الفصائل الفلسطينية في المخيم


مخيم سبينة، راية وعلم كبير في مسار ومسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، مخيم الشهداء، الذي أنجب طوابير من الشباب الفلسطيني الملتزم، الذي قدم روحه ودمه بسخاء منقطع النظير على مذبح ومحراب العمل الوطني الفلسطيني، في بوصلة لم تَحِد أبداً عن الطريق لفلسطين.

فعلى صعيد العمل الوطني الفلسطيني،  كان ومازال لمخيم سبينه الباع الطويل في مسيرة العمل الوطني التحرري للثورة الفلسطينية المعاصرة، خصوصاً إبان  وجودها العسكري الكبير في الساحة الجنوبية اللبنانية وعلى حدود هضبة الجولان باتجاه فلسطين المحتلة قبل العام 1982.

التحق المئات من أبناء المخيم في صفوف الثورة الفلسطينية المعاصرة، وكان له نصيب مثل بقية المخيمات من الشهداء من أجل الدفاع عن الثورة الفلسطينية خارج الوطن، وهناك بعض العائلات قدمت أكثر من أربعة شهداء في العائلة الواحدة، مثلاً عائلة (المِعّجِل) التي قدمت أربعة إخوة شهداء مابين أعوام (1966 ــــــ 1970) وهي سنوات النهوض الأولى للثورة الفلسطينية المعاصرة. وقدمت عائلة (بيت نايف)  ثلاثة إخوة شهداء. وعائلة (الشرقي) قدمت الوالد شهيداً في عملية فدائية لحركة فتح وسط هضبة الجولان المحتل عام 1971، والإبن الذي أُستشهد في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أثناء إقتحام مستعمرة (كفار جلعادي) شمال فلسطين المحتلة عام 1974، إضافة لإثنين آخرين من أبنائها.... وهكذا.

مخيم سبينة، وبرغم محنته، فهو الغائب عند البعض من القوى والفصائل التي تتقاعس عن القيام بدورها تجاه المخيم ومواطنيه، لكنه الحاضر في الدور الوطني، حيث حافظ ومازال يحافظ على الهوية الوطنية التي تُميّزه. فهو جزءٌ من الوعاء الحاضن للحركة الوطنية الفلسطينية في الشتات. فجميع قوى وفصائل الشعب الفلسطيني تنشط وسط هذا المخيم، فضلاً عن النقابات والاتحادات والمنظمات الشعبية. ومازال مواطنوه يحافظون على الموروث الشفهي وذاكرة الوطن الفلسطيني في صفوف الأجيال التي نمت ونشأت خارج فلسطين بعد نكبة 1948، وهي تحمل ديمومة الحلم المشروع في العودة إلى أرض الوطن، والحفاظ على الكينونة الخاصة التي يميزها المخيم الفلسطيني بما يعنيه من ترميز لحق العودة. (1)

هناك على الساحة السياسية لمخيم سبينة دور للمنظمات الفلسطينية موزعة كما يلي:

1- حركة فتح .

2- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .

3- الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين .

4- حزب الشعب الفلسطيني .

5- حركة المقاومة الإسلامية حماس .

6- حركة الجهاد الإسلامي .

7- الصاعقة .

8- فتح الانتفاضة .

9- جبهة النضال (التابعة لخالد عبد المجيد) .

10- جبهة التحرير .

11- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة).

 حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) :

كان لها الدور الصاعد أما الآن فقد حُصر دورها في إقامة الندوات والنشاطات والمهرجانات السياسية.

 الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:

ودورها يقتصر على بعض النشاطات مثل تكريم المعلمين بعيد المعلم، وأيضاً تكريم العمال في عيد العمال، والاحتفال بذكرى انطلاقتها ولهم نشاط سنوي كشفي ومكتبهم في المخيم فعال يرتاده أعضاء الجبهة وهو مركز لنشاطاتهم.

 الجبهة الديمقراطية :

ويكمن نشاطها في مكتبها بالمخيم وعلى الأغلب تكريم للطلبة المتفوقين من حملة الشهادة الإعدادية والثانوية ويتبعه تكريم المعلمين والعمال أيضاً.

 حزب الشعب الفلسطيني:

ليس له نشاطات تذكر.

وهذه الفصائل كان لها دور مهم في زيادة الوعي والاهتمام بالقضية الفلسطينية من خلال الدورات المحلية وتأمين مقاعد دراسية للعشرات من طلبة المخيم على شكل بعثات للدراسة في جامعات الدول المختلفة.

ومارست أيضاً هذه الفصائل دورها في دعم الانتفاضة الفلسطينية بتعبئة أهل المخيم وحشدهم في المسيرات المنددة وأيضاً في جمع التبرعات المقدمة من الأهالي للشعب الفلسطيني في الداخل الفلسطيني.

 دور بقية الفصائل:

 حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس):

لقد لعبت الدور الرئيس والبارز في المخيم بجميع نشاطاتها السياسية والاجتماعية والخيرية والرياضية ولجنة حق العودة (واجب).

- على الصعيد السياسي:  تقدم الحركة كل ما يهم اللاجئ الفلسطيني وتذكيره بالعودة فتهتم بالمناسبات التي لمّت بالشعب الفلسطيني مثل يوم الأرض وذكرى النكبة، وأيضاً مهرجانها السياسي في ذكرى انطلاقتها على مستوى المخيم وذلك ضمن لجنة الجماهير بالاشتراك مع اللجان الأخرى وخاصة لجان حق العودة (واجب) حيث تهتم بتثقيف الفلسطيني اللاجئ عن طريق الندوات والمحاضرات المتعلقة باللاجئين، وما آلت له أوضاعهم وعن ذاكرتهم عندما كانوا في فلسطين إلى يومنا هذا ولديهم أيضاً مشروع القرية الفلسطينية الذي يجمع أهالي قرية من القرى الفلسطينية المهجرة عام 1948م والذاكرة الشفوية.

كما تشارك الحركة بالمسيرات الداعمة للقضية الفلسطينية وهذه المسيرات في بعض الأحيان تكون مشتركة مع فصائل المتابعة و تقدم الحركة ندوات سياسية ولقاءات ثقافية.

 على الصعيد الاجتماعي (التنمية الاجتماعية): تعمل الحركة على المجالات التالية:

1- الكفالات (كفالة الأيتام + كفالة أسر محتاجة): فتهتم بهذه الفئة ليس فقط بالمساعدات المقدمة لهم بل بالناحية التربوية والأنشطة.

2- مشاريع الحركة الاجتماعية الموسمية: (هيئة فلسطين الخيرية) فتقدم ما يلي :

1- اللباس المدرسي للطلبة المحتاجين في المخيم .

2- تقديم معونة الشتاء (محروقات + أغطية).

3- سلة رمضان.

4- لباس العيد.. 

5- الأضاحي وتقدم في كل سنة بعيد الأضحى المبارك .

 المساعدات الصحية والعلاجية: تعمل الحركة على تقديمها لذوي الحاجات الخاصة وأيضاً مساعداتها الصحية لأصحاب الحاجة من أهل المخيم.

 المساعدات الخيرية: وتقدمها على شكل ورشة عمل للنساء (الأرامل والمطلقات) وللنساء ذوات الحالات الصعبة.

وهذه الورشة عبارة عن عبوات من البلاستيك تلصق عليها ماركات المنتوجات المختلفة وذلك لقاء راتب شهري يتراوح ما بين ( 13000-15000 ) ليرة سورية ويقتصر دوام العاملات في هذه الورشة كونهن أمهات من الساعة /8/ صباحاً حتى /1.30/ بعد الظهر.

 النشاطات الخاصة بالحركة المقدمة لأهالي المخيم:

وذلك ضمن مكتبها الواقع في المخيم فيوجد فيه نادي رياضي اسمه (نادي الشيخ أحمد ياسين الرياضي) واختصاصه ألعاب القوى .

وأيضاً وجود نادي للكراتيه لتعليم الصغار والكبار فنون القتال.

 لجنة العمل النسائي:

مهمتها رعاية شؤون النساء وبناتهن داخل المخيم بوجود نادي للفتيات داخل مكتب الحركة ويقوم ببعض الأعمال التراثية لجعل الجيل المولود خارج فلسطين يعرف ما كان الآباء والأجداد عليه من عادات وتقاليد،كما تعمل الحركة وضمن مشروعاتها الموسمية أيضاً اسم مشروع العفاف وهو الزواج الجماعي تقدمه لشباب المخيم كما لغيره من مخيمات سوريا.

 حركة الجهاد الإسلامي:

وأعمالها مقتصرة على المجالات الخيرية والإغاثية مثل الأيتام والمساعدات للفقراء داخل المخيم ويعملون تحت اسم الهيئة الخيرية لإغاثة شعب فلسطين ويقومون من خلالها بأنشطتهم

وبالخلاصة: إن حركة المقاومة الإسلامية حماس كان لها دور بارز في رعاية للمخيم، خاصة بعد قيامها بترميم وبناء خزان المياه الذي يغذي المخيم، وقيامها بفرش مسجد المخيم الوحيد مسجد (معاذ بن جبل).

 (1)  علي بدوان: https://refugeesps.net/p/7729

صور من المخيم


https://palcamps.net/ar/camp/50