☰ قائمة المخيمات

الوضع الاجتماعي


الواقع الاجتماعي :

مجتمعنا بالمخيم كان مجتمعاً ريفياً حيث للأسرة والعشيرة دور محوري في حياة الأفراد. من هنا فإنه في العقود الأولى من إنشاء المخيم، أي في فترة الخمسينيات والستينيات وبعضاً من السبعينيات، نلمس تضامناً اجتماعياً ظاهراً من خلال الأسرة وامتداداتها التي تصل إلى العشيرة أو القرية. هذا التضامن يظهر من خلال لجنة البرج الأولى ، المشكّلة في المخيم عام 1951، من أعضاء ينتمون إلى قريتي ترشيحا و كويكات ومنهم سامي كمال فاعور وفايز بيرقجي. ونلمس هذا التضامن أيضاً من خلال بعض الإشكاليات التي كانت تأخذ طابعاً قروياً. والأهم من ذلك في بعض الأحداث والمواقف، ففي الخمسينيات طُعن مدير المخيم صبري مصطفى برقبته من أحد سكان الجوار، فلما ثار أهالي المخيم وقف لهم سليم مصطفى أحد زعماء قرية ترشيحا ومنعهم من الخروج من المخيم، والتصادم مع الجوار ، حتى الاجتماعات المفصلية كان هناك ممثلون عن كل قرية، كالاجتماع الذي عُقد في شهر تموز 1958 في منزل عمر شحادة، واللافت أن الاجتماع كان تحت مسمّى اللجنة الشعبية، وأُرسلت مطالب المجتمعين إلى إدارة الأونروا وإلى ما كان يُعرف بـ "الشباب العربي الفلسطيني". وننصح بالعودة إليها حتى نعلم أن بعض هذه المطالب ما زالت معلّقة، وهي هي، منذ أكثر من 50 عاماً. ولا أودّ الاستفاضة بالأمثلة على عمق الترابط الأسري من جهة، ومدى قوة حضور ودور النظام العشائري من جهة ثانية، وإن كان للاثنين صلة جعلتنا نضعهما في سياق واحد. الدور الأسري بدأ يضعف منذ السبعينيات نتيجة تحولات اجتماعية وسياسية، بدأت تقلّل أحياناً من قيمة الأسرة وطبيعتها، وحتى اعتبارها تقليداً في بعض وجوهها يجب تغييره من ضمن التقاليد التي يجب الثورة عليها، ما يهمّنا هنا سواء في الأسرة أو العشيرة أنهما شكلان من أشكال التضامن الاجتماعي أُصيبا بضرر هائل. ونحن هنا لا ندافع عن نظام العشيرة لكن يجب القول إنه بالنهاية هو نظام له تراتبية هرمية، ويؤمّن حداً أدنى من التضامن الاجتماعي، وإزاحته لم تجلب نظاماً سياسياً واجتماعياً آخر يحقق القيمة التضامنية بمعناها الواسع.[1]

 

[1] شبكة أخبار اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ، لاجئ نت http://laji-net.net/arabic/default.asp 


https://palcamps.net/ar/camp/59