الوضع الاجتماعي


 علاقات أهل المخيم الداخلية و الخارجية:

تتزايد أعداد اللاجئين بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة؛ إذ ازداد عدد اللاجئين بحوالي الثلث منذ العام 1999م، وشكلت نسبة الزيادة السنوية 2.8%، قياسًا بعام 2007م ليصل عدد اللاجئين القاطنين في قطاع غزة لعام 2008م 1059.584، منهم 47% من اللاجئين موزعين علي المخيمات الثمانية، وتُعتبر هذه الزيادة أعلى نسبة زيادة سكانية في المنطقة، وهذا راجع لازدياد النمو الطبيعي للاجئين، وارتفاع أعداد المواليد الذي يعدّ مؤشرًا واضحًا لارتفاع معدلات الخصوبة الكليّة بين اللاجئين التي تصل إلى نحو 6 مواليد طيلة حياة المرأة الإنجابية.

ومن الخصائص التي يتميز بها سكان القطاع بشكل عام، وسكان المخيمات بشكل خاص، هي ارتفاع نسبة الأطفال دون سن الخامسة عشر من العمر باعتبارها فئة غير منتجة إذ تتعدى 50%، مما يؤدي إلى إرتفاع أعباء الإعالة بين الأسرة اللاجئة، التي وصلت إلى نحو 4 أفراد، أي أن كل فرد في سن العمل، يعيل إضافةً إلى نفسه ثلاثة أفراد آخرين من خارج قوة العمل، وهذا يتعارض مع ظروف ومستوى المعيشة في ظل تدنى مستوى الخدمات المقدمة للفئة التي تُمثل القاعدة الأساسية للسكان،  كل ذلك مع الأخذ بالاعتبار ضيق ومحدودية المساحة الجغرافيه لقطاع غزة، ومساحة المخيمات.

أما بالنسبة للمخيمات التي اتجهت إلى التوسع الأفقي، ونحو الاندماج مع مناطق المدن المسجلة بها، وأصبح من الصعوبة تمييزها عن المناطق المحيطة به، فيعاني الفلسطينيون فيها من مشكلات اجتماعية، وصحية حقيقية ناجمة عن الاكتظاظ، والازدحام، وضيق المساحة، ونقص المباني السكنية الكفيلة بإيواء الأعداد المتزايدة من السكان والتي وصلت نسبتها إلى70% ضمن أوساط السكان اللاجئين، وخاصةً في المخيمات ممّا دفع السكان إلى اعتماد البناء العمودي، والتوسع على حساب الشوارع، وأدى إلى انعدام التهوية، وتحول الشوارع إلي أزقة.

وبذلك يتجه الوضع داخل المخيمات إلى الانفجار الاجتماعي والسكاني خلال السنوات المقبلة، وخاصةً مع مشكلة انعدام وسائل الترفيه في المخيمات؛ إذ أن رياض الأطفال لا يستوعب إلا أعدادأ محدودة جداً منهم، ممّا يعني تضخم ظاهرة انتشار الأطفال في شوارع، وأزقة المخيمات التي يلعبون بها، وكثيرًا ما يتعرضون لحوادث تودي بحياتهم أو تصيبهم بعاهات لعدم وجود أماكن يقضون فيها وقت فراغهم، وهذا راجع إلى التصاق المنازل بعضها البعض، وعدم وجود مساحات كافية بينها.

 الحركة الشبابية و النسائية:

يتكون مخيم النصيرات من نسبة عالية من اللاجئين مما أدى إلي زيادة الاحتياجات العاملة والثقافية في المخيم ومن ضمن هذه المراكز مركز نادي الأقصى الشبابي ومركز تمكين المرأة والطفل ومركز التدريب النسائي التابع لوكالة الغوث.

يعتبر مخيم النصيرات من المخيمات صاحبة الحظ الوافر في وجود المراكز والمؤسسات سواء كانت خاصة أو حكومية أو مؤسسات أممية وتابعة لوكالة الغوث والتي بدورها تقدم عدد من الأنشطة منها الثقافية و التموينية والتعليمية. 

 الوضع الاجتماعي للسكان :

يوجد مخاتير للأحياء في المخيم يجب مراعاتهم ومراعاة القوى العشائرية السائدة في المخيم وهذا ساعد في الحفاظ على العادات والتقاليد ويبرز دور المخاتير في حل النزاعات (الصلحة) في الدواوين التي تكون في بيت المختار ومن المؤشرات الاجتماعية الحفاظ على وحدة العشيرة أو الحمولة فنجد التواصل والتزاوج بين أبناء الحمولة الواحدة ناهيك عن وحدة العادات والتقاليد والمشاركة في الأفراح والأتراح.

ومن الأهمية الإشارة إلى أنه لا يوجد ملاكي أراضي كبار بين اللاجئين في المخيم لأسباب عديدة منها: الطرد القسري تحت وطأة المجازر خلال عام 1947-1948م والظروف الناشئة بعد نكبة عام 1948م والتي أفقدت الأسرة اللاجئة القدرات المالية التي تؤهلها لامتلاك الأراضي أو القيام باستثمارات مختلفة فباتت غالبية قوى العمل اللاجئة في المخيم تعتمد على العمل المأجور بشكل أساسي.

 


https://palcamps.net/ar/camp/26