☰ قائمة المخيمات

كتب،مذكرات،مواد إثرائية عن المخيم


مذكرات السيد عبد القادر الشامي في مخيم الحصن

كان والدي من اوائل الذين جاءوا الى المخيم بعد ان تركنا الأغوار ومأدبا ومنجا وام العمد والبرازيل، وجاء نصيبنا في بلوك 2 قريب من مدارس الذكور والاناث الواقعة في بلوك 4 والذي يعتبر بلوك الخدمات والملاعب والمدارس بالإضافة الى نادي للرياضة ومطعم ومصنع للحرف اليدوية والتريكو – والذي لا يزال قائما الى اليوم ،ومراكز لتدريب للفصائل الفلسطينية - انتهت سنة 1970م بعد خروج جميع الفصائل من الاردن الى سوريا،وقد تم حينها توزيع هذه المنطقة على عائلات جديدة،وبقيت مدارس الذكور والاناث والنادي ومشغل النسيج ونادي البرامج النسائية .

في البداية قسمت وكالة الغوث ارض المخيم الى وحدات سكنية ، وكل وحدة عبارة عن مائة متر مربع وزعت بحيث يكون لكل عائلة وحدة سكنية فقط ، وفي الوحدة خيمة واحدة وبلا مرافق ، كان نصيبنا وحدة واحدة  اي خيمة واحدة فقط لا غير،ولكن نظرا لكبر حجم الأسرة ولإلحاح والدي تم اعطائنا وحدة اخرى في الصف الأمامي للوحدة الأولى

المعاناة كانت كبيرة

كانت الخيام قريبة من بعضها،والحبال تتشارك مع بعضها لثبيت الخيم،والمرور من بينها اشبه بالمتاهة ،بلا انوار ولا شوارع ، تسير في الليل فتتعثر في الحبال،فيلحق بك صاحب الخيمة بالسباب والشتائم وقد تتشارك الغنم والدجاج معك الخيمة ..ولا يفصل بين الحارات سوى طرق من صبة الإسمنت بعرض متر تستخدم للتنقل بين احياء المخيم من طرف لآخر .

وكانت الخيم منها الأخضر الجيشي ومنها الأبيض الدائري ..

وكان الكثير من الأهالي يستخدمون حبال الخيم في تعليق الغسيل عليها ،وفي الليالي الماطرة تتطاير الملابس نتيجة الرياح القوية .. فترى النساء والأطفال تبحث عن الملابس من خيمة لأخرى..

كان يفصل بين كل بلوك والآخر طريق رئيسي تسير عليه السيارات، وكل حارة يفصلها عن الحارة الأخرى شارع عرضي مع آخر عمودي،وكان المنفذ الوحيد للمخيم هو الطريق الذي يربطه بالطريق الرئيسي الذي يربط بين اربد وعمان، وكان يصلح لمرور السيارات عليه .

بعد سنة تقريبا من انشاء المخيم تم تغيير الخيم الى غرف من الزينكو والإسبست ..

وفي فترة لاحقة تم تغيير الخيم بالواح من الإسبست ايضا ، وكان لها ما يميزها عن الزينكو وخاصة في فصل الشتاء ..

اخذ الأهالي اصحاب الوحدات في عمل سور حول وحدتهم بعضهم من الزينكو وبعضهم من الحجارة

بعد فترة من الزمن قامت كل عائلة بعمل سور حول وحدتها مما تيسر وكان اغلبه من الزينكو ..

و قناة صرف المياه التي كانت موجودة في كل حارة تبدأ من اعلى المخيم الى اسفله، وكانت في الصيف عبارة عن مكرهة صحية ، وفي الشتاء تعمل على تصريف مياه الأمطار الى الوادي الموجود جنوب المخيم بجانب بلوك 1..

كانت الواح الزينكو تستخدم للفصل بين الوحدات السكنية كي يكون لكل عائلة خصوصية ..

ثم بعد ذلك اصبحت الجدران التي تفصل بين الوحدات  من الباطون والبلوك ..

كان لأستبدال الخيم بغرف الزينكو والإسبست فرحة عامرة في قلوب الأهالي وخاصة الصغار،اذ وجدوا مكانا للحركة واللعب، مع انه في فصل الشتاء كان الزينكو على وقع المطر يعزف احلى سيمفونية وخاصة حين يتساقط البرد.

بعد فترة من الزمن ليست طويلة قام الأهالي ببناء غرف من الباطون بجانب غرفة الزينكو وكان الشرط ان يكون السقف من الزينكو ، وكذلك قامت كل اسرة بعمل حمام على طرف وحدتها  بعمل حفرة امتصاصية وبناء هيكل من الزينكو مع باب من القماش،لكن الغرفة بقيت هي المسكن والمأكل والمنام والحمّام والمكتب ....

وكان الفانوس الهوائي والعادي وكذا اللوكس  هم مصدر الانارة الوحيد وقتها ..

اما الفانوس الآخر فكان يستخدم داخل الغرف للإضاءة والدراسة

وكان لوكس الشمبر يستخدم في الليل للقراءة والأعمال المكتبية،وفي المناسبات العامة كالأفراح والاتراح والاجتماعات حيث يكون عدد الحضور في الغرفة كبيراً نظراً لأن لشدة اضاءته..

في فصل الشتاء تزداد  المعانة وتعلن حالة طوارئ لسكان المخيم،فهذا يحفر حول الغرفة حدود كي يبعد الماء عن الدخول للغرفة ويسيّر لها كي تذهب الى قناة التصريف الرئيسية .

والرياح من شدتها تكاد تخلع الواح الزينكو،وكان الأهالي قبل فصل الشتاء يستعدون لذلك بوضع اثقال على سقف الغرف كي يثبتها امام الرياح والعواصف ، ومع ذلك كان احيانا يتطاير السقف ..

وكنت عندما تتمشى بعد العصر في ازقة المخيم تجد الكبار في السن من النساء يجلسون بالشمس يتبادلون اطراف الحديث فهذه تتحدث مع تلك،وتلك منشغلة بالخبز على الصاج وتتشارك الحديث مع جاراتها،وكان لخبز الصاج مذاقا خاصا ..    

وبعض النساء تقوم بتنظيف العدس المجروش او الصامد لإعداده للطبخ في اليوم التالي..

الحمامات

في بداية المخيم كان اسوء وضع يواجه اهالي المخيم قضاء الحاجة في الحمامات او المراحيض،إذ لم يكن في الوحدة حمامات لقضاء الحاجة بل تم بناء حمامات مشتركة في الحارة للرجال والنساء،وكان لكل حارة حمام واحد مزدوج أي ان لكل حمام جناحان،جناح متعارف عليه للرجال  والآخر للنساء .. وبلا باب ..

وكم من حوادث واحراجات حصلت اثناء قضاء الحاجة،فان اردت الدخول لا بد من اصدار اصوات قبل الدخول،واذا كنت في الداخل وشعرت بأقدام آتية فعليك اصدار اصوات تحذيرية تنبه القادم،والمشكلة الأكبر ان قضيت الحاجة ولم تجد ماء أو لم تأخذ معك محارم تنظيف .

 أن الحُفر الامتصاصية كانت صغيرة ولم يحسب عند حفرها العدد الكبير الذي سيستخدمها،لذلك اصبحت تفيض كل يوم حتى اصبح الوضع كارثياً سواء من حيث الروائح او هبوط الأرض او تحولها الى طين وخاصة في فصل الشتاء ، ناهيك عن ظهور الدود ابو ذيل يسرح هنا وهناك،وكم من حادثة حصلت نتيجة الوقوع في الوسخ وخاصة في الليل .

وكانت المأساة تتضاعف في الليل حين تريد الأخت او الأبنة أو الأم قضاء الحاجة ؛عندها لا بد من ايقاظ الأخ او الابن او  الزوج للذهاب معها لقضاء الحاجة،وعليك ان تأخذ معك إبريق ماء للغسل والتنظيف ...

لم يستمر هذا الوضع طويلا إذ قامت كل عائلة ببناء حمام لقضاء الحاجة في وحدتها،كما قامت كل أسرة بإمكانيتها البسيطة ببناء غرفة  اخرى كتوسعة،واستغلال باقي مساحة الأرض للزراعة او تربية الدواجن أو غنمة او غنمتين تساعدان في تحمل اعباء الحياة وقتها ، يشرب من حليبها اهل البيت والفائض يباع الى الجيران .

الكهرباء

لم يكن في بداية تأسيس المخيم كهرباء لا في البيوت او الشوارع،وهذا مما كان يزيد من المعاناة في فصل الشتاء حيث الماء والطين والبرد والظلمة وقلة الحيلة .

كانت امي عندما تريد ان تطبخ تبدأ بداية في تجهيز البريموس وتعبئته بالكاز ونكشه بالإبرة لجعل الشعلة كبيرة ، ومن ثم تحضير ادوات الطبخ – مع قلتها وكلها من الألمنيوم- .

وكان العز كله لوابور الكاز ( البريموس ) اذ هو مع الحطب اداة الطهي وتسخين المياه الرئيسية ، وكان تجهيزه موال خاصة في الليل  .

وقد انتشرت في المخيم ورش تصليح وابور الكاز ، وكان في العادة مصلح وابور الكاز يحمل حقيبته ويتجول في ارجاء الحارات ينادي بصوته الندي الموسيقي ( مصلح بوابير الكاز )

اما في الخبز فكان الكل يعتمد على خبز الصاج  ، والقليل على خبز الطابون ، وكانت المشكلة تتركز في توفير الحطب اللازم للخبزة او لأكثر ، ومن اين لك بحطب خاصة في فصل الشتاء ! ، فكنت مع اخوتي واخواتي نذهب لإحضار اي كمية من الحطب والتي قد تستغرق مدة النهار كاملا ونحن نبحث عن الحطب ، واحيانا كثيرة كنا نجمع مع الحطب روث البقر ( الجلة ) لإكمال الخبزة.

بعد ثلاث سنوات تم بناء مخبزين في المخيم احدهما مخبز ابو راضي بلوك 3 والآخر مخبز ابو أحمد بلوك 2 والذي لا زال يعمل الى يومنا هذا ، ولكن اليوم اصبح في المخيم عدة مخابز آلية ويدوية تخبز الكماج والمشروح والصغير ، لذلك كانت النساء تعجن الخبز في البيت ثم ترسله الى أحد الأفران لخبزه ، واحيانا كنت اذهب مع امي الى الفرن فاستمع لقصص الختيريات وهن ينتظرن الدور فتسمع العجب العجاب عن فلسطين والمخيم والجار والجارة .

كانت تأتي احداهن فتريد ان تخبز بالأول لأنها مضطرة وتريد ان تذهب للبيت بسرعة لمراعاة ظروف اولادها وعمل زوجها ، وهنا تحصل المناوشات والأصوات فهذه تترجى وتلك تعارض وهذه تتفهم ، وفي النهاية تتطوع احداهن فتقول لها اذهبي وعندما ينتهي الخبز أحضره لك الى البيت .

ثم تطور الأمر أكثر فأصبح الأهالي يرسلون الصواني والكعك إلى الفرن ، وفي كثير من الأحيان كانت النساء ترسل بعض الطبخات إلى الفرن مثل صواني اللحمة أو البطاطا أو مشوي الباذنجان لعمل المتبل .

 سنة 1972 تقريبا بدأت الكهرباء في المخيم بواسطة شركة كهرباء خاصة محدودة الطاقة انشأها احد سكان المخيم بعد قدومه من المانيا ، وهو ابو فؤاد الزبيدي بالمشاركة مع ابو عزيز الشوبكي إذ اشتروا مواتير كهرباء ، وعملوا شبكة محلية تعمل في الليل وبضع ساعات من النهار ، وتم تركيب ساعات في البيوت ، ووضع تعرفة للاستهلاك ، لكنها بقيت لا تستطيع تشغيل الأجهزة الكهربائية الكبيرة .استمر الوضع على هذا المنوال لغاية 1975 حيث تم ربط الكهرباء بخط الكهرباء الحكومي ( الضغط العالي ) ..

الماء

كان اعتماد سكان المخيم في البداية على ماء الحنفيات ...اذ تم ايصال المياه الى حواري المخيم .. بواسطة شبكة مجمعة مكونة من 6 او 8 حنفيات تخدم كل حارة بحيث تغطي معظم حواري المخيم ، وكانت النساء تذهب في الصباح والمساء لتوفير المياه الى البيت عن طريق ملء زير المياه والسطول وكل ما يمكن ملئه لتلبية احتياجات البيت من طبخ وغسيل ونظافة .. الخ 

كان الماء يأتي كل يوم لمدة ساعة او أكثر في الصباح والمساء  من خزان الماء الرئيسي أعلى المخيم .. - كان هذا الخزان يعبأ من مياه السلطة ليتم تزويد المخيم منه كل يوم في الصباح والمساء خلال الأسبوع - ، ولك ان تتخيل المعاناة التي تعانيها النساء في جلب المياه كل يوم على رؤوسهن بالسطول والجرار لتملأ البراميل وزير الماء واباريق الفخار ، اذ كان الزير هو الثلاجة التي يشرب منها الناس الماء البارد .

في الصيف .. كانت معانة الماء تتضاعف نظرا لقلة المياه .. وكانت كل الحنفيات في المخيم تقطع ما عدا حنفيات الستة عشر ( 16 )  اسفل المخيم – بلوك 1 من جهة شارع اربد عمان والتي يتم تشغيلها في الظروف الطارئة في فصل الصيف حين تندر المياه بسبب كثرة الاستعمال نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ، وكان الازدحام شديدا والناس كأسراب النمل تسير من ممر واحد نظرا لصعوبة الأرض فهي منحدر صخري .

كانت كل امرأة تحمل على رأسها جرة او تنكة يتبعها اولادها الصغار .. وكبير الحظ من يكن عنده حمار او بغل ينقل عليها الماء .. والصياح والصراخ تسمعه من بعيد ، واحيانا اصوات السطول فعندها تعلم ان حربا قد دار رحاها بين النساء على الدور ، وفي كثير من الأحيان يذهب الناس الى الحصن لشراء الماء ... بقي الأمر كذلك الى ان تم ربط المخيم بشبكة المياه الحكومية فأصبح الحال مريحا بكثير ..

وكان الزير ثلاجة اهل المخيم يعتمدون عليه في شرب المياه الباردة ، وكان أهالي المخيم يلفونه بأكياس الخيش كي يحافظ على برودة الماء فترة من الزمن وخاصة بشهر الصيف ، بالإضافة الى ابريق الفخار  

استمر الوضع لغاية  1980 ثم تم ربط المخيم في شبكة المياه الحكومية شبكة اليرموك، واصبحت المياه في كل منزل ، وبقي ابريق الفخار وكذا الشربة رفيقة المسافر والعامل في عمله والمزارع في مزرعته لا غنى عنها لكي يشرب ماء باردا .

والشربة كانت اصغر من ابريق الفخار وله رقبة اصغر من رقبة ابريق الفخار ؛ ولكنه بلا أنبوب وبلا مقبض،  يتم الشرب من باب الشربة مباشرة .

اما الاستحمام فكان امام الغرفة وعلى مرأى من المارة ، وكان حفلة واي حفلة فيه الصياح نتيجة الدعك بالليفة الخشنة والصابون النابلسي اذ لم  يكن في ذلك الوقت شامبو ، وكان الأمر اشبه بمعركة بين الطفل وأمه او اخته الكبيرة نتيجة شدة الدعك بالليفة الخشنة اصلا ..

كيف تدبر سكان المخيم امورهم ؟

في بداية تأسيس المخيم تم حصر سكان المخيم واعطاء كل عائلة كرت مؤن فيه كافة المعلومات عن كل عائلة ، يتم ابرازه عند كل مراجعة لأي خدمة من خدمات الوكالة ، بالإضافة الى رمزيته كإثبات حق في فلسطين ، وعليه فقد كانت الوكالة تقوم بصرف مواد غذائية لكل عائلة شهريا تتكون من مواد غذائية مختلفة ومعلبات من سكر ورز وسمنة – لم يكن الزيت النباتي معروفا- بالإضافة الى المعلبات المختلفة من سردين وتونة واللحمة البقرية البلوبيف ، مرة كل شهر .

كانت عملية استلام المؤن معاناة ليس بعدها معاناة ... تحتاج الى استنفار كل افراد العائلة في ذلك اليوم ..

استلام علب اللحمة – البلوبيف

كان استلام المؤن يوما مشهودا في حياة الأهالي ، اذ يتوجب عليهم الذهاب باكرا الى مكان توزيع المؤن لتسليم الكرت والانتظار لحين المناداة على الأسماء ، وكان البعض من الأهالي يبيع ما يستلمه او يبيع جزء منه خاصة اذا كان لا يحبه اولاده .. واسوأ ما كان يتم توزيعه هو السمنة ..

كما كانت وكالة تشغيل اللاجئين الأونروا تساعد السكان من خلال تسليم ملابس – البقج – للأهالي بالإضافة الى تسليم المحروقات ، وكان تسليم البقج يوما مشهودا يحمل كل واحد بقجته الى البيت وهناك تكون المفاجأة اذ تكون محتوياتها لا تناسب اي فرد من افراد العائلة ، عندها يبدأ السكان بالتبادل مع بعضهم البعض ، واحيانا يتم التعديل عليها او عمل حقائب مدرسية  منها او تدويرها من خلال طحنها وعملها مخدات وفرشات او جنابي ...

لكن اهالي المخيم لم يقفوا مكتوفي الأيدي لتوفير سبل المعيشة لهم ولعوائلهم بل بدأ الكثير منهم  في البحث عن عمل لذلك ، كل حسب مهنته وما يعرف ، لكن نظرا لأن معظم اهالي المخيم لا يملكون شهادات والكثير ليس عنده مهنة اشتغل الكثير من اهالي المخيم في زراعة الخضروات الصيفية ، وذلك باستئجار اراضي زراعية من اصحابها من سكان الحصن ، وكانت الزراعة تشمل الفقوس والبطيخ والشمام والبامية واللوبيا واليقطين والكوسا والخيار ، وقد ساعدت خصوبة الأرض ووفرة الأمطار سكان المخيم في العمل بالزراعة  ..

ومن اشهر المحصولات التي اهتم بها السكان زراعة البصل ، فقد كانت بكميات تجارية تغطي نسبة كبيرة من السوق الاردني .

وفي فصل الربيع تنتشر النساء والأولاد لتلقيط العكوب والخبيزة واللوف والجعدة والخنيصرة والسنيرية والجلثون [1]من اراضي المخيم والحصن وكتم .، وكان العكوب مع الخبيزة اكلات رائجة يطلبها الجميع ولا زالت ،  وبالرغم من اني لم أكن احبها الا ان الجميع يتلذذ في اكلها بل ان سعر الكيلو منها قد يصل هذه الأيام احيانا الى خمسة دنانير .

ولغاية اليوم لا زالت امي والجارات يتحدثن عن قصص العكوب والسير مسافات طويلة للبحث عن العكوب ، ومن ثم بيعه او طبخة .

نبات العكوب الأكلة المشهورة

كما ذكرت كان الكثير من اهالي المخيم يشتغلون في الزراعة ومنهم والدي اذ كانت المهنة الاساسية للوالد ، ومنذ بداية سكن الأهالي في المخيم اخذوا يبحثون عن اصحاب الاراضي لضمانها اي زراعتها مقابل مبلغ من المال عن كل دونم ، وكان الدونم في بداية الأمر بنصف دينار ، ضمن الوالد قطعة من الأرض تبلغ ثلاثون دونما ، زرعناها مختلف المحاصيل الصيفية .

كانت الأرض خصبة والبركة موجودة والنفوس طيبة تساعد العوائل بعضها ، يتكاتفون في الزراعة والأفراح والاتراح ، وكنا نبيع المحاصيل اما على شارع اربد عمان او في حواري المخيم ، فبمجرد ما تبدأ الخضار بالإنتاج ويبدأ قطف الثمار كنا نبني خصا قريبا من الأرض نبيع فيه المحصول للمارة على طريق اربد عمان ، والحال موجودا لغاية الآن ففي فصل الصيف تكثر المعرشات على الشارع الرئيسي .

ومن حسن الحظ كنت انا واخواني ندرس في فترتين فمن يكن دراسته مساءً يذهب إلى الأرض صباحا وعندما يحين موعد دخوله المدرسة يذهب إلى المدرسة فتكون ملابسه وريحته كلها زراعة ، ثم يذهب من دراسته صباحا .

في سنة 1975 نجحت اختي في الثانوية العامة ، وكانت السعودية في ذلك الوقت تعيّن مدرسات من حملة الشهادة الثانوية  فذهب الوالد الى السعودية مرافقا لأختي، فاضطرت امي الى اخذ مساحات من الأرض اصغر من السابق ، واقرب الى المخيم ، فأخذت عشرة دونمات جنوب خط اربد عمان ، ولصغر مساحة الأرض فقد تفننت امي في تشكيل زراعتها من بطيخ وشمام وباميا الأكلة المفضلة ولوبيا وفقوس وكوسا ويقطين وذرة ونبات المكانس لعمل المكانس.

كانت امي توقظنا قبل صلاة الفجر للذهاب الى الأرض قبل بدء الدراسة لإنجاز بعض الأعمال من توضيب وكبرتة للمحصول خاصة اذا كان الندى غامرا ، ثم بعد ذلك يذهب الى المدرسة من يكن فترته صباحية ، حقا لقد كانت الزراعة شاقة وتحتاج الى جهد كبير .

يبدأ موسم الزراعة بتجهيز الأرض بحراثتها على التراكتور وتنظيفها من الأحجار وبقايا النبات من السنة الماضية ، ويتنظر المزارعين الى شهر 3 - اذار / مارس للبدء في حراثة الأرض مرة ثانية على التراكتور ، وهنا تبدأ قصص أخرى بين سائق التراكتور  واصحاب الأراضي ومنهم أمي ، فالكل يريد من الحراث ان يغرس سكة المحراث في الأرض لقلبها وتنعيمها ، حتى ان بعض المزارعين كان يجلس على المحراث فيبدأ سائق التراكتور بالصياح والتوقف للمفاهمة خاصة اذا كانت الأرض صخرية .

كنت اذهب مع امي الى منزل السيد عدنان عباسي ابن ابو عودة صاحب الأرض لضمانتها ودفع مبلغ الضمان قبل البدء بأي عمل في الأرض / وبعد ذلك يتم حراثة الأرض على التراكتور قبل موسم الشتاء كي تستقبل الأرض المطر وتخزنه لحين قدوم موسم الزراعة ، ثم الانتظار الى نهاية شهر 2 وبداية شهر 3 لحرثها مرة ثانية .

في منتصف شهر 3 يبدأ المزارعين بتقطيع الأرض وتجهيزها للزراعة ( تثليمها ) ،  وهذه تتم بواسطة الحراثة على الفرس او البغلة ، وكان في البداية باستخدام المحراث الخشبي قبل تطويره ليحل المحراث من الحديد محل محراث الخشب .

كان لعمي عبدالله الشامي ابو ابراهيم دكانة يبيع الحطب والفحم فيها لأهل المخيم  ، اذ كانت له دكان صغيرة على اطراف بلوك 2 من جهة بلوك 1 ، قريب من مركز توزيع المؤن .

كنا نصحى بين الفينة والفينة على صوت المهباش والوالد يحلو له استخدامه احيانا لطحن القهوة ، اذ كان كل يوم في الصباح لا بد له من عمل القهوة العربية يشغل بها وقته .

كان رحمه الله دائما يشتري القهوة حب من السوق ، واحيانا كان يوصي عليها من الخليج ، يصحى باكرا ويشعل النار تحت المحماسة يحمي القهوة عليها حتى تصبح شقراء او غامقة حسب نوع القهوة الصباحية  التي يريدها ..

وبعد ان يتغير لونها يحضر مطحنة القهوة اليدوية ويبدأ في طحنها على رواق كمن يتغزل بها .

ثم يقوم بعمل القهوة بالدلة على موقد الحطب الى ان تجهز ثم يسكبها في بكرج القهوة ، وكان لدى الوالد  العديد من بكارج القهوة القديمة والحديثة من البورسلان الازرق والأبيض ، والويل اذا جاء احد الأبناء واعطاه الفنجان بالشمال عندها تثور ثائرته ويعطي درسا في العادات والتقاليد ..

ولا يأتي الساعة السابعة صباحا حتى تكون القهوة جاهزة سواء أجاءه ضيوف ام لا  ، ولا يحلو له شرب القهوة الا بفناجين القهوة الصيني الموردة حاله حال جميع من هم في سنه، وكان لديه المهباش والذي يحلو له احيانا ان يدق عليه بدقات موسيقية مع التصفيق ابتهاجا بتلك الدقات والتي افتقدناها بعد ذهاب اكابرنا ، وعمل القهوة ليست ابتداعا من والدي بل ان معظم كبار بالسن من الأقارب والجيران كانوا يعملون القهوة .

 كما اعتمد قسم من اهالي المخيم على رعاية الأغنام وتربية الأبقار وبيع الحليب ؛ اذ كان كل عائلة ترسل أغنامها  الى اطراف المخيم من جهة الغرب لتلحق بالراعي حيث المراعي الخضراء ، وفي المساء يستقبل كل ذي صاحب غنم غنمه

 واشتغل بعض اهالي المخيم بصناعة المكانس وبيعها للجيران والمحلات ، وكان لها عزا في وقتها ، وكانت تزدهر هذه المهنة  في الصيف مع الزراعة الصيفية .

وبعضهم فتح محل كوي للملابس ثم انتشرت المحلات وتنوعت ، وبذل الآباء والأمهات كل ما يستطيعون لتأمين لقمة العيش لصغارهم كي يتابعوا تعليمهم ، ومن المخيم تخرج الدكتور والمهندس والأستاذ والمسّاح ، ومن الشباب من التحق بالمراكز المهنية وتعلّم صنعة له ... وكانت اداة الكوي وقتها من الحديد تحمى على البريموس .

وقد انخرط الكثير من الشباب في السلك العسكري والأمني بالإضافة الى سفر الكثير من ابناء المخيم الى بلدان العالم المختلفة كألمانيا والخليج والبرازيل .

وكان في المخيم سيارتين تنقل الركاب من اربد الى المخيم وبالعكس سيارة ابو ايمن شكول وابو قاسم وكانت سيارة ابو ايمن مرسيدس 190 وسيارة ابو قاسم اقدم منها لم اعد اذكر موديلها لكن كنا نسميها القرقعة ، بالإضافة الى باصين كبار باص ابو خالد وباص ابو درويش عليهم رحمة الله ، وكان الشركة التي تسيّر الباصين هي شركة باصات عرابة جنين ، ولكن لم يستمر الحال طويلا اذ دخلت على الخط الباصات الصغيرة الأهلية .

وكم كانت فرحة الجميع في المساء يتجمعون على الفانوس يتعشّون على قلة ، يتحدثون عن مغامراتهم واعمالهم ، والأولاد يلعبون في الحارة مع اقرانهم ، والأم ترسل من ينادي على الأولاد كي يتجمع الجميع على العشاء ، فلا أكل الا اذا تجمع الجميع ، واذا كان هناك هريسة او نمورة فلا يتم الأكل الا بحضور الجميع ، وكان ولله الحمد للأب هيبته ، وحصته تحفظ له ويقدّم له قبل أي فرد من العائلة ، واذا كان زوار او ضيوف للعائلة فلا تأكل النساء والأطفال الا بعد ان يأكل الرجال وينتهوا من أكلهم ، وما تبقى يأكله الأطفال والنساء ، رحم الله تلك الأيام .

كانت العائلة تجلس على صينية واحدة يأكلون منها لا صحون ولا خلافه ، فكانت البركة في الطعام يأكل الجميع ويحمدون الله  ، نعم صحن واحد يجمعنا نأكل منه فكانت القلوب على بعضها ، نغمس الخبز بالمرق ونأكل لا يعيب احد على الآخر ، ثم نجلس بعد ذلك نشرب الشاي من يدي أختي الكبيرة فيكون له طعم خاص لأنه يأت بعد يوم عمل ، وفي الشتاء يجمعنا الكانون نتدفأ عليه ونشرب الشاي ونتجاذب الحديث ، ومن عليه دراسة  او واجبات يخرج كتبه ويبدأ بالدراسة ، ومن يجد صعوبة يسأل حتى ابناء الجيران ، كان كل الأولاد يسألوني فأجيب هكذا كنا قلوبا متآلفة ، يساعد الجار جاره في المنشط والمكره.

وكان في المخيم البناء والدهان والكهربائي والسائق ، وكان بعض سكان المخيم عنده سيارة وبغلة يسوقها ويحضر عليها اغراضا من المدينة يبعها في المخيم .

هبت النار من عكا للطيرة

كمشة صغار ربيوا عالحصيرة

وهاي صاروا كبار وما نسيوش الديرة

ومين اللي ينسى فلسطين الجنة

 وكان من اهالي المخيم من عنده بغلة يحضر عليها الكاز في الشتاء للتدفئة ولازال الاسم يلاحقهم وينادونهم ابن ابو الكاز او ابنة ابو الكاز، وفي الصيف يحولها الى عربة يبيع عليها الخضار .

وكان من الأهالي من يملك حصانا  يحرث عليها في موسم الزراعة ، والذي يبدأ من شهر 3/ مارس الى شهر يوليو / 7 ، اذ كان الحصان ولا زال الوسيلة الرئيسة لتقطيع الأرض اي ما يسمى ( تثليمها اثلام ) لزراعة الخضار الصيفية المتنوعة .

وكان من عادة الأهالي طحن الحبوب التي يحصلوا عليها بعد الحصاد مثل العدس والقمح بواسطة المطحنة القديمة علما ان بعض الأهالي كانوا الى الحصن لطحنها على وابور الطحين .

وقبل الجرش كانت امي مع نساء الحي تغربل القمح حتى تنظّفه من الحذرب والزغب والقش

وبعضهم كان يمتهن عمل القفف لعمال البناء والزراعة

وكان جارنا ابو خالد الله يرحمه واولاده فتحوا محل لتأجير الدراجات الهوائية –  البسكليت – مقابل ( تعريفة ) وهي عملة تعادل نصف القرش اي 5 فلسات ، كون محلهم كان على الشارع مقابل النادي ومدرسة الأولاد ، ولا زلت اتذكر ام خالد وهي تدخن السيجارة على الجنب ، وكذا اولادها عبدالرحيم ومحمد وخالد وبناتها ، ولا زالت اختهم ام رامي تسكن في المخيم لغاية اليوم ، وكان التأجير على الوقت .

لم يكن الأمر يخلو من المشاكل اليومية من تأخر في تسليم البسكليت ، واحيانا كانت تحصل حوادث دهس لأطفال او يقع الطفل الذي يستأجر البسكليت والتي قد تتطور  حتى تصل الى الجهات الحكومية او الأمنية ، وقد تؤدي في احيان كثيرة الى مشاكل كبيرة بين العائلات ، ونتيجة لذلك انتشرت في المخيم ايضا محلات تصليح البسكليت وقطع غيارها .

وفي الصيف تستنفر جهود اهالي المخيم للعمل في موسم الحصيدة ، إذ كان معظم زارعي القمح يحصدون القمح والشعير ، ويقلعون العدس والحمص بالإعتماد على الأيدي العاملة من المخيم  ، فيعمل اهالي المخيم صغاراً وكباراً في الحصيدة ، خاصة وانه يأتي مع العطلة المدرسية ، وكنا نذهب في الصباح للحصيدة ولا نعود الا بعد الظهيرة نحمل القمح ويؤذينا الهسهس او الفسفس وكذا صراصير الصيف والجنادب.

وكانت امي كغيرها  من النساء تستعين على قضاء اشهر الشتوية بتنشيف الباميا في فصل الصيف ، فتشتري كميات من الباميا الصغيرة وتجففها ثم تربطها بالخيط  مع بعضها بواسطة الإبرة ثم يتم تعليقها في مكان مكشوف على جدار احد الغرف .

وكذلك كانت نساء المخيم  تنشف الملوخية، فتشتري في موسمها كميات كبيرة يشترك الجميع بتقطيف الورق عن العيدان ، ثم تفردها على السدر او على مفرش كبير حتى تجف ، وتقطيف الملوخية كان له شأن في اللعب وخاصة الصغار فتزعل امي وتصيح عليهم مهددة.

ثم تتركها حتى تجف  ..

وحين تجف تفركها ثم تحفظها في مرطبان زجاجي او من البلاستيك

وتعمل امي جاهدة ايضا على توفير انواع عديدة من الحبوب المتنوعة من قمح وفول وحمص وعدس مجروس وصحيح وفريكة ، ووضعها في مرطبانات بانتظار الشتاء .

 وتتخذ النساء من عمل مكبوس الزيتون ومكدوس الباذنجان والخيار وكذا الفقوس دلالة على المهارة في اعداده ، فهذه تتفاخر وتلك تشيد .

اما  البندورة فكانت نساء المخيم تعمل  منها على طريقتين الأولى التنشيف ، والثانية عمله صلصة البندورة او رب البندورة .

تبدأ امي بالتجهيز لعمل صلصة او رب البندورة منذ الصباح ، فتذهب الى السوق ومعها حشد من الأخوة والأخوات لشراء اكبر كمية من البندورة بأسعار رخيصة ، وتكون قبل ذلك قد اعدت لها عدة من الحطب والطناجر ، ثم تقوم بهرسها وتصفية الماء ثم وضعها على النار حتى تجمد ثم توضع في سدر كبير ثم في مرطبانات .

اما التجفيف فيتم تقطيع البندورة الى اربعة اجزاء او اكثر ثم توضع في الشمس مع الملح حتى تجف ثم توضع في مرطبان ايضا .

بالإضافة الى الأجبان بأنواعها المختلفة وخاصة الجبنة النابلسية ..

التعليم

كان في المخيم بداية 4 مدارس اثنتين للذكور واثنتين للإناث من الابتدائي ولغاية الثالث الاعدادي او العاشر بلغة اليوم ، وكانت الدراسة على فترتين صباحية ومسائية للجميع ، نظرا للعدد الكبير من الطلبة ولغاية الآن .

التحقت بالمدرسة في الصف الأول الابتدائي في المخيم بالرغم إني درست الصف الأول في كريمة ، لكني لم انهيها لظروف الحرب ، رفضت الدخول إلى الصف الاول وطلبت بشدة أن ادخل الصف الثاني ، وبقيت اكثر من اسبوعين اهرب ولا ادخل الصف  حتى جاء إلى البيت الأستاذ فهد وهو ابن خالتي واقنعني بالكلام الحلو والتهديد فدخلت اخيراً الصف الأول ، وأمضيت فترة وكلما سألني الأستاذ من اين اتيت إلى المخيم ؟ اقول له : من مأدبا والبرازيل ... فيقول :أف من البرازيل .. ، فأقول له : انها قرية من قرى مأدبا تقع بالقرب من منجا وأم العمد ، وهي قرى مشهورة بخصوبة اراضيها لا البرازيل بلد كورة  القدم.

كانت المدارس في البداية من الخيم نتلقى فيها العلم بأنواعه، وكانت الأرضية من الباطون .. استخدمها اولاد المخيم بلعب كرة التنس والمسابقة بعد الاستغناء عنها ...

كنا نذهب بلباس متواضع يتوارث عادة من الكبار للصغار ، وكنا نلبس البنطلون وبه اكثر من رقعة ، وقد كنا نخجل منه ولم نكن ندري انه سيصبح يوما ما موضة يلبسها بكل فخر الشباب والشابات .

مدرسة

وبالرغم من ان الدراسة كانت في الخيم إلا ان التصميم والعزم كان حاضراً في المنافسة بين الطلاب، كنا نستلم الدفاتر والكتب والقرطاسية بداية  كل فصل ، وكات الشنطة وقتها من القماش الذي كنا نستلمه من البقج وكنا نسميها شنطة الخريطة تحمل على الكتف ، والعجيب انها اليوم اصبحت موضة اراها على اكتاف الفتيات والشباب .

وكانت الوكالة تسلم الطلاب دفاتر واقلام رصاص ومحايات في بادئ الأمر ، ولكن بعد فترة اختفت هذه الظاهرة ، وكان الدفتر الأخضر الكبير علامة بارزة في ايدي الطلبة .

كانت الدراسة تبدأ وبعد فترة تجد الكتب اصبح نصفها والنصف الآخر ذهب مع الدراسة ، وكذا الحال مع الدفاتر ، لأن في ذلك الوقت لم يكن تجليد الكتب دارجا ، واذكر في احدى الزيارات التفتيشية اعطاني الاستاذ كتاب عربي جديد حتى يراه المفتش .

كان نظام التدريس شديدا ، وكان العقاب لمن لم يحل واجبه حاضرا يختلف من استاذ الى استاذ وعلى حسب الجرم ، فمن انواع العقاب الفلقة والوقوف امام الصف رافعا اليدين مع رفع احدى القدمين ، ولكن العقاب الأشد كان ضرب العصا او الخيزران ، وكان بعض المدرسين يضرب بالمسطرة الخشبية على ظهر اليد وتكون المسطرة على حرفها وهذه اشد ايلاما من الضرب على بطن اليد ، وكان لكل استاذ عصاه المشهورة ، وان كان الأمر شديدا يتم استدعاء ولي امر الطالب الى غرفة المدير ، وفي المرات النادرة كان يرفع امر الطالب الى المدير عندها سيكون العقاب الأشد ، وقد استمرت الدراسة في الخيم لفترة بسيطة لا تتجاوز السنة ، ثم انتقلنا الى غرف من الخشب ، ثم بعد ذلك بُنيت على نمط مدارس الوكالة والوانها المعروفة الازرق والأبيض .

المدارس كانت عبارة عن غرف محمولة تصطف على شكل دائرة يتوسطها غرف الإدارة وساحة للعب والطابور الصباحي ..بالإضافة إلى غرفة خدمات فيها المغاسل والحمامات ، وكان امام الغرف طريق من الباطون بعرض متر للسير عليه والانتقال من صف الى صف او الذهاب للإدارة والخدمات.

في الصف كان الطلاب يجلسون على مقاعد خشبية ، وكان كل ثلاثة طلاب يجلسون على مقعد دراسي واحد ، وكانت الصفوف مزدحمة ، وكان الاستاذ يرتب الطلاب حسب الطول ، وعليه فقد كنت دائما في الصفوف الخلفية ، كانت المدرسة مصدر تعليم وكان الاستاذ يعطي افضل ما عنده ، وكان يكثر من الواجبات والعقاب الشديد ينتظر من لا يحفظ ولا يحل الواجب .

 

وفي المساء  كنا نتجمع مع اخوتي واخواتي حول الفانوس او اللوكس للدراسة ، وحل الوظائف وتحضير الدروس ، وعلى كأسة شاي كانت تحضرها امي وهي مبتسمة كأنها تنظر للمستقبل فترى فيه نجاح اولادها ..

الطابور الصباحي كان اكثر شيء يزعج الطلبة والمدرسين نظرا التناحر بين الطلاب على الوقوف في الصف الأول ، وكان بعض الطلاب يأتي الى المدرسة باكرا حتى يقف في الصف الأول .

ايام الدراسة كانت جميلة وتكون اجمل حين تدرس مع زميل لك سواء في بيته ام بيتك  خاصة ايام الامتحانات بالرغم من صغر الغرف ، وبعد الدراسة كنا نذهب للعب في الحارة  مع اولاد الحارة.

أيام الامتحانات كنا نخرج في وقت العصر نسير بين البساتين على الطريق الترابي يحمل كل واحد منا كتابه يقرأ فيه استعدادا للامتحانات سواء الفصلية ام النهائية ، وكانت تحيط بنا الورود بألوانها ، نستمتع بأصوات الطيور، وكنا احيانا نميل الى المزارع وحقول القمح نلقّط الجلثون والسعيسعة ، وكان يطول بنا المشوار حتى نقطع مسافة الكيلومترات ، وقد ينتهي المشوار بطبخة خبيزة او علكة حين العودة في المساء..

 

وبالرغم من ظروف الحياة الصعبة الا ان التنافس في الدراسة كان على اشده ، فالكل يريد ان يتعلم والآباء يحثون أبناءهم على الدراسة وبذل الجهد ، وكانت العقوبة من المدرسين متضاعفة ، واولياء الأمور لا يكترثون بل يشدون على ايدي المدرسين بعكس هذه الأيام ..والبنات كذا الحال .

كان اللوح الصفي من الخشب ومدهون باللون الأسود او الأخضر يستخدم للشرح واعطاء الواجبات في جميع الصفوف في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين سواء للذكور او الاناث ، وكنا اسعد ما نكون يوم الخميس لأننا نخرج من المدرسة في الحصة الرابعة.

كان اثقل يوم علينا كطلاب هو يوم السبت لأنه يأتي بعد عطلة الجمعة وتكون الواجبات كثيرة تأخذ حتى عطلة الجمعة للكتابة وحل الواجبات ، وكان افضل الأيام لدينا هو يوم الخميس لأننا كنا نروح بدري من الحصة الرابعة ، واحيانا من الفرصة لغياب الأستاذ او التعويض .

لا زلت اذكر عبارة مدرس التاريخ حين كان يحدثنا عن القسطنطينية وفتحها على يد الخليفة محمد الخامس ، وحتى يعرفنا ان اسمها قد تغيّر من الآستانة الى اسلامبول ثم اسطنبول فلا زلت اذكر صياحة عاليا ( اسطنبول يا طبول .. اسطنبول يا طبول ) ، وكان مدرس مادة التاريخ هو مدير المدرسة ايضا وكان الطلاب يلقبونه بنابليون لشدته وعلو صوته ، وكان ليس من السهل ان تذهب اليه وتعود بلا عقاب ، ولكنه كان يعرف الطالب النشيط من الطالب الكسول ، وكان يقول يرحمه الله (( الطالب الدارس الحافظ مثل العجل الشبعان حليب ))

كان يجلس بجانبي في الدرج طالب لم يكن على درجة من الذكاء فكان في كل حصة ينال عقابا نتيجة الاهمال في اداء واجباته ، فكنت اشفق عليه واحاول مساعدته ولكن بدون فائدة ،  ولكنه لم يستمر في الدراسة وخرج من الصف الأول اعدادي للعمل مع والده في بيع الخضرة .

كانت المدرسة ولا زالت لا تقبل في الصف الأول الا من بلغ ستة سنوات تقريبا ، وكانت المرحلة التعليمية تتكون من 6 سنوات مرحلة ابتدائية من الأول الى السادس ، وثلاث سنوات اعدادي اول وثاني وثالث اعدادي ، وثلاث سنوات مرحلة الثانوية اول وثاني وثالث ثانوي ، وهذه عدلت حاليا لتبدأ المرحلة الإعدادية  من السابع الى العاشر والمرحلة الثانوية اول ثانوي وثاني ثانوي ( توجيهي ) اذ لا زال التوجيهي هو الفيصل في حياة الطالب والمجتمع .

في السابق ونظرا لقلة عدد الطلاب في التوجيهي كان الكل ينتظر اسماء الناجحين من الراديو او الجريدة الرسمية ثم اصبحت من الجريدة فقط ، ولكن مع ازدياد عدد الطلبة صار الكل يعرف نتيجته من المدرسة او مواقع التواصل الاجتماعي كما يحصل هذه الأيام .

اللعب في اوقات الفراغ

بعد اوقات الدراسة كنا نذهب للعب في الحارات أو على اطراف المخيم سواء العاب حركية او كرة القدم فهي شغلنا الشاغل اذ لا العاب الكترونية ولا جوالات ولا حتى تلفزيونات ، كنا بعد العصر نلعب ونستمتع باللعب مع بعضنا البعض في ملاعب نقوم نحن بتحديدها ، واحيانا يتم عمل دوري بين الحارات .. والماهر في الكرة يذهب للعب مع النادي ..

وفي فصل الصيف اذ المدارس تغلق ابوابها تنشط اللعب وتكثر المباريات ، وكان افضل الملاعب في الاراضي الزراعية ، وكانت تتنوع من العاب كرة القدم الى الطائرة الى المسابقات الخفيفة .

كانت الواجبات الدراسية  كثيرة  جدا  تصل الى كتابة الدرس 20 مرة  على الأقل من قبل مدرس اللغة العربية او حفظ قصيدة  او قطعة نثرية ، والويل لمن لم يكتب او يحفظ قصيدة ، وكذا حال مدرسي المواد الأخرى اذ كان المدرسون يشددون ايضا في حل الواجبات على اختلافها ، والكل يحرص على حلها على اكمل وجه حتى لا ينال العقوبة من الاستاذ امام زملائه ، والكل كان يعرف ماذا ينتظر الطالب المقصّر ، تبدأ من الفلقة الى الضرب على اليد بالعصا او الخيزرانة او بالقشاط ، واحيانا تكون العقوبة ادبية بان يخرج الطالب امام الصف ويرفع يديه واحدى رجليه مدة من الزمن – ان كان  شاطرا - .

اما في الحالات الكبيرة فيلجأ الأستاذ الى مدير المدرسة وعندها الكارثة او ارسال رسالة الى ولي امر الطالب يستدعيه الى غرفة المدير ، وكذلك يكون العقاب شديد في حال تأخّر الطالب عن بداية الدوام  او الهروب من المدرسة قبل انتهاء الدوام .

ونتيجة للعقوبة الشديدة كان للأستاذ رهبة حتى بعد دوام المدرسة ، ويكون الصف منضبطا ، وكانت الألواح  من الخشب ومدهونة باللون الأسود او الأخضر ، ويكون الكتابة عيه بالطبشورة البيضاء ، ومن النادر استخدام الطباشير الملونة .

في المدرسة كما هو في جميع مدارس المملكة الأردنية كانت مناهج الوكالة تماما مثل المناهج الأردنية ، وكنا نتعلم من خلالها جميع العلوم بالإضافة الى الرسم ونمارس كرة القدم ..

كان المنافسة شديدة بين الطلاب على المراكز الأولى ، وكانت النتائج آخر فصل لها وقع كبير على الطلبة ، كان البعض يفرح والبعض يزعل من نتيجته ، وكان الاستاذ يطلب من الخمسة الأوائل حلو ( ناشد ) في وقتها ، ومن لم يحضر لا يأخذ شهادته .

وكان مدرس الجغرافيا متميزا في اسلوبه الفكاهي ، وهو معروف في المخيم منذ البداية الى ان خرج للتقاعد ، يعطينا درس الجغرافيا بأسلوب فكاهي ..

وكان الاستاذ المميز الآخر علي قطيش وكان يدرسنا مادة (( المحاسبة ومسك الدفاتر ) ، وكان مرحا حريصا على تقديم المادة بأسلوب مناسب ، وكانت خالته ام يوسف الحمدوني جارة لنا فعندما يأتي اليها كان يراني في الحارة ويسلّم عليّ ، وهو الأستاذ الوحيد الذي كنت اقلّده ولا يزعل ، وكان يسأل خالته دائما أيُقلّدني عبدالقادر امامك فتضحك رحمها الله ولا زال يتمتع بصحة جيدة لغاية الآن.

 

كنت ولله الحمد من المتميزين في الرسم قياسا لغيري من الطلاب ، وكان الأستاذ عودة مدرسنا ويهتم بنا ، وكان معي ايضا من الطلاب المتميزين في الرسم ولهم نشاط في هذا المجال طبة محمود ابو حرب وذياب حسين شقيرات وحسين محمد وحسن فاضل العرسان  ، وكان الطالب حسني ابو كريم اكثرنا تميزا في الرسم ، وقد ابدع في ذلك ودرس الفنون الجميلة ، له العديد من المعارض العالمية ، وقد ولد في طوباس بفلسطين عام 1962، وهو حاصل على الدكتوراه في النقد من الأكاديمية الأوزبكية للفنون، ومؤسس محترف للفنون الجميلة في عمان، وقد أقام (15) معرض داخل الأردن، ويشغل حالياً منصب عميد كلية الفنون والتصميم في جامعة الزرقاء...

والحقيقة انني لم اكن التزم بمواعيد الرسم التي يضعها الأستاذ عودة ، ولم اكن احرص على المتابعة ، ومثل هذه الرسومات كانت تكلف مبالغا من المال ربما لم اكن املكها في تلك الفترة ، ولانشغالي في العمل بالزراعة في موسم الزراعة البعلية ، اذ كنت اذهب في الصباح الى المزرعة لمساعدة امي إن كنت مسائيا او اذهب في المساء إن كنت صباحيا ، ولا زال زملائي لغاية الآن يذكروني برائحة الكبريت ..

في ذلك الوقت لم تكن الصورة واضحة امامي ، ولم يكن هناك أي تشجيع من قبل الأهل لأعمال الفن ، وكذا الحال عند ممارسة الرياضة اذ كنت احاول سرقة الوقت كي العب فالزراعة تأخذ جل اوقاتي مع الوالد والوالدة بالإضافة الى اهتمام الوالد بالدراسة وتركيزه على  التفوق الدراسي .

وكان الاهتمام بالصحة المدرسية لطلاب وطالبات المخيم كبيرا ، اذ كان ومنذ تأسيس المخيم تقوم ادارة المدرسة بحث الطلاب على الذهاب الى المطعم المخصص لتقديم وجبات يومية للطلاب واهالي المخيم اعتمادا على كرت المؤن ،  لتناول وجبة الغداء.

وفي الصباح يأتي موظفون من المطعم ومعهم بكارج كبيرة من الألمنيوم مليئة بالحليب يحملها زوج من الحمير للمدرسة ، ومعهم حبوب زيت السمك ، وكان كل مربي صف يخرج طلابه تباعا لتناول كأس من الحليب وحبة سمك ، وهذه كانت متعة بالنسبة لي إذ كنت اشرب عدد كبيرا من كاسات الحليب وكذا زيت السمك - بحجم حبة الحمص ، وكان  كثيرا من الطلاب لا يحبون الحليب ولا يأكلون زيت السمك فكنت انا آخذه منهم واشربه .

وكان احد موظفي المطعم يعرفني جيدا ويعرف والدي ، وكان ابنه صاحبا لي ازوره ويزورني لنلعب سويا في الحارة ومن ثم نقرأ ونحضر الدروس ، فكان على الدوام يمدّني بكميات من الحليب اشربها وبعدد من حبات زيت السمك حتى أكاد أشعر ان بطني يكاد ينفجر ، وفي نهاية الحصة المقدرة للحليب كان موظفي المطعم في نهاية توزيع الحليب والسمك ينادون من يريد شرب الحليب فاليأت حتى لو لم يكن طالبا حتى لا ينكب على الأرض .

 كان المطعم يقدم طعاما شهيا طيلة الأسبوع ، وكانت وجبات الطعام تختلف من يوم ليوم  ، فيوم يكون فيه لحمة ويوم فيه دجاج ويوم فيه سمك وفاصولياء بيضاء ، حفظ الطلاب بعد ذلك برنامج الوجبات فيكون الازدحام شديدا حين تكون الوجبة فاصوليا ولحمة وحين تكون من السمك .

لم يكن الكثير من الطلاب متشجعا للذهاب الى المطعم ليتناول طعام الغداء ، والكثير منهم يهرب اثناء الذهاب الى المطعم ، بينما انا كنت اذهب مسرعا كل يوم لتناول طعام الغداء او آخذه معي الى البيت ..

في البداية كان الذهاب الى المطعم شبه اجبارياً ، ولكنه مع مرور الوقت اصبح اختيارياً  لمن يرغب، ثم ان الحليب والسمك ايضا لم يعد يأت الى المدرسة ، ومن يرد الحليب فليذهب في الصباح الى المطعم ويأخذ ما يريد من الحليب ، والحقيقة ان الحليب كان ممتازا ومذاقه لذيذا ومع ذلك لم يكن الطلاب ولا الأهالي يذهبوا لإحضار الحليب في الصباح .

كنت اذهب في البداية مع اخواني واخواتي ، ولكن بعد فترة لم يعد اخوتي يذهبون الى المطعم حتى صرت اذهب لوحدي ، وعندما ادخل المطعم لا اجد إلا بضعة طلاب يتناولون الطعام ، وقليل من الأهالي ، فأصبح الأمر فيه خسارة وضياع لجهد العمال في المطعم ، لكنهم استمروا في تقديم الحليب في الصباح لفترة من الزمن ثم الغي نشاط المطعم بالكامل .

والحقيقة ان الكثير من الطلاب لم يعد يذهب إلى المطعم بسبب تحسن ظروف سكان المخيم واصبحوا يرونه عيبا أن تذهب إلى المطعم ، فأغلق المطعم ابوابه ، وتحول بناءه إلى مركز للبرامج النسائية يعلمون فيه الكمبيوتر والخياطة إلى يومنا هذا بالإضافة الى الدورات التثقيفية  ومحاضرات للنساء واهالي المخيم .

مدرسة الملكة رانيا العبدالله الثانوية الشاملة [3]

نتيجة لتزايد العدد من الطالبات اللواتي يواصلن التحصيل العلمي ، وللتخفيف عن اولياء الأمور والطالبات ، واستجابة لمطالبات من اهالي المخيم قامت الحكومة الأردنية بافتتاح مدرسة ثانوية للبنات سنة  1989 ..

كان لافتتاح المدرسة الوقع الطيب في نفوس الطالبات اذ اصبحت المسافة قريبة للمدرسة ولا يستغرق سوى بضع دقائق بدلا من المعاناة في السابق للذهاب الى الحصن وما فيها من مشقة وجهد ووقت طويل ناهيك عن التكلفة المادية وصعوبة الأمر اكثر في فصل الشتاء .

 

بقي الدوام الدراسي على فترتي ويتبدل شهرا صباحي وشهر مسائي ، وفي سنة  2015 وعلى اثر منحة من صندوق الإنماء الألماني KFW  تم بناء مدرسة جديدة ابتدائية من الصف الأول لغاية الصف الثالث للذكور والإناث ، فاصبح دوام هذه الصفوف فترة صباحية واحدة .

تم بناء هذه المدرسة على اصول حديثة تشمل مختبر حاسوب ومكتبة ومرافق خدمية بالإضافة الى ادارة واسعة واجهزة حاسوب وغرف صفية واسعة ، ولكنها بقيت لا تحتوي على تدفئة شتاء.

 

 

توسعة مدرسة البنات ايضا نفس المواصفات ولكن عدد الشعب اقل بشعبتين ..

كان اشغال الوقت في العطلة الصيفية مرهقا للطلاب وذويهم ، لكن بالنسبة لي لم يكن مشكلة كوني اشتغل في الزراعة مع والدي رحمه الله ووالدتي اعطاها الله الصحة والعافية ، فمنذ بداية الزراعة ولنهايتها وانا واخوتي مشغولين في الزراعة ، لكن هذا لا يمنع من اللعب مع الأصدقاء العابا مختلفة مثل لعبة كرة القدم ، والذهاب للنادي وممارسة الرياضة ، اذ كان نادي الكرمل في مخيم الحصن / الشهيد من الفرق المتميزة في الشمال ، وكانت فيه العديد من الأنشطة لكن اهمها كرة القدم والطائرة ، مع وجود العاب اخرى مثل كرة السلة واليد وتنس الطاولة .

وكانت كرة الطائرة هي الأشهر في النادي برز العديد من اللاعبين الذين كانوا ضمن صفوف المنتخب الوطني مثل وحمود ابو صقر ، وكذلك كرة القدم فلا زال النادي ينافس على بطولة الدوري الدرجة الثانية ، وقد وصل قبل 7 سنوات الى مصاف دوري الدرجة الممتازة وقد برز العديد من اللاعبين في صفوف المنتخب الوطني .

 تطور هذا النادي منذ 2015 بافتتاح ملعب النادي والصالة الرياضية الجديدة بدعم من الحكومة الألمانية .

مع النادي تم بناء الصالة الرياضية ايضا تشمل العاب كرة الطائرة واليد والسلة ، لكن كرة الطائرة هي الأساس في النادي ينافس فيها على بطولة المملكة في الدوري الممتاز ، وقد حصل على البطولة في عام 2016.

فريق كرة الطائرة كان ولا زال بطل الشمال بلا منازع وينافس على الدوام على بطولة المملكة [6]

في الصيف وبعد انتهاء المدارس تبدأ فترة النشاط الرياضي ، وكان النادي هو المظلة التي يسير تحتها كل الفرق الشعبية ، فتكثر البطولات على مستوى الحارات والبلوكات ، وكل فريق يتغنى باسمه واسم لاعبيه .

كيف كنا نقضي العطلة الصيفية

لم يكن في المخيم منذ البداية كما اسلفنا كهرباء لكنها ظهرت في المخيم في مطلع السبعينيات،  وعلى اثرها دخل التلفزيون الى المخيم ، وكان دخوله فقط عن طريق قهوتين تقدمان خدمة الشاي والقهوة مع البرامج التلفزيونية ، وكان التلفزيون بالأسود والأبيض ، ولم تكن فيه سوى محطتين اردنية وسورية ، وكان التلفزيون يغلق ابوابه الساعة الحادية عشرة مساء ، وعلى وقع برنامج قناة السورية الأولى " غدا نلتقي ".

وكان الأنتيل الهوائي هو الأساس لضبط القنوات اذ لم يكن وقتها اطباق لاقطة ، وكانت كل المعاناة في تضبيط اتجاه الانتين ، والأنتيل على نوعين داخلي فوق التلفاز بشكل دائري او سلكين متباعدان ، وكنا عندما تخرب نستعيض عنهما بسلكين نمدهما خارج الغرف لالتقاط افضل للصورة.[7]

اما الانتيل الخارجي فكان منه اشكال كثيرة ، وكان الكثير منها بدون ماتور ، وبعضها له ماتور للف الانتيل .. وكانت قمة سعادتنا حين نشاهد افلام الكرتون على شاشة التلفزيون ، وكذلك  الدعايات الغنائية  ..

ومن الالعاب التي كنا نلعبها في الحارة لعبة البنانير ، وهي لعبة لها اشكال كثيرة

وكان التنافس على اشده في لعبة البنانير قد يصل الى مضاربة واقتتال يتطور لمستوى الحارات ..

وكان احدنا يخبئ البنانير في كيس او علبة بينما هذه الايام يضع الاولاد البنانير بعلبة ماء صغيرة او كبيرة يتأملها كل صباح ومساء ، ومنا من كان يكسب ويبيع لغيره .

وكانت لعبة الحبلة من الألعاب التي نلعبها وأن كانت لعبة مشهورة اكثر للبنات

وكنا نلعب ايضا لعبة الخشبة او الحاح بان توضع خشبة صغيرة على حجرين وتقذفها في الهواء لمسافة طويلة وعلى اللاعب الآخر ان يلقطها او يرجعها الى الحجرين برميها من بعيد.

ومن الأمور التي نزاولها كثيرا هي صيد العصافير بواسط الفخاخ ، اذ كنا نخرج في الصباح الى البرية ونترقب العصافير ثم نختار مكانا مناسبا نغطي الفخ ثم تبدأ عملية استدراج العصفور حتى تصل الى الفخ ، وفي العادة كنا نستخدم الدود او حبات القمح كطعم للعصافير.

ومن الألعاب التي كنت ازاولها وتأخذ وقتا طويلا هي صنع سيارات من السلوك نحمل فيها حاجاتنا الصغيرة ولها مقود منها الصغير ومنها الكبير ..

وكنا نصنع عرباية باستخدام الخشب وعجال البيليا ، تحمل شخص او شخصين نستطيع التحكم بها عن طريق حبل امامي ..

وكذلك يوجد العديد من الألعاب التي كنا نمارسها يوميا في اوقات الفراغ بالإضافة الى ما ذكر مثل المسّيكة ولعبة السبع حجار ولعبة الزقطة وخمس حجار ، ولعبة شد الحبل والمنقلة ولعبة طاق طاق طاقية ولعبة الغميضة ، ولعبة النط على الظهر ، وغيرها من الألعاب الكثيرة  .

   ومن الألعاب التي نمارسها ايضا لعبة الكمستير ، وهي لعبة يقوم احد اللاعبين بتغميض عينية ثم يعد للعشرة  في هذه اللحظة يقوم باقي اللاعبين بالاختباء بحيث لا يراهم اللاعب ، وبشرط ان يعود اللاعبين جميعا الى نقطة البداية دون ان يمسكهم اللاعب الأساسي .

ومن اللعب ايضا والتي كان يمارسها الأطفال من الجنسين ومن البنات بوجه الخصوص هي لعبة طاق طاق طقية شبكين بعلية ، وهي مشهورة في جميع الأوطان بحيث يجلس الأطفال او اللاعبين بحلقة دائرية ، ويقوم احد اللاعبين بحمل قطعة قماش يضرب بها على رؤوس اللاعبين ثم يضعها خلف احد اللاعبين ويركض ، وعلى اللاعب ان ينتبه فيلحقه ويمسك به .

حمام  الاستحمام  للرجال

ومن الخدمات التي كانت تقدمها وكالة الغوث في المخيم عند تأسيسه حمام للاستحمام ... وكان في اسفل بلوك 3 قريب من مدرسة البنات ، وكان مفتوحا منذ الصباح ولغاية الساعة الثانية بعد الظهر لكل اهالي المخيم ، وكانت الماء ساخنة يستطيع اي فرد الاستحمام فيه فقط بإظهار كرت المؤن ، وكنت من المداومين عليه ، وكان الحمام ممتعا وهو عبارة عن بركس كبير مقطع الى غرف صغيرة في الداخل ، يوجد في كل غرفة دش  ، واذكر انه في احد الأيام استحم في الحمام مدير المخفر وفقد ساعته فبحثوا عنها فلم يجدوها ، فأحضروا كل من استحم ذلك اليوم وكان منهم أخي الأكبر عمر ، وبعد التحقيقات اعترف أحد الموجودين بالساعة وأحضرها ، ولكن هذا الحمام لم يطل كثيرا بل أغلق بعد سنة من تشغيله دون ابداء الأسباب .

بعد اغلاق الحمام قامت محله قهوة سميت باسم قهوة عيسى ، وكانت تقدم الشاي والقهوة بالإضافة الى لعب الشدة ، وكان من اكبر المميزات فيها انها بإمكانك حضور السهرات فيها ومتابعة المسلسلات البدوية ، وكان صاحبها –الشفيق – اول من احضر التلفزيون وفتحه للعامة في المخيم ، ولا زلت اتذكر المشاحنات على حضور المصارعة وبرنامج فارس ونجود ، ولكن كانت السهرة تنتهي بانتهاء برامج التلفزيون الساعة العاشرة مساءا ، وكانت البرامج بالأسود والأبيض .

الخدمات الطبية

منذ بداية تأسيس المخيم تم تأسيس وحدة صحية (عيادة الوكالة ) واحدة تعمل على تقديم الخدمات العلاجية لأهالي المخيم سواء حكمة او اسنان ، او تطعيم الطلاب في المدارس ، ومتابعة النظافة ورش بؤر الأوساخ التي قد يتكاثر بها الفيروسات وتجلب الأمراض للسكان .

وكانت تعمل على مكافحة الأمراض المستعصية من خلال القيام بحملات التطعيم للطلاب واهالي المخيم كما حصل مع تطعيم الجدري ..

لقد كانت الامكانيات محدودة والعيادة صغيرة ، ومن يريد الذهاب لعيادة الوكالة عليه الذهاب مبكرا حتى يتم تسجيله وخاصة الأسنان لأخذ دورا مبكرا .

لكن طلاب المدارس من الذكور والإناث كان لهم معاملة خاصة من حيث الدور في العيادة فيتعالجون مجرد وصولهم للعيادة ، لدرجة ان بعض الطلاب كان يتمارض حتى يذهب للعيادة ثم من هناك يذهب الى البيت .

كانت النساء الكبار في السن يحبون كثيرا ضرب الإبر ، ويعتبرن الدكتور الذي لا يعطي إبر لا يفهم ، وإذا ما جاء دكتور واعطى لأحداهن ابرة فانه خلال يوم او يومين يكون الخبر منتشر بين النساء  ، وفي كثير من الاحيان كانت تأتي حملات اجنبية وخاصة في الايام الأولى للمخيم لكها لم تعد تأتي بعد ذلك .

كان تسجيل الدور واستخراج الملف الطبي يدويا ويأخذ وقتا طويلا ، تسلّم كرت المؤن وتنتظر حتى ينادي الموظف على اسمك ، وكان لا يتعالج في اليوم الا مريض حكمة ومريض اسنان ، فلو كان في العائلة مريضا اكثر من واحد فعليك أن تأخذ الأخطر حالة منهم .

مريض الأسنان عليه ان يأتي باكرا قبل موعد فتح العيادة حتى يستطيع تسجيل اسم مريضه اذ ان العدد محدود يوميا بحيث لا يزيد عن خمسة عشر مريضا ، وما فوق ذلك عليه ان يعود في اليوم التالي او ينتظر لنهاية الدوام ويشرح وضعه للدكتورة ، ويكون سعيد الحظ لو ان الدكتورة انهت معالجة المراجعين قيل الساعة 12 ظهرا ووافقت على علاج مريضه . اما كبار السن فلا يفهمون هذه اللغة

 علاج الاطفال

وتقدم عيادة الامومة والطفولة الرعاية الصحية للحوامل في فترة الحمل والمطاعيم للأطفال حسب مواعيد منظمة الصحة العالمية حتى يبلغ من العمر ست سنوات .

وتقدم الرعاية الصحية للحوامل من خلال كتيب تحفظ فيه المعلومات للحامل والجنين منذ البداية الى مرحلة الولادة ثم مرحلة التطعيمات ، ويبقى سجل الولادة الى مرحلة الدراسة الأساسية ..

وكذلك تحتفظ العيادة بسجلات الحالات المزمنة مثل الضغط والسكري ، وتعاملهم معاملة خاصة تضمن لهم السرعة في الكشف والعلاج ، حيث تم فصلهم في عيادة خاصة بهم .

في البداية كان هناك تعامل بين عيادة الوكالة ومستشفيات الحكومة ، فيعطى المريض اذا كانت حالته تستدعي تحويلا الى مستشفيات الحكومة في اربد حيث يتلقى العلاج المناسب ، ولكن بعد ذلك انقطع التحويل الى المستشفيات الحكومية الا في حالات الولادة مع تحمل المريض نسبة 25% من مصاريف العلاج .

عيادة الأسنان لها نظام خاص اذ ان العدد حسب تعليمات الدكتورة محدود ، وعليه من يريد علاجا لأسنانه عليه الحضور باكرا ربما قبل الدوام بساعة ، وتكبر المشكلة اذا لم يكن هناك نظام لترتيب الدور حسب الحضور ، واحيانا تتبرع احدى النساء او الرجال للم جميع الكروت وترتيبها حسب الحضور ، وعند بدء الدوام يتم اعطاء الكروت لموظف السجل ، وتبقى الأمور طبيعية إلى ان تأتي عجوز ذكر او انثى عندها ستكون المشكلة فمن سيُفهم العجوز إن هناك دور للتسجيل .

في السابق وحاليا لا زالت المعاناة شديدة في الجانب الصحي، يتمثل في البطء في اجراءات تسجيل المرضى وخاصة في الصباح مما يؤدي الى الاكتظاظ امام السجل ، ويزيد هذا الاكتظاظ نتيجة قدوم الاهالي إلى العيادة قبل الدوام لأخذ الدور وخاصة لعيادة الاسنان ، ثم تنتقل الازدحام إلى العيادات أمام غرفة الدكتور ، كما ان ساعات الدوام قليلة ، مع عدم توفر او نقص في الأدوية, بسبب سياسة الوكالة في تقليص خدماتها.

بينما يورد بحث اجتماعي حول المخيم أنّ حوالي 30 % من أرباب الأسر يعانون من أمراض مزمنة وثلثي النساء بحالة مرضية ويعانين من مرض أو أكثر من الأمراض المزمنة.

والآن تم عمل توسعة في عيادة الوكالة في المخيم فاصبح الوضع اكثر تنظيما ، ولكن لا زالت مشكلة الأدوية قائمة من حيث عدم توفر الدواء بشكل دائم ، واصبحت الخدمات الصحية نوعا ما ترضي السكان ، ويعد وضع مخيم الحصن – الشهيد عزمي المفتي حاليا - بالنسبة لغيره من المخيمات بحالة جيدة من الناحية الصّحية .

 مركز خدمات المعاقين

تأسس المركز 1987 بتبرع من الأونروا والمجتمع المحلي والسفارة الكندية ، وكانت خدماته تقتصر على الإعاقة العقلية والعلاج الطبيعي والسمعي, ثم توسّعت الخدمات فصار هناك العلاج الوظيفي وتخطيط سمع ، وهو مركز رائد في لواء بني عبيد وليس فقط في المخيم , فهو يخدم المناطق المجاورة ، وتنتشر بين سكان المخيم الكثير من الإعاقات بسبب عامل الوراثة "زواج الأقارب بالإضافة إلى الفقر الشديد حيث لا يوجد رعاية صحية سليمة منذ البداية ، وليس هناك وعي من الأم بضرورة متابعة الحمل ومراجعة عيادة الأمومة والطفولة.

مركز البرامج النسائية

تأسس سنة 1992 مكان المطعم الذي كان يقدم الطعام لأهالي المخيم عند تأسيس المخيم ، يهدف  إلى تنمية مهارات وقدرات المرأة وتمكينها اقتصادياً ومهنياً، ورفع مستوى الوعي لديها، وتقديم العديد من البرامج التدريبية ذات العلاقة بتحقيق الأهداف، والاهتمام بالأطفال وعمل انشطة ترفيهية لهم ، ويتكون من 7 اعضاء .

يقوم مركز البرامج النسائية بعمل دورات متنوعة وانشطة ترفيهية لأيتام وأبناء مخيم الشهيد عزمي المفتي

 [1]  انواع نباتات كنا نأكل ثمارها  او  نطبخها

 

مخيّم الحصن .. نصف قرن من العزلة

انتزاع القوت اليوميّ من براثن العوز، وانتظار فرج ما على ناصية البقاء على قيد الأمل، ليست بالمهمّات اليسيرة، التي ألقيت على أكتاف أهالي مخيّم الحصن، الواقع في بقعة معزولة، على مسافة 80 كيلومتراً شمال العاصمة الأردنيّة عمّان.


أكثر من 22 ألف لاجئ مسجّل لدى وكالة الأونروا، معظمهم من مدينتيّ بيسان وطوباس الفلسطينيّتين، يعيشون في هذا المخيّم، الذي يعاني عزلة جعلت من إمكانيّة نجاح أيّ من المشاريع التجاريّة الصغيرة فيه، ضرباً من ضروب المستحيل، فعلى عكس غالبيّة مخيّمات اللاّجئين التي أقيمت على الأراضي الأردنيّة، يفتقر مخيّم الحصن إلى الأسواق التي من شأنها تنشيط الحركة الاقتصاديّة، في ظلّ تفشّي البطالة على نحو مرعب.
وإلى جانب الفقر والبطالة، يعاني أهالي المخيّم معضلة الفساد الذي ينخر في مختلف المؤسّسات الرسميّة وشبه الرسميّة، وانتشار المخدّرات، والعنف، والأفكار المتشدّدة، ناهيك عن مشاكل التلوّث الناجم عن سوء البينة التحتيّة

مياه ملوّثة ومثلّث موت
وكأنّ تراجع المساعدات التي تقدّمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين لا يكفي، تغوّل الفساد على المؤسّسات الأخرى المعنيّة بتقديم الخدمات للناس، كلجنة تحسين المخيّم التابعة لدائرة الشؤون الفلسطينيّة، والتي يهيمن عليها منطق "الواسطة" و"المحسوبيّة"، ولغة الانتفاع والمكاسب الشخصيّة، ما انعكس سلباً على أداء هذه اللجنة، وحرم أهالي المخيّم ممّا يفترض أن تقدّمه لهم.
 حتّى النادي الرياضي الاجتماعي للمخيّم، وهو نادي الكرمل، مازال رئيسه يستحوذ على منصبه منذ أكثر من سبعة عشر عاما.
"الانتخابات" لا تعرف الطريق إلى مخيّم الحصن إلاّ في المحطّات السياسيّة المتعلّقة بالشأن الأردنيّ، كالانتخابات البرلمانيّة، التي تثير شهيّة الطامحين من المرشّحين، لاستغلال فقر الناس، وشراء أصواتهم الانتخابيّة.
وهكذا بقيت الأوضاع في مخيّم الحصن تتراجع إلى أسوأ المستويات، فمن ضيق مساحات السكن، إلى رداءة التنظيم، والافتقار إلى البنية التحتيّة، وصل الأمر إلى اختلاط مياه الشرب بالمياه العادمة، التي كثيراً ما تفيض في زقاق المخيّم، لتشكّل مستنقعات جاذبة لشتّى أنواع القوارض.
شركة المياه التابعة للحكومة الأردنيّة، لجأت في محطّات مختلفة إلى حلول جزئيّة مؤقّتة، عوضاً عن حلّ أزمة التلوّث، كفصل عدّادات المياه المربوطة على وصلة قرب أحد مناهل الصرف الصحّي، وتفريغ خزّانات بعض السكّان من المياه، وتزويدهم بمياه بديلة بواسطة صهاريج.
 وهكذا يستمرّ كلّ من وزارة المياه ولجنة تحسين المخيّم بإلقاء مهمّاته على عاتق الآخر، دون حلّ الأزمة، وذلك  رغم تخصيص الحكومة الأردنيّة مبلغ 250 ألف دينار، لإعادة صيانة خطوط الصرف الصحي المتهالكة.


 وليت المشاكل تقف عند حدود رداءة البنية التحتيّة، ولا تتجاوزها إلى حرمان أهالي مخيّم الحصن من سبل العيش اللائق.
حتّى المنظّمات غير الحكوميّة الدوليّة، التي تزعم العمل في مجالات المساعدات الإنسانيّة، ألقت أحمالها وفرّت من المخيّم أكثر من مرّة، نتيجة الفساد المعشعش في المؤسّسات التي ينبغي التنسيق معها لتقديم الرعاية والمساعدات، فمؤخّراً أوقفت إحدى المنظّمات الألمانيّة العمل على مشروع يمكن وصفه بالخجول مقابل الاحتياجات الحقيقيّة التي يأمل الأهالي تلبيتها، حيث اقتصر المشروع -قبل فشله- على طلاء المنازل، وفقا لما يؤكّده "أبو محمّد".


ومن أحد أبرز المشاكل التي يعانيها مخيّم الحصن، هو ما يطلق الأهالي عليه اسم "مثلّث الموت"، وهو تقاطع مروريّ يشهد سرعات عالية للغاية، ويعدّ  ممرّاً للآلياّت الثقيلة القادمة من المحاجر والكسّارات، للالتفاف والعبور إلى مدينة إربد، كما ينبغي على المركبات القادمة من مدينتيّ إربد والحصن الالتفاف عبره لدخول المخيّم.
ولا يكاد يمضي أسبوع دون وقوع حادث على هذا التقاطع، الذي كان سبباً لكثير من حالات الوفاة، ومازالت مطالب الناس بإيجاد حلّ لهذه المشكلة، مهملة في أدراج المعنيّين، شأنها شأن مطالبهم الأخرى، سواء المتعلّقة بتدهور أوضاع المدارس، أو فياضانات المياه العادمة. 

‎المصدر/ بوابة اللاجئين الفلسطينيين


https://palcamps.net/ar/camp/43