☰ قائمة المخيمات

الواقع البيئي في المخيم


الوضع الصحي والبيئي:

القطاع الصحي في الأنروا هو القطاع الثاني بعد التعليم، وهو كالتعليم من القطاعات الأساسية بالنسبة للفلسطينيين داخل مخيّم برج البراجنة. ولا يوجد في المخيّم بديل لهذه المؤسّسات، فرغم وجود عدد من المؤسّسات التي تقدّم الخدمات الصحية والطبية، إلاّ أنها لا تشمل كل تقديمات الأنروا، ولكنها تعتبر مكمّلة إلى حدّ ما للعيادة الوحيدة في المخيّم.

وتشمل الخدمات الصحية التي تقدمها الأنروا: "توفير الرعاية الأوّلية بما فيها الرعاية الطبية والوقائية والعلاجية والخدمات الصحية للأم والطفل وخدمات تنظيم الأسرة ومشاريع تحسين الصحة البيئية والرعاية الثانوية كالاستشفاء وغيرها من خدمات الإحالة."

 أسلاك الموت في مخيم برج البراجنة

تقرير حقوقي لمنظمة شاهد - آب  2018

استناداً الى عملها الحقوقي القائم على التوثيق والمتابعة وتسليط الضوء على التحديات التي تعنى بحقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وضمن سلسلة التقارير الحقوقية الميدانية، تصدر المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) تقريراً مفصلاً حول مشكلة الكهرباء القاتلة التي يعاني منها مخيم برج البراجنة في بيروت.

عند دخولك مخيم برج البراجنة في بيروت حتماً ستشم رائحة الموت، ففي كل شارع رواية عن أحد شهداء الكهرباء كما يسميهم أبناء المخيم.

هنا مات سامر، وهنا صعقت فاطمة، وبين الأزقة مات عدنان ريحان (11عاما) الذي سجل كآخر الضحايا لكنه لن يكون الأخير فالكهرباء ما زالت كابوساً تلاحق اللاجئين يومياً، بين الأزقة وعلى الجدران وفوق رؤوسهم في الشوارع وعلى الشرفات وفوق منازلهم.

قتلته الكهرباء حين تربصت به على مقربة من مستشفى حيفا حيث كان يلعب مع رفاقه بين أزقة المخيم عندما تمسك بالحائط وهو لا يدري انه يحتوي على انبوب مياه مكهرب، فالتقطت الكهرباء جسد عدنان ليسارع من رآه من المارة لنجدته ليفارق الحياة على الفور.

على حائط غرفته سجّل والده تاريخ وفاة فلذة كبده 7 أيار 2018 توفي عدنان الغالي فالحزن كبير ولا مجال لوصف المأساة التي حلت على العائلة.  

 مقدمة:

تشارك اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان البؤس والحرمان نفسه ويستمر الوضع في المخيمات سوءاً بسوء، خاصة في مخيم برج البراجنة في بيروت، فإلى جانب معاناتهم بسبب ضيق العيش ونقص الخدمات من صحة وتعليم؛ لا زالت تواجههم مشكلة مستعصية تتمثل بالموت صعقاً.

 وتعاني البنية التحتية من فوضى كاملة في كافة أقسامها أبرزها مشكلة أسلاك الكهرباء الممددة بشكل عشوائي وخطير.

 نحو خمسون شخصاً[1] دفعوا أرواحهم ثمناً بسبب فوضى وعشوائية التمديدات الكهربائية في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين ومخيم شاتيلا بحسب اللجنة الشعبية هناك شخصان على الأقل يسجلان سنوياً ضمن قائمة الضحايا بسبب تمديدات الكهرباء العشوائية .

مع سقوط عشرات الضحايا وجدت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد) أهمية قصوى لتسليط الضوء على هذه القضية الخطيرة وحث الجهات المعنية على حلها بأسرع وقت ممكن.

 مخيم برج البراجنة:

صورة مصغرة عن الإثني عشر مخيماً فلسطينياً في لبنان وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في بيروت، يقع بالقرب من مطار بيروت الدولي تأسس عام 1949 وتبلغ مساحته 37500 متر مربع (1)، فيما تشير إحصاءات اللجان الشعبية لعدد اللاجئين حيث يقدر ب 24000 نسمة، إضافة الى 25000 من اللاجئين القادمين من سوريا. لكن وفقاً الى إحصاء لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني لعام 2017 فقد  تبين وجود 18351 من اللاجئين الفلسطينيين والسورين وجنسيات أخرى.

معظم سكان المخيم من قرى ومدن شمال فلسطين: (كويكات، الكابري، شعب، ترشيحا، الشيخ داوود، الغابسية وفارة)

 أسباب أزمة الكهرباء في مخيم مخيم برج البراجنة:

يعاني أهالي مخيم برج البراجنة من أزمة انسانية خانقة، بسبب قلة الخدمات المقدمة لهم، وقد يكون أخطرها مشكلة الكهرباء، ووفقاً لمعاينة مندوب المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد) للواقع الإنساني داخل المخيم فإن المشكلة تعود الى ثلاثة أسباب رئيسية:

1- النقص بالطاقة الكهربائية وعدم تطوير الشبكة بما يتناسب مع الزيادة السكانية الطبيعية إضافة الى النزوح والهجرات المتتالية إليه بدءاً من نزوح أهالي مخيم تل الزعتر (1976)، ثم مخيمات الجنوب (1978).

 وبعد ذلك لجوء الفلسطينيين من سوريا والسوريين أثناء الأزمة السورية كل ذلك أضاف ضغطاً متزايداً على البنى التحتية في المخيم، ومنها شبكة الكهرباء.

2- سوء حالة الشبكة على امتداد الزمن بسبب التمديد العشوائي وعدم تنظيمها، وتشابكها وتداخلها مع أنابيب مياه الشرب، وانتشارها فوق رؤوس الناس، دون مراعاة أدنى مستلزمات الحيطة والأمان مما أدى الى اشتعال النيران في بعضها في كثير من الأحيان.

 3- سوء الإدارة والتنظيم من قبل القائمين على لجنة الكهرباء.

 شبكة الكهرباء العنكبوتية:

 يتغذى المخيم بالطاقة عن طريق خمسة محولات رئيسية موزعة على مداخل المخيم: (الوزّان، حيفا، صامد، الصاعقة وترشيحا)، وتبلغ طاقة كل منها 1000 كيلو وات تقريباً.

 أما الطاقة الكهربائية فإنها تصل إلى منازل الساكنين في المخيم من خلال علب التوزيع المنتشرة فيه، عبر شبكة خطوط قد يبلغ عددها السبعين خطاً في العلبة الواحدة، وهنا تبدأ المشكلة.

يؤدي العدد الكبير من الخطوط في العلبة الواحدة، وبعد المسافة بين المنزل والعلبة، إلى ظهور بيت عنكبوت تتداخل فيه أسلاك الكهرباء، مع شبكة توزيع المياه وغيرها من الأسلاك، الأمر الذي يؤدي إلى قرب مسافة هذه الأسلاك من شرفات المنازل والأرض بشكل كبير وخطير، لدرجة أنها تلامس رؤوس المارّة في كثير من الأحيان. الأمر الذي يتسبب بالكثير من الوفيات والإصابات وحتى حرائق في المنازل.

تجدر الإشارة الى أن علبة الكهرباء تعاني من أعطال متكررة، بشكل يكاد يكون شبه أسبوعي، وعادةً ما تكون نهايتها الانفجار والاحتراق، بسبب التمديدات العشوائية وغير المدروسة وعدم الاستعانة بشخص مختص.

 مساهمات مالية محلية ودولية للحد من الازمة:

مشروع عزل شبكة الكهرباء عن المياه:

برزت مؤخرا جهود حثيثة بذلتها اللجان الشعبية في التواصل مع المؤسسات الدولية وفقاً لأمين سر اللجان الشعبية ابو إياد شعلان فإن الجهود أثمرت بترميم شبكة الكهرباء في ثلاثة قواطع بشكل جزئي، وتم عزل شبكة الكهرباء عن المياه وتنظيم جزءاً من الأسلاك الكهربائية التي تغذي البيوت وإيجاد آلية أكثر أماناً.  والمؤسسات التي تساهم في معالجة هذه المشكلة هي، هيئة الاغاثة الاسلامية، والصليب الأحمر الدولي، ومؤسسة بسمة وزيتونة، ومؤسسة "هايتيت" ومؤسسة نبع " حيث تم إضاءة   بعض الازقة.

مشروع تأهيل شبكة منطقة الوزان: 

مشروع تأهيل لشبكة منطقة الوزان الواقعة على مدخل المخيم ناحية طريق المطار، والذي يحوي علبة كهرباء تغذي نحو 500 منزل في المخيم وهو مشروع مولته السفارة اليابانية بمبلغ 90 ألف دولار أميركي والصليب الأحمر الدولي بمبلغ 32 ألف دولار أميركي، وقد وقّعت الإتفاق جمعية البرامج النسائية التي تعمل بالتنسيق مع جمعيات أخرى في المخيم.

المشروع يعمل وما زال على ترتيب شبكات الكهرباء والمياه وإبعادها عن بعضها وتنظيم تمديد أنواع الأسلاك كافة، وأبعدت جزئيا الخطر عن المواطنين والحد من سرقة الكهرباء. [2]

 مشروع إضاءة الأزقة على الطاقة الشمسية:

تم إضاءة الزواريب والأزقة بالطاقة الشمسية، بمبادرة من شباب المخيم المقيم والمغترب وبتمويل من جمعية (هابيتات)، وبذلك تم وضع حد للعتمة تحديداً ضمن منطقة (جورة التراشحة) كما يشير السيد عادل سمارة أحد المشرفين على فكرة مشروع اللمبات الشمسية، والتي  جاءت كما يقول نظراً لما  يعانيه المخيم من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر والعمل المتواصل على إنارة جميع زواريب المخيم بلمبات تعمل على الطاقة الشمسية. وخلال شهر أُنجز المشروع، بإضاءة 380 لمبة، مع خطة لمتابعة الصيانة، عند حدوث أي عطل.

 مشاكل يصعب حلها:                                                                                                                      

1- يوجد في مخيم برج البراجنة خمس محولات أساسية، إلا أن حاجة المخيم الفعلية هي الضعف بحسب أصحاب الاختصاص وكل الحلول كانت بمثابة حلولاً ترقيعية لا تكفي لحل مشكلة الكهرباء جذرياً كرفع أسلاك الكهرباء وترتيب جزء منها، حيث عملت العديد من الفعاليات والجهات ومنها التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أو تحالف القوى، بالتعاون مع "الصليب الأحمر الدولي" وعدد من المؤسسات الدولية منها مؤسسة "هابيتات" لتنفيذ بعض المشاريع الصغيرة في بعض أزقة المخيم.

2-  عدم معالجة المشكلة الأساسية التي يعانيها السكان وتتمثل بوجود "ترانسات" كهربائية لا تتحمل بسبب الضغط المتزايد عليها، لذا من الضروري وضع ترانسات كهرباء في جميع مربعات المخيم.

 3 -عدم ازالة شبكة المياه القديمة واستبدالها بشبكة بلاستيكية وتمديد الشبكة الجديدة تحت الأرض.

اضافة لعدم العمل بتمديد شبكة كهرباء جديدة مع عدّادات لتوفير استهلاك المواطنين للتيار الكهربائي.

 4-نقص التمويل لمشروع فصل أنابيب المياه عن شبكات الكهرباء الذي نُفذ في بعض الاحياء ولكنه لم يطل كل أحياء المخيم لتكلفته العالية.

  5-النظرة السياسية اللبنانية لقضية اللاجئين والخلاف الداخلي الفلسطيني عرقل أي فرصة لتنفيذ الإصلاحات البسيطة في مجال الخدمات التي يمكن أن تنقذ عشرات الأرواح.

 6- رفض شركة كهرباء لبنان العمل بالتمديدات داخل المخيم لأسباب سياسية وهذا الأمر يعود تاريخيا في التعامل مع الشركة، فهي تقول بحسب اللجنة الشعبية أنه لديها حقوق على المخيم تتعلق بعدم تقاضيها ثمن ما تمده به من كهرباء.

 7- غياب اي تدخل او مساعدة من قبل الاونروا في صيانة شبكة الكهرباء لا سابقا ولا حاليا في كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان لكنها تعمل كوسيط بين مؤسسات المجتمع المدني والروابط والفعاليات والمؤسسات الدولية لتسهيل حل هذا الملف .

8- الخلاف السياسي أدى الى غياب تشكيل لجنة موسعة لإدارة شؤون المخيم على صورة اللجنة المصغرة، لأن نجاح المشروع يرتبط بوجود سلطة حقيقية وقوى أمنية تدير وتراقب.

 توصيات:

 إزاء هذا الواقع تدعو المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد) أصحاب القرار الى الإصغاء لصرخة اللاجئين والبدء بورشة عمل إنسانية بعيداً عن السياسة عنوانها صرختنا مستمرة حتى يحصل اللاجئ الفلسطيني على حقوقه والعيش بكرامة.

ضرورة إبعاد الخلافات السياسية وتوحيد جهودها لحماية أكثر من 40 ألف نسمة في المُخيّم..

تفعيل اللجان الشعبية، ومواكبة اللجنة الأمنية لها بقرار فصائلي، لمنع التعديات والفلتان والمحسوبيات وغيرها.

توحيد اللجان الشعبية وتشكيل إدارة متخصصة في ملف الكهرباء والاهتمام بشؤون وقضايا المخيم.

توجيه نداء إلى الكتل النيابية من اجل دعم قضية اللاجئين، من خلال النظر بالحقوق المدنية والمعيشية لأجل حياة كريمة تساعدهم على الصمود الى حين عودتهم الى ديارهم.

العمل على البدء بحراك شعبي ومؤسسات مجتمع مدني واسع للضغط على القوى السياسة لتشكيل لجنة خدمات سريعة خاصة لمخيمي برج البراجنة وشاتيلا.

مطالبة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الأونروا بالاهتمام بملف الكهرباء داخل المخيمات الفلسطينية نظراً للمعاناة اللاجئين في هذا الملف.

دعوة عاجلة الى المؤسسات الدولية بأن تسارع الى تقديم الدعم اللازم، وتأهيل شبكة الكهرباء والمياه في كافة المخيمات الفلسطينية وفي مخيمات بيروت، الى جانب تأهيل البنى التحتية التي باتت تشكل خطورة على صحة وحياة سكان المخيمات.(1)

 

 

 

 

 

 

 

 

[1] بحسب تقديرات اللجنة الشعبية في المخيم

[2] تم إجراء مقابلات ميدانية مع كل من: -ابو اياد شعلان أمين سر اللجان الشعبية في لبنان 6/8/201

[3] أسلاك الموت في مخيم برج البراجنة، تقرير حقوقي من إعداد المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان- شاهد  آب 2018

  • عادل سمارة أحد المشرفين على المشروع منطقة الوزان 8/8/2018
  • حسين الخطيب ناشط شبابي -أحمد الحاج باحث وكاتب فلسطيني 3/8/2018

https://palcamps.net/ar/camp/59