الواقع السكاني والبنى التحتية


النشأة العمرانية في مخيم جرمانا بداية تأسيسه[1]:

كانت البيوت في البداية خياماً استعيض عنها بعد ذلك بوحدات سكنية كانت عبارة عن منازل جدرانها من اللَبِن أما أسقفها فكانت عبارة عن أعمدة خشبية طويلة كجسور تصل بين الجدران تتركز عليها ألواح خشبية تغطي سقف المنزل يليها طبقة من التراب الممزوج بالتبن والماء عوضاً عن الإسمنت.

2

كانت مساحة هذه البيوت لا تتجاوز 80 مترا مربعا، وكان لهذه البيوت حفر فنية بجانب كل منزل لعدم وجود الصرف الصحي آنذاك، وأغلب الناس الذين كانوا يمتلكون أمولا لبناء بيت من الإسمنت كانوا يدخرونها من أجل معيشتهم، وإيماناً بأنهم سيعودون إلى قراهم التي هُجّروا منها، فلماذا يتكلفون في بناء بيوت سيغادرونها إلى فلسطين قريبا "بظنهم آنذاك".

ومع بناء هذه المنازل تشكلت وحدات سكنية متراصة بجانب بعضها البعض ولا يفصل الساكن عن جاره سوى متر أو أقل، ويفصل الأحياء بعضها عن بعض شوارع ترابية توحل في الشتاء، ولا يتجاوز عدد الغرف في هذه الوحدات السكانية غرفتين أو ثلاثة تضم الغرفة ما بين 5 إلى 7 أشخاص الأمر الذي أدى إلى خلق مشاكل صحية واجتماعية.

جدير بالذكر أن هذه الأحياء تضم مجموعات سكنية من نفس القرى والمدن الفلسطينية وتعيش نمط حياتها السابقة مثل حارة القيطية فسكانها أغلبهم من قضاء صفد.

وكما ذكرنا سابقا فقد بلغت مساحة المخيم أثناء إنشائه 30 ألف متر مربع وكان عدد المساكن 2414 مسكناً في عام 1985، وبلغ عدد سكان المخيم عام 1995 نحو 16850 لاجئاً، أما اليوم فقد تناقص عدد السكان وأصبح 3750 لاجئاً موزعين على 965 عائلة علماً أن نسبة الولادة أكثر من نسبة الوفيات ولكن انتقال عدد كبير من العائلات من المخيم نتيجة الأعمال الهندسية وشق الطرق في المخيم وبناء الجسور في طرف المخيم أدى إلى هدم عدد كبير من بيوت المخيم .

ويقدر عدد الذين هجروا من المخيم أكثر من 8910 لاجئ، أما البيوت اليوم المتبقية فهي من الإسمنت والحديد ويبلغ ارتفاع المنازل كحد أعلى طابقان([2]).

88

 بداية زوال معالـم المخيم (دراسة ميدانية)[3]:

يعود السبب إلى أن طريق أوتوستراد مطار دمشق الدولي يقع غرب مخيم جرمانا وهو طريق هام جداً يشكل عقدة اتصال لشبكة من الطرق التي تتفرع إلى أنحاء العاصمة السورية، وكذلك وجود أوتوستراد المتحلق الجنوبي القريب من المخيم والذي يشكل أيضاً طريقاً هاماً واستراتيجياً لمرور جميع القافلات والشاحنات التي تصل طرفي العاصمة السورية، ووجود المخيم ضمن مفترق هذه الطرق كان السبب الكافي لهدم أجزاء كبيرة منه استعداداً لتوسيع الطرق وبناء الجسور وتحويلات الطرق، فقامت الحكومة السورية في عامي 1985 و 1986 بنقل 311 أسرة لاجئة إلى منطقة الحسينية الناشئة حديثاً بسبب وقوع منازل هؤلاء على شبكة الطرق الحديثة المراد إنشاؤها، ثم نقلت 411 أسرة أخرى إلى المشروع السكني الجديد في منطقة الحسينية، وتتالت عمليات الهدم والنقل ليشكل أبناء مخيم جرمانا الكتلة الأساسية لمخيم الحسينية الجديد، ولإيضاح عمليات النقل بالمخيم أورد البيانات الآتية :

قدر عدد السكان في مخيم جرمانا عام 1985 حوالي 24000 نسمة، جرى نقل 5000 نسمة بين عامي 1985 و 1994، وفي عام 1998 جرى نقل 70 عائلة ناهز عدد أفرادها 490 نسمة، وفي عام 2002 جرى ترحيل 16 عائلة تضم 112 نسمة، وفي عام 2003 نقلت 132 عائلة تضم 924 نسمة، وفي عام 2005 نقلت 12 عائلة تضم 84 نسمة، وما بين عامي 2005 و 2009 نقلت نحو 7300 نسمة على دفعات، ونتيجة لعمليات الهدم والنقل في المخيم تقلص عدد المنازل كثيراً وبالتالي عدد السكان.

البدايات والتطور

بدأ خياماً عام 1949، مع طلائع اللاجئين القادمين بالآلاف من منطقة الجليل الأعلى ومنطقة سهل الحولة ومن قرى مدينة طبرية، الذين أقاموا في بقعة الأرض التي تُعدّ تابعة لمنطقة الشاغور.

سكن أهالي المخيم بدايةً في الخيام، ثم تطوّر بهم الحال فبنوا بيوتاً من الطين وحدد شكل المخيم آنذاك. استقبل مخيم جرمانا حركة نزوح أخرى عام 1979 ضمت فلسطينيين كانوا قد لجأوا عام 1948 إلى مدينة القنيطرة، وسوريين نزحوا من قرى الجولان بعد حرب 1967. واستقر بهم المقام في المناطق الشمالية من المخيم، وخاصة في محيط حي أبو نوري. ولعل لجوء هؤلاء إلى هذا المخيم بالذات هو دليل على مدى الترابط الأسري والقروي مع اللاجئين الفلسطينيين الذين وفدوا إليه عام 1948.

أطلق على المخيم القديم حارة الوطنية، وعلى الحي الجديد حارة النازحين، أما الحارات الأخرى فسميت بأسماء القرى الفلسطينية التي هُجّروا منها، مثل حارات القيطية والخصاص والدوارة والصالحية والجواحلة والنواعمة..

وقد عانت هذه الدفعة من النازحين صعوبات كثيرة رغم احتضان أهالي المخيم لهم، فسكنوا الخيام ثم البيوت الطينية..

جذور أهالي جرمانا

دفع التشابك الأسري أهل قرى سهل الحولة ومنطقة طبريا إلى السكن في مناطق متجاورة، وجرمانا هو إحدى هذه المناطق. ومن أهم القرى التي ينحدر منها أبناء مخيم جرمانا هي: الدوارة، الصالحية، العابسية، العباسية، القيطية، الزوق التحتاني، الزوق الفوقاني، الملاّحة، جاحولا، الخصاص، الزوية، الخالصة، خيام الوليد، الناعمة، المفتخرة، المنصورة، الشوكة التحتا.

يعد مخيم جرمانا من المخيمات المكتظة سكانياً حيث بلغ تعداد سكان المخيم عام 1995 (16848) لاجئاً فلسطينياً، ونتيجة تكرار موجات النقل إلى مخيم الحسينية تقلص العدد في عام 1999 إلى 8879 نسمة، أما في عام 2008 فقد بلغ المسجلين في المخيم 3721 نسمة علماً بأن هناك عدداً آخر غير مسجل في مناطق محاذية للمخيم مثل منطقة أبو نوري التي فصلت عن المخيم أثناء بناء الجسر واستكمال بناء المحلق، وهو ما يغير تقديرات عام 2009 التي بلغت نحو
 7978، وإلى الآن لا تزال أعمال الهدم قائمة ...

 

 جرمانا

وهذا الجدول يوضح انتقال عائلات المخيم لخارجه

السنة التي تم بها الترحيل

عدد العائلات

عدد الأفراد

1985-1994

-

5000

1998

70

490

2002

16

112

2003

132

924

2005

12

84

2005-2009

-

7300

 

  

مصير سكان المخيم بعد زوال بيوتهم[4]:

بعد إزالة بيوت سكان المخيم لم يجد الأهالي مكانا يؤويهم سوى الشقق السكنية التي منحت لهم كتعويض عن بيوتهم التي هدمت، ومن خلال الدراسة الميدانية لوضع السكان في الشقق الجديدة أستطيع أن أنقل إليكم واقعهم كما رأيته وسمعته من السكان أنفسهم، فمشروع الحسينية الأول يتكون من عدد من الأبنية يتألف كل بناء من طابقين بالإضافة إلى الطابق الأرضي، عدد الشقق في كل بناء يبلغ 6 شقق، وتقدر مساحة الشقة حوالي 70 متر، هذه الشقق ليست مجانية فهنالك مبالغ مترتبة على جميع العائلات التي استلمت شققا في هذه الأبنية، ويعود ذلك إلى التقدير الذي تم حسابه على أن البيوت التي هدمت في جرمانا قيمتها وتكلفتها أقل من هذه الشقق السكنية الجديدة ويجب على جميع المنتفعين أي الساكنين في هذه الشقق دفع فرق المبلغ الذي يترتب عليهم على عدة أقساط، هنالك من قام بدفع قسط ولم يستطع بعدها التهرب من باقي الأقساط فألزم بدفع باقي المبلغ وإلا عليه إخلاء شقته، وأما العدد الآخر من السكان الساكنين لهذه الشقق رفضوا دفع المبالغ المترتبة عليهم وحاولوا بوسائل قانونية التخلص من دفع هذه المبالغ، وإلى هذه اللحظة لا يزال الخلاف على دفع المبالغ قائم ومصير الساكنين غير معروف، وهذه الصور المرفقة تبين لنا شكل المباني السكنية في الحسينية.

خُدمت هذه الأبنية بشكل بسيط ولكن بالنسبة لمياه الشرب لم يتم وصل أي شبكة حتى الآن، أما الشبكة الموجودة فالمياه التي تنقلها لا تصلح إلا للاستخدام اليومي للمنازل وهي غير صالحة للشرب، كما يحظر على السكان تغيير أي شيء من معالم هذه الشقق أو التوسع فيها، كما أقيمت مدارس تابعة للأونروا وكذلك مراكز صحية تعنى بشؤون السكان، وقد تم تأمين مواصلات تربط بين مخيم الحسينية الجديد وجميع المدن المجاورة له.

 

[1] فهد جمال محمود ، بحث (ميداني) مقدم لأكاديمية دراسات اللاجئين 2011

[2] فهد جمال محمود ، بحث (ميداني) مقدم لأكاديمية دراسات اللاجئين 2011.

31] فهد جمال محمود ، بحث (ميداني) مقدم لأكاديمية دراسات اللاجئين 2011.

[4] فهد جمال محمود ، بحث (ميداني) مقدم لأكاديمية دراسات اللاجئين 2011. بمساعدة لجنة تجمع العودة الفلسطيني واجب.

صور من المخيم


https://palcamps.net/ar/camp/47