذه من القمامة  ، كما قد أكدت العائلة وجود أرض فارغة أمام منزلهم وليس لها جدران أو سور يعزلها عن الخارج فأخذها الناس فرصة لهم لرمي النفايات بها وجلوس الأولاد مع بعضهم فيها حتى انتبه البعض لها فذهبوا وطلبوا من صاحبها ترحيل القمامة وتسويرها فصار يماطل ،  فذهبوا للبلدية واشتكوا لرئيسها أكثر من مرة حتى أمر صاحبها بتسويرها وهذا حال كثير من الأراضي  .

أما بالنسبة للبلدية فهي الآن تقوم بإرسال سيارة كل يوم لجمع النفايات وترحيلها من المخيم ولكن يجد الأهالي مشكلة في ذلك حيث تأتي غالباً في الصباح الباكر فتكون الناس نائمة ولم تجمع القمامة بعد فبذلك تبقى القمامة حتى اليوم الثاني أمام بيوتهم وهذا هو الحال كل يوم .

أما بالنسبة لشوارع المخيم فهي ضيقة والأبنية والبيوت متراصة ومتلاصقة مع بعضها وكلها مكشوفة على بعضها ويوجد كثير من البيوت قديمة وكثير منها ما زالت جدرانه لا يكسوها إلا الطين ولم تدهَن إلى الآن ولا يوجد حتى بلاط في الأرض بل البيت أرضيته هي الأرض الجرداء التي أقيم عليها البيت ، ويعود ذلك إلى غياب التخطيط الاستراتيجي من جهة وجشع تجار العقارات من جهة أخرى وقوة سطوتهم واستغلالهم لحاجات الناس القادمة من الخارج وقد أدى ذلك لتزاحم شديد في السكن بسبب تزايد السكان الكبير وارتفاع ثمن الأرض ومواد البناء وغياب الجمعيات التعاونية .

 خدمة المواصلات :

المواصلات تعتبر قليلة جداً في المخيم ويعود ذلك لسوء الطرق وصعوبة تنقل الباصات أو الميكروباص الصغير وهذا قد أدى إلى صعوبة تنقل الأهالي داخل المخيم وخارجه وإذا أرادوا التنقل فإنهم يمشون مسافات كبيرة سيراً على الأقدام حتى يصلوا إلى المنشآت الخدمية المختلفة أو إلى أي وسيلة نقل عامة كما تعتبر خدمة المواصلات صعبة جداً لأن خط دمشق السيدة زينب يصل لأول البلدة ولا يدخل إلى داخل البلد لعدم وجود الشوارع المهيأة فالذي يريد القدوم من كراج المنطقة الصناعية يحتاج إلى نحو ساعة كاملة للوصول للحسينية مما يسبب معاناة للسكان نفسية وجسدية وخاصة للموظفين أو الذين يعملون خارج الحسينية أو طلاب المدارس البعيدة فإن هذا يسبب لهم تعباً وضياعاً للوقت كبير غير أن عدد المواصلات يقل جداً في وقت ذهاب الطلاب للمدارس ويزيد الازدحام بشكل كبير فيجعلهم يتأخرون عن أعمالهم ومدارسهم وذلك لأن نسبة من الطلاب يستأجرون مثل هذه الباصات كل يوم خلال العام الدراسي وجزء لا بأس به تستأجره الروضات .

 خدمة المياه :

المياه هي الحياة ولا حياة بدون ماء نظيف صاف و لا يمكن العيش بدونه لأنه أساس الحياة وفي مخيم الحسينية لا يمكن الحصول على مياه الشرب إلا عن طريق شرائها من الباعة المتجولين بشاحناتهم المزعج صوتها ، حيث أن المياه الممتدة أنابيبها إلى البيوت غير صالحة للشرب لأن مصدرها الآبار الارتوازية التي حفرت مؤخراً وقد أخبرنا أحد الأخوة بأنه توجد بعض المناطق إلى الآن لم يمدد لها حتى الماء الغير صالح للشرب فهم يشترون كل يومين صهريجاً  يملئوا به خزاناتهم مما يضاعف معاناتهم ، ومن اللاجئين من يقوم بحفر الآبار لكنها مكلفة وتندر

و تندر المياه في باطن الأرض لكون البيئة المحيطة بالمخيم صحراوية ومنذ عام تقريباً حفرت بلدية المنطقة عدة آبار ارتوازية وزودت معظم المنازل بالمياه عن طريق الأنابيب ولا يزال العديد من اللاجئين محرومين من وصولها إلى منازلهم .

( شهادة عدد من الأهالي الذين يعانون من شراء الماء "عائلة موسى وعائلة علي ديب" )

 خدمة الكهرباء :

بدأ تفعيل خدمة الكهرباء في مخيم الحسينية عام 1985م حيث كان يوجد مركز واحد فقط يخدم جميع سكان البلدة وزاد بعدها عدد المراكز نتيجة ازدياد عدد السكان .

وأما بالنسبة لتمديد الشبكة داخل البلدة فهي في معظمها هوائية تكثر فيها الأعطال والسرقات وقد وجدنا أن بعض الشوارع فيها أعمدة كهرباء تتداخل مع الأبنية مما يزيد في مشاكلها وبالنسبة للصيانة الدورية فهي غير كافية أبداً وفي هذه الفترة عندما كنا نتردد على المخيم  زائرين كان الأهالي يشتكون من انقطاع الكهرباء لمدة أربعة أيام متواصلة وكانوا كل يوم يذهبون ويرسلون شكواهم ولكن لا يجدون من يستمع لشكواهم إلا بعد مرور وقت طويل على الشكوى

 خدمة المواد الاستهلاكية والأسواق :

لقد تم حتى الآن إيجاد اثنتين من المؤسسات الاستهلاكية وهما تابعتان للحكومة السورية ، وتقومان بتوزيع المواد التموينية والمقننة إضافة إلى بعض المواد الغذائية لكن ماعندها لا يغطي حاجة المخيم نظراً لعدد السكان الكبير وعدم توفر المحلات التجارية الخاصة مما يحيج سكان المخيم لشراء احتياجاتهم من خارج المخيم من البلدات القريبة له ، أما بالنسبة لمراكز توزيع الغاز فلا يوجد في المخيم ولا مركز ولذلك تقوم بعض المحلات الصغيرة الخاصة ببيع اسطوانات الغاز للمخيم بعد أن يحضرها من مكان بعيد مع العلم أن المحلات التجارية قليلة ولا يوجد إلا سوق واحد في المخيم وهو سوق بسيط جداً و يضم غالب كل ما يلزم العائلة من ألبسة متواضعة أو قد تكون  مستعملة و منظفات ومواد غذائية و أدوات منزلية بلاستيكية بسيطة و يعتبر أيضاً سوقاً للخضروات وغير ذلك وقد كان شارعه سيئاً جداً وخاصة عند سقوط الأمطار التي تجعله مسرحاً للغرق بالطين والوحل والماء ولكن عملت البلدية من أشهر قريبة على تحسينه ، ولا يوجد في المخيم أي سوق خاص للملابس فقط أو للمواد الكهربائية أو للأغراض المنزلية و الذي يبيع هذه الأشياء يبيع جزءاً قليلاً منها في محل متواضع صغير أما بخصوص أثاث المنزل كغرف النوم أو الكنب أو غيرها فهي غالباً إن وجدت تكون مستعملة حتى تناسب الحالة المادية للناس ، أما بالنسبة للمخابز والأفران فيوجد منها فرن آلي واحد فقط حكومي ، وثلاثة أفران خاصة تسدّ بمجموعها احتياج المخيم بأكمله طوال النهار ولاشكوى في هذا الباب عنهم ، وأما بالنسبة للكازيات التي تبيع المازوت والبنزين  والكاز فهناك كازيتان وهما تسدّان حاجة الناس بشكل جيد أيضاً . هذه بعض معاناة أهل مخيم الحسينية التي لمسناها أو حُدّثنا عنها ، وبعد كل ما كان من عبرات أو هموم حول خدمات المخيم ذهبنا لزيارة البلدية المسئولة عن المخيم لقسم اللاجئين والنازحين و التابعة للحكومة السورية فوجدنا هناك رئيس المكتب الفني الأستاذ زياد أبو سعيفان وقد أحسن استقبالنا وكان متفاعلاً معنا مجيباً عن أسئلتنا وتحدث لنا بما يلي :

ذكر لنا أولاً انجازات البلدية التي قامت بها لخدمة الناس وراحتهم مع أن هذه البلدية مضى على فتحها خمسة سنوات فقط وهي تسعى جاهدة لتحسين المنطقة وقد قامت ببناء مركز ثقافي يقع جانبها وهو بناء جديد وقاموا ببناء عدد من المدارس الابتدائية والثانوية وقاموا بتزفيت عدد كبير من الطرق وتحسينها وتحسين طريق السوق المركزي وقد أكد لنا الأخ زياد بأنهم مستمرون بعملهم وجاهزون لقبول أي شكوى تقدم لهم من أهالي المخيم وقد أعلمنا بأن البلدية كانت ببيت متواضع والآن هي بمبناً واسع وجديد وقد سألناه عن خطتهم القادمة التي يعملون عليها الآن في سبيل التحسين والإرتقاء ، فقال إنهم باشروا بشراء أرض كبيرة وهي تقع بينهم وبين قرية مجاورة لهم وسيسعون لجعل المنطقة مخدمة من جميع النواحي مثل بناء عدد كبير من المحلات التي تبيع الخضار أو المحلات التي تبيع المعلبات والمواد الغذائية وسيكون ذلك سبباً لإحياء هذه المنطقة المهجورة وهم يقومون في هذا الوقت بباء مستشفاً للمخيم وقد وضعوا خطة لذلك على أمل بأن تفتتح خلال سنتين وهي ستخدم المخيم بشكل كبير وتخفف عنهم عناء الانتقال بالمرضى لأماكن بعيدة ومكلفة  وستكون فيها جميع الخدمات الطبية و الإسعافات والعمليات الجراحية كما سيكون فيها قسم كامل للتوليد وسألناه عن التكلفة وهل ستناسب الوضع المادي للسكان أم أنها ستكون مرهقة لهم فأكد لنا بأنها ستكون بأسعار رمزية جداً وستناسب السكان بشكل عام وستكون جاهزة لاستقبال المرضى وأما بالنسبة لباقي الخدمات فهم يبنون الآن سوقاً للخضار مركزياً وقد قمنا بزيارة المكان ووجدنا العمال قد انتهوا من بناء جزء كبير منه وقد جعلوه مغلقاً ومرتفعاً عن الأرض حتى لايغرق بالطين والوحل في أيام المطر والسيول وتتكرر لا قدر الله تجربة السوق القديم وإشكالاته ، وتابع الأخ زياد كلامه عن المشاريع القادمة ومنها بناء نادي رياضي للجيل الشبابي والاهتمام بهم ، وكذلك سيقومون ببناء مؤسسة للكهرباء حتى تكون قريبة لخدمة المخيم وذلك لأنهم يضطرون للذهاب لمنطقة بعيدة حتى يدفعوا فواتير هواتفهم  كل مرة وهم يسعون الآن لتحسين شبكة الهاتف وإلغاء الشبكة الهوائية لكثرة أعطالها وشكاوى سكان المخيم منها ، وعندما خرجنا من البلدية وجدنا رئيس البلدية وشكرناه على الجهد الذي يقومون به و على ما يخططون له من أجل تحسين المخيم والعمل على خدمة الناس وتحدث لنا عن مشروع التشجير الذي سيكون بإذن الله جاهزاً  خلال عدة أيام  .

المراجع

[13] أحفاد موسى العيد

[14] معن خلف مشروع تخرج " بلدة الحسينية " جامعة دمشق 200

[15] معن خلف مشروع تخرج " بلدة الحسينية " جامعة دمشق 2009

[16] معن خلف مشروع تخرج " بلدة الحسينية " جامعة دمشق 2009

[17] وثيقة عائد – حركة المقاومة الاسلامية حماس.

[18] أحمد خضراوي و محمد عوض " مخيم الحسينية "أكاديمية دراسات اللاجئين 2011

[19] المرجع السابق نفسه

[20] وثيقة عائد – حركة حماس

[21] أحمد خضراوي و محمد عوض " مخيم الحسينية "أكاديمية دراسات اللاجئين 2011

صور من المخيم


https://palcamps.net/ar/camp/100