☰ قائمة المخيمات

شخصيات من المخيم


الشيخ الأسير المحرر خضر عدنان

ولد المجاهد والأسير المحرر/ خضر عدنان محمد موسى في بلدة عرابة بمحافظة جنين في 24/3/1978م.
- ينتمي المجاهد/ خضر عدنان إلى عائلة مجاهدة تعرف واجبها نحو دينها ووطنها، وقد قدمت العديد من أبنائها الأبرار شهداء وأسرى في سبيل الله وعلى طريق تحرير فلسطين.
- تتكون أسرته من والديه الأكارم، واثنين من الأخوة، وأخت واحدة، وقدر الله أن يكون الشيخ الأسير/ خضر عدنان هو الثالث بين أخوته.
- تزوج الشيخ الأسير/ خضر عدنان برفيقة حياته، التي أنجبت له ابنتين هما (معالي) 4 سنوات، و(بيسان) 1.5 سنة، وزوجته حامل في الشهر السادس.
- درس الشيخ الأسير/ خضر عدنان في مدرسة (عرابة للبنين) فحصل على الابتدائية، وأكمل دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة (أبو جهاد).
- واصل الشيخ الأسير/ خضر عدنان تعليمه الجامعي، فالتحق بجامعة بيرزيت ليحصل منها على بكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية في العام 2001، و أيضاً مسجل في جامعة بيرزيت ببرنامج الماجستير منذ العام 2004 تخصص اقتصاد ولكنه لم يتمكن من الاستمرار بسبب اعتقالاته المتكررة من العدو الصهيوني.
- افتتح الشيخ الأسير/ خضر عدنان مخبزاً متواضعاً خاصاً به في بلدة قباطية بمحافظة جنين لكي يعتاش منه وذلك في ظل عدم حصوله على وظيفة بسبب الانتماء السياسي.

   أبو جندل :

"أبو جندل" هي كنية الشهيد البطل يوسف ريحان "أبو محمد"، أحد قادة مخيم جنين القسام، وقائد في جهاز "الأمن الوطني"، لكنه كان صاحب رؤية لمفهوم أمن الوطن الذي لا يمكن أن يتحقق إلّا بمقاومة الاحتلال لا بالتعاون والتنسيق الأمني معه.

ولد الشهيد في قرية يعبد عام1965م، انضم إلى صفوف الثورة في الخارج وعاد مع قوات الأمن إلى الضفة المحتلة عام 1996م، ليعمل مدربًا لقوات الأمن الوطني فيها.

وبزغ نجمه في انتفاضة النفق التي اندلعت عام 1996م، قبل أن يطارد بعد قتله جنديًا (إسرائيليًا) على أحد الحوجز في بداية الانتفاضة الثانية، وتوجه بعدها إلى مدينة جنين التي أصحبت معقلًا للمقاومة الفلسطينية بالضفة..

فجرت فيه مشاهد الألم والمعاناة التي يتعرض لها أبناء شعبه أحاسيس الفداء مرة أخرى، وذكرته بمعارك بيروت التي خاضها في الخارج ومشاركته بانتصارات الجنوب، وحثت فيه معاني المقاومة من جديد.

ورأى بعينه ذلك المفاوض الذي تجاوزت تنازلاته كل معقول مقابل ثمن بخس، فنظر إلى المرآة ذات مساء فوجد فيها رجلا، وحدث نفسه قائلًا "أيباع الوطن وأنا حي؟!، فأقسم معاهدًا أن يكون حاميًا له.

امتشق البندقية سائرًا إلى إحدى الحواجز في بيت لحم التي استلذ فيها جنود الاحتلال إهانة أبناء شعبه، وأقسم أن ينتقم من ذاك الجندي الذي قتل شابا وهو ينتظر عروسه منذ الصباح على ذاك الحاجز، ثم ذهب وألقى بالأخيرة أرضًا وسط قهقهة زملائه الجنود.

ذلك المشهد لم يرق له، فأطلق النار بكثافة على الجندي، ليجعله عبرة لكل جنود الاحتلال، وهنا كانت البداية لمرحلة من المطاردة للبطل المغرور، وتبدأ مسيرة العمليات التي اعترف الاحتلال بمسئولية الشهيد أبو جندل عن مقتل خمسين من جنوده فيها.

 

ولم يغب عن ذاكرة الفلسطينيين من قبل صراخ أبي جندل الذي وقف يومًا على حاجز (إسرائيلي)، متوعدًا جنود الاحتلال بأن يطلق عليهم مئة رصاصة إن فكر أحدهم بإطلاق طلقة واحدة على أطفال المخيم.

وقد أثار ذاك المشهد اندهاش العدو حول ذلك الضابط الجديد الذي أعلن ثورته على منظومة الخنوع والقبول بما يمليه (الإسرائيلي)، وأظهر فلسطينيًا جديدًا غير ذلك الذي صنعته "إسرائيل" ليكون حاميًا لها وسندًا لحدودها.

القائد أبو جندل التقى مع قادة المقاومة في المخيم وفي مقدمتهم الشيخ جمال أبو الهيجا والشهيد القائد محمود حلوة ومحمود طوالبة، وتعاهد معهم على الاستمرار في المقاومة والدفاع عن جنين.

قاد الشهيد رفقة حلوة وطوالبة وقيس عدوان والقائد يوسف السركجي أشرس معركة عرفتها الضفة المحتلة إبان الاجتياح "الإسرائيلي" للضفة المحتلة.

والشهيد كان متقنًا لفن ضرب قذائف الأربي جي وصناعة العبوات الناسفة، إضافة إلى قدرته على التدريب والإعداد والتخطيط في توزيع المجموعات لحماية الثغرات في مخيم جنين.

 المعركة استمرت إلى آخر لحظة، غير أن قلة العتاد ونفاد الرصاص من المقاومين، أضعف من قدرتهم على مواصلة التصدي للهجوم "الإسرائيلي".

وقد استمر أبو جندل لآخر لحظة مع عدد من المقاومين في المواجهة، حتى حاصره الاحتلال في إحدى المنازل داخل المخيم وقصف المنزل بطائرات الأباتشي، قبل أن تعدمه رميًا بالرصاص.

ولجأ الشهيد إلى مخيم جنين الذي شهد أعنف المعارك التي دارت بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية ، وقد استمرت المعركة قرابة 15 يومًاـ استشهد خلالها 55 مواطنا من المخيم، فيما أوقع أبطال المقاومة عشرات القتلى في صفوف الجيش (الإسرائيلي) الذي اعترف حينها بمقتل 23 جنديا.

   قيس العدوان :

عرفت جنين  ميلاد المميزين، وأتقنت صنع التحدي للمحتل، واحتضنت في مرج إبن عامر رفات الشهيد القائد الشامي عز الدين القسام، وفيها صمد المجاهدون عند الحصار المطبق دون أن يسلموا مخيم جنين للعدو، فقدموا الشهداء والأشلاء والدماء.
ففي مدينة جنين لعام 1977، ولد الشهيد قيس عدوان أبو جبل، المكنى بـ "أبي طارق" نسبة إلى طارق بن زياد فاتح الأندلس وشمال إفريقيا، لأسرة كريمة ترجع جذورها لقرية "سيريس" في مدينة جنين، عرفت الصبر على البلاء، وآمنت بالإسلام منهج حياة، مما أثر في نشأة المهندس قيس عدوان، وإلتزامه في صفوف الدعوة الإسلامية منذ نعومة أظفاره.
تلقى المهندس قيس عدوان تربيته الإسلامية في صفوف جماعة الإخوان المسلمين منذ المراحل الأولى من عمره، فكان من أحباب الله في المسجد الكبير في مدينة جنين.
أحب شهيدنا القرآن الكريم فاتخذه صديقاً وهادياً ومرشداً له في كل حين، فقد أتم حفظ أجزاء كثيرة منه وأتقن علم التجويد، وغدا يتلوا آي القران آناء الليل وأطراف النهار.
تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس جنين إلى أن تخرج من الثانوية العامة في الفرع العلمي بمعدل يؤهله لدخول كلية الهندسة عام 1995.
في جامعة الشهداء
في عام 1996 التحق شهيدنا البطل بجامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ليكون طالبا في قسم الهندسة المعمارية.
وسرعان ما اندمج قيس في العمل الطلابي ليكون العضو الأبرز في الكتلة الإسلامية في كليته بشكل خاص، ثم قائداً طلابياً معروفاً بين أقرانهِ الطلبة بإنتمائهِالأصيل لحركة المقاومة الإسلامية حماس مما جعل المهندس قيس يدفع بعضا من عمره ضريبة للوطن داخل السجون الصهيونية.
وكسائر مناضلي الشعب الفلسطيني تعرض قيس عدوان للإعتقال السياسي على أيدي أجهزة أمن السلطة، في الحملة الشعواء ألتي قادتها حركة "فتح" ضد أبناء الحركة الإسلامية عام 1996 تنفيذا للأجندة الأمريكية الصهيونية القاضية بمحاربة الإرهاب.
إستمر اعتقال شهيدنا البطل ستة شهور في سجن "جنين" المركزي ثم أطلق سراحه ليعتقل لدى الإحتلال ستة أشهر جديدة ليضاف إلى سجله النضالي عاما من الأسر مشتركا بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.
وبعد خروجه من السجن في العام 1998 أنتخب قيس عضواً في مجلس إتحاد الطلبة الذي كان أغلبيته من الكتلة الاسلامية .
وفي العام 2000 عند اندلاع إنتفاضة الأقصى المباركة أنتخب قيس عدوان رئيساً لمجلس إتحاد طلبة جامعة النجاح الوطنية، الذي أصبح فيما بعد ثلاثاً من أعضائه شهداء ومن تبقى تحول إلى مطارد للاحتلال الصهيوني وللسلطة الفلسطينية .
تعرض شهيدنا القائد في هذه الفترة لإعتقالات متفاوتة من قبل السلطة الفلسطينية على خلفية العمل الطلابي وخدمة طلبة جامعة النجاح الوطنية، خاصة بعد إخفاق حركة "الشبيبة" التابعة لفتح في الحصول على مقاعد تؤهلها لقيادة المجلس لأكثر من عشر سنين.
قيس والمطاردة
 إتجه المهندس قيس عدوان منذ إنطلاقة إنتفاضة الأقصى المباركة إلى العمل العسكري، فانتسب إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام، وكانت باكورة أعماله الجهادية عملية "وادي عارة" والتي نفذها المجاهد زيد الكيلاني.
وكان لشهيدنا الدور البارز في قيادة كتائب القسام، وفي تطوير قدراتها العسكرية فعمل على تطوير الأحزمة الناسفة التي تستعملها كتائب القسام في تفجيراتها، فكانت عملية الإستشهادي عز الدين المصري المعروفة بعملية " سبارو" والتي قتل فيها أكثر من 19 صهيوني من تصميم يديه.
ومنذ تلك اللحظة تحول المهندس قيس عدوان إلى المطلوب رقم واحد لقوات الإحتلال، ليغادر بيته وبلده ويصبح مطاردا في جبال جنين ومخيمها الصامد، مرافقاً لسلاحه الشخصي الذي طالما كان بين شهيدنا وبينه عشق غريب فلم يغادر سلاح ال "إم 16" كتف شهيدنا حتى رحل إلى جوار ربه.
لم تمنعه المطاردة من إتمام نهج كتائب القسام فكانت عملية شاكر حبيشي من تدبير المهندس والتي قتل فيها أكثر من أربعة صهاينة، مما أثار الكيان الصهيوني وشدد من إجراءاته في مطاردة شهيدنا والايعاز الى سلطة اوسلو لجمع المعلومات عن أماكن تواجده.
ثم إنتقل قيس عدوان إلى محج الثائرين "مخيم جنين" حيث عمل على تطوير العبوات الناسفة، وبناء الخطط المحكمة للدفاع عن المخيم في حال تعرض للإجتياح.
لم يتوقف شهيدنا عند تطوير العبوات والأحزمة الناسفة ولكن وضع الخطط الكفيلة باقتحام المغتصبات الصهيونية، فكان إقتحام معسكر "تياسير" الصهيوني من قبل الإستشهاديان صالح كميل وأحمد عتيق التجربة النوعية الأولى من إخراج وتخطيط المهندس قيس عدوان.
وقد حلم شهيدنا بالفضاء، ونظر إلى غزة وتكنولوجيا الصواريخ القسامية التى تدك المغتصبات فالتقى بزميله في المقاومة الشهيد "سائد عواد" حيث وضعا الأسس لتطوير صواريخ القسام ونقل التجربة الصاروخية الى الضفة الغربية.
موعد في طوباس


ومع إشتداد الملاحقة الأمنية للشهيد قيس من قبل عملاء الإحتلال الصهيوني وبقايا أجهزة أمن " فتح" في الضفة الغربية أضطر شهيدنا إلى تغيير مكان أقامته، والإلتحاق بمجموعة قسامية من أجل الإعداد لعمليات تشترك فيها الخبرات. فانتقل المهندس إلى مدينة طوباس وانضم إلى إخوانه القساميين، ولكن سرعان ما إنكشفت الشقة التي أقاموا فيها.


وفي صبيحة يوم الجمعة الخامس من نيسان لعام 2002 حاصرت قوات ضخمة من الإحتلال الصهيوني، وشاركتها الدبابات وطائرات" الأباتشي" المنزل الذي اجتمعت فيها الخلية القسامية. طالب جيش الإحتلال الشهداء القسامين تسليم أنفسهم ولكن دون جدوى، وبدأت المعركة الضارية بإطلاق اعيرة نارية من داخل منزل المطاردين باتجاه الة الحرب الصهيوني. لم تجرؤ قوات الإحتلال على إقتحام المنزل، فأقدمت على قصفه واطلاق النار كزخات المطر المنصبة عليه مما أدى الى إستشهاد المجاهد قيس عدوان وإخوانه بعد ستة ساعات من معركة غير متكافئة قادها قيس بسلاحه الذي عشقه وأحبه "الام 16" في حين ملك العدو الطائرات والدبابات والأسلحة الفتاكه الثقيلة.
ارتقى قيس عدوان وزملاؤه الشهداء القادة إلى ربهم في يوم الجمعة، ليشهدوا على شعب فلسطين وآهاته، وليوقظ إستشهادهم الحياة في العديد من الناس حتى تكتمل المسيرة ولا تتوقف جذوة الجهاد والمقاومة.
قيس عدوان الذي نشأ شبلا في المسجد الكبير في مدينة جنين، وغدا قائدا للعمل الطلابي في جامعة النجاح الوطنية، واختار خاتمة الشهادة في كتائب القسام سيبقى بطلا في قلوب وعقول من عرفه ومن لم يعرفه، ومهما طال الزمن فلن يطويه النسيان.

    الطوالبة :

ولد الشهيد القائد الشيخ محمود أحمد محمد طوالبة (أبو عبد الله) في أحضان مخيم جنين بتاريخ 19/3/1979م، لأسرة فلسطينية مجاهدة مكونة من 9 أفراد بالإضافة لوالديه، وكان ترتيبه الرابع في أسرته التي لجأت إلى مخيم جنين بعد نكبة عام 1948م، بعد أن دمر الاحتلال منازلهم وشردهم من قريتهم نورس القريبة من مدينة حيفا.

ومنذ صغره بدت عليه علامات التأثر بما تعرض له شعبنا من مآسي ونكبات, فتأثر بواقع معاناة اللجوء والحياة القاسية في مخيم جنين، فكبرت معه روح الانتماء للوطن والاستعداد للمقاومة وكراهية المحتل الغاصب الذي حرمه من حقه في العيش بأرضه, وعندما كان يتحدّث والده عن مجازر الاحتلال وإرهابه كان يتمنى أن يكبر بسرعة لينتقم ويثأر من الصهاينة.

تلقى شهيدنا القائد طوالبة تعليمــه الأســاسي والإعــدادي في مدرســة وكالــة الغــوث قبــل أن يترك الدراسة يتفــرغ للعمــل في مهنة البناء (القصارة) في الأراضي المحتلة عام 1948م، ليكون معيلاً لأسرته، ومن ثم عمل في أحــد المحــلات التجاريــة بمدينــة جنــين، وتزوج برفيقة حياتــه ورزق منها ببنت أسماها دعاء، وولد أسماه عبد الله، وعــاش حيــاة عاديــة مثــل أبنــاء المخيــم حتــى انــدلاع انتفاضــة الأقصى عــام 2000م.

تميز الشــهيد محمــود طوالبة بالشجاعة وقوة الشخصية والإيثار، وتميز بدماثة خلقه وابتسامته الدائمة، كان شاباً لطيفاً وخجولاً للغاية ومحبوباً من قبل الجميع، وعــرف عــنه هــدوؤه وســكينته، لكنــه فــارس شــجاع يرفــض الظلــم والإجحــاف، ويعمــل دوماً عــلى رد المظــالم، لكــن معايشــته لواقــع الاحتــلال والممارســات البشــعة بحــق أبنــاء شــعبه جعلــت منــه قائــداً ميدانياً شجاعاً يعمــل على الثــأر مــن الاحتــلال وجيشــه الباغــي.

كان الشهيد القائد طوالبة يحب عمل الخير ويتواصل مع الفقراء والمحتاجين ويتبرع براتبه الشخصي البسيط لإعالة العائلات الفقيرة في المخيم ولم يكن يقصده أحد ويعود خائباً، فقد تبرع بسرير ابنه لأحد الأطفال الأيتام وتبنى عدد من الأيتام وحرص على دفع راتب شهري لهم، وغيرها الكثير، وكان يهتم بأسر الشهداء والمعتقلين ويقدمهم على أي شيء آخر مما جعل الجميع يحبه ويحترمه.

كان حديث شهيدنا القائد محمود طوالبة الدائم عن فلسطين وحق العودة وحلمه الشهادة لذلك لم يتأخر في تحقيق حلمه، فانخرط في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في ريعان شبابه, وبدأ يقضي أوقاته في المسجد ودور العبادة وساحات المقاومة ودعوة الشباب للعودة إلى الدين والإسلام وحمل لواء الجهاد، وأصبح داعية إسلامي يركز على الشباب الذين لا يصلون ويزورهم في بيوتهم ويهديهم الأشرطة الدينية ويرشدهم للصلاة في المساجد .

وفور اندلاع انتفاضة الأقصى لم يكتفِ القائد طوالبة بالمشاركة في المواجهات والمسيرات بل شرع في تشكيل المجموعات السرية لحركة الجهاد الإسلامي والتي عملت على تطوير عمل المقاومة، والارتقاء بوتائر العمل الجهادي المقاوم عبر رفد انتفاضة الحجر بالسلاح وعمليات المقاومة التي سرعان ما طورها إلى عمليات استشهادية.

ومع انطلاقة انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000م، كان للشهيد طوالبة دور مميز وكبير، فالتحق بصفوف سرايا القدس بعد أن تعرف على الشهيد القائد محمد بشارات أحد أبرز قادة السرايا وعمل معه وقاتل إلى جانبه، وشاركه في كثير من عمليات إطلاق النار على الطرق الالتفافية التي كانت تمر منها قوافل قطعان المغتصبين وجنود الاحتلال الصهيوني.

وبعد أن اشتد عوده وتمكن من استعمال السلاح وتصنيع المواد المتفجرة، عُين قائداً عسكرياً لسرايا القدس في مخيم جنين، وعمل من خلال موقعه على الإشراف والتنفيذ المباشر لسلسلة من العمليات الاستشهادية التي نفذتها سرايا القدس، كما احترف القائد محمود طوالبة مهنــة تصنيــع المتفجــرات والعبــوات الناســفة والأحزمــة الناســفة والقنابــل اليدوية.

 

أصبح القائد محمود طوالبة بعد عدد من العمليات الاستشهادية التي أدت لمقتل وإصابة عشرات الصهاينة أحد أخطر المطلوبين للعدو الصهيوني بالضفة الغربية المحتلة، وبنداً من بنود المحادثات الأمنية بين السلطة الفلسطينية والحكومة الصهيونية التي مارست ضغوطاً حتى قامت السلطة باعتقاله في أواخر العام 2001م، مما أثار تظاهرات شعبية استمرت ثلاثة أيام أمام أحد المراكز الأمنية قرب جنين حيث كان معتقلاً، ونقل لاحقاً إلى سجن في نابلس حيث نجح في الفرار بعد أن استهدفت الطائرات الحربية الصهيونية السجن بهدف القضاء على المجاهدين بداخله.

تعرض الشهيد طوالبة لأربع محاولات اغتيال صهيونية باءت جميعها بالفشل، أما الأولى يوم اغتيال الشهيد معتصم الصباغ فنجا من الموت بأعجوبة، وأما الثانية فقد ارتقى فيها الشهيدان مجدي الطيب وعكرمة ستيتي من كتائب شهداء الأقصى، حيث استطاع أن ينزل من السيارة قبل إصابتها بصاروخ طائرة الأباتشي بلحظات، وأما الثالثة استطاع أن ينجو من تفجير المحل التجاري الذي كان يعمل فيه مع شقيقه بعد اكتشاف العبوة الناسفة في الوقت المناسب، أما الرابعة بعد قصف طائرات الاحتلال سجن نابلس الذي تواجد بداخله وتمكن من النجاة وعاد لمخيم جنين الذي استقبله بمسيرات حاشدة عبرت عن تقدير الجماهير الفلسطينية له واعتزازها الشديد به، وقد حظي باستقبال شعبي حاشد.

 

يصعب حصر عدد الاستشهاديين الذين قام بتجنيدهم وإرسالهم لتنفيذ عمليات استشهادية وأسندت مسؤوليتها إلى الشيخ القائد محمود طوالبة، إذ كان يفخخ من عشاق الشهادة من هم من جنين وغير جنين، حتى أصر شقيقه مراد أن يحظى بهذا الشرف، وبالفعل وفي  يوم خطبة شقيقته جهز القائد محمود لشقيقه مراد حزاماً ناسفاً لتنفيذ عملية استشهادية داخل  فلسطين المحتلة وأراد تفجير نفسه ورأى عدداً كبيراً من الأطفال الصغار في المكان، فأمسك عن تنفيذ العملية حرصاً منه على عدم قتل الأطفال فهذه هي أخلاق المجاهدين، وتمكنت قوات الاحتلال من اعتقاله وأفرج عنه في وقت لاحق، إلا أن عزيمة وإرادة القائد محمود لم تضعف وكان يمضي حياته وأوقاته في تدريب المجاهدين وتصنيع العبوات والأحزمة الناسفة.

قبل بدء معركة مخيم جنين بدأ القائد محمود طوالبة وإخوانه المجاهدين يستعد لمواجهة المحتل وقام بتفخيخ بيته وجميع البيوت المجاورة، وكان يقضي الليل والنهار في تجهيز العبوات فقد كان مهندس العبوات الأول في مخيم جنين وعندما اندلعت المعركة كان في مقدمة المجاهدين الذين تنادوا لتوحيد فصائل المقاومة التي عملت معاً لمواجهة المحتل، فمحمود لم يكن قائداً يصدر التعليمات بل كان يقود المعارك ويصنع العبوات ويزرعها في كمائن للمحتلين, وعندما أصيب خلال المعركة رفض الاستسلام أو التراجع أو مغادرة ساحة المعركة، وكان يحمل حزامه الناسف الذي لم يكن يفارقه وسلاحه الذي لم يهدأ طوال المعركة.

في اليوم الثالث من معركة جنين تقدم الجنود باتجاه حي الشلبي في مخيم جنين فأبلغه الأهالي بتحرك المشاه بشكل واسع وسريع فنصب لهم كميناً قرب منزل الشلبي وباغتهم بهجوم سريع مما أدى إلى مقتل عدد من جنود الاحتلال وإصابة آخرين.

وخاض الشهيد محمود طوالبة ومجموعته المجاهدة عدة اشتباكات عنيفة وقام بنصب العديد من الكمائن بكل بسالة وشجاعة، حيث خاض اشتباكاً مع جنود الاحتلال في حارة الدمج استمر عدة ساعات، ثم انسحب إلى حارة الحواشين واشتبك برفقة مجموعته المجاهدة مع جنود الاحتلال وتمكنوا من قتل جنديين صهيونيين وتم سحب جثث الجنود القتلى بأحد الأسلاك الطويلة ومصادرة أسلحتهم.

كان القضاء على القائد محمود طوالبة أحد أهداف الجيش الصهيوني في معركة جنين، لما كان يشغله من منصب مهم في حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس، ولقيامه بتجنيد العديد من الاستشهاديين وإرسالهم لتفجير أنفسهم في داخل الأراضي المحتلة عام 1948م.

ويقول الأسير المحرر علاء الصمادي من مخيم جنين:" أول ما تلفظ به الكابتن جمال الصهيوني أثناء اعتقالي خلال معركة مخيم جنين وكان يلح في سؤال الشبان المعتقلين من جنين وأنا منهم عن محمود طوالبة قائلاً":هل منكم رأى جثة محمود ؟ هل منكم من يستطيع إرشادي إلى مكانها؟ "، ويؤكد لهم غير مرة أن القوات الصهيونية المحاصرة للمخيم ستنسحب فور تأكيدهم استشهاد محمود أو التوصل إلى مكان جثته!!.

بعد مقاومة عنيفة وضارية من المجاهدين استمرت لعدة أيام خلال معركة جنين البطولية، وفي يوم الاثنين الموافق 8-4-2002م، استطاع العدو الصهيوني تشخيص المكان الذي يتواجد فيه القائد محمود طوالبة وبرفقته مجموعة من المجاهدين (عبد الرحيم فرج وشادي اغبارية (نوباني) وأشرف أبو الهيجا)، عقب الكمين البطولي الذي نفذه هؤلاء المجاهدون الأبطال ضد جنود الاحتلال، وقُتل فيه عدد من جنود الاحتلال وأصيب آخرون، بعد هذه العملية البطولية النوعية والجريئة صب العدو جحيم ناره بصواريخ "الأباتشي" ومدافع الدبابات على المكان الذي تواجد فيه القائد محمود طوالبة مع عدد من المجاهدين، مما أسفر عن استشهاد القائد طوالبة مع العديد من إخوانه الأبطال ومنهم الشهداء (عبد الرحيم فرج وشادي اغبارية (نوباني) وأشرف أبو الهيجا)، وبعدهــا ورد الخبر لبقيــة المجموعــات بــأن المجموعــة المتواجــدة في بيــت أبــو جــواد القاســم استشــهدت.


https://palcamps.net/ar/camp/12