الوضع البيئي :
يعاني مخيم شاتيلا كثافة سكانية عالية جداً، وذلك نتيجة ضيق المساحة الجغرافية التي يقام عليها المخيم وازدياد عدد السكان بشكل كبير، حيث لجأت إلى هذا المخيم أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين من المخيمات الفلسطينية الأخرى، سواء من مخيمات الجنوب أثناء الأزمات الأمنية السابقة أو من سكان مخيم نهر البارد، بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من العمال السوريين والآسيويين وغيرهم، ما اضطر السكان إلى التوسع العمودي.
وصل ارتفاع بعض المباني إلى ستّ طبقات ملتصق بعضها ببعض فتحرم المنازل من النور وأشعة الشمس، فضلا عن وجود المئات من المنازل الآيلة للسقوط وذلك لأن جميع هذه المباني لا تراعى فيها المواصفات الهندسية، ولا معايير السلامة العامة،
بالتالي فهناك خطر حقيقي على معظم اللاجئين في المخيم في حال حصول أي هزات أرضية مستقبلا، فضلا عن خشية انتشار الامراض مزمنة، وما لذلك من انعكاس على الصحة العامة حيث ترتفع نسبة أمراض الربو، الروماتيزم، الأمراض الصدرية، الجلدية وغيرها من الأمراض المزمنة.
يعيش مخيم شاتيلا واقعاً بيئياً سيئاً من أبرز مظاهر هذا الوضع :
البنية التحتية:
قامت الأونروا خلال العام 2010م بتنفيذ شبكة جديدة للصرف الصحي باعتبار أن الشبكات التي نفذت سابقا كانت سيئة التنفيذ حيث غرقت المنازل والأزقة الضيقة بمياه الامطار ومياه المجاري الآسنة خلال السنوات الماضية، بسبب ضيق قطر أنابيب الصرف الصحي والتي ليس بإمكانها استيعاب فضلات المنازل ومياه الأمطار الغزيرة، خصوصاً أن مخيم شاتيلا يقع في منطقة منخفضة وتتدفق اليه مياه الأمطار من المناطق المرتفعة المحيطة به، مسببة المزيد من المعاناة للأهالي ومدمرة معظم ما لديهم من أثاث ومفروشات.
مشاكل المخيم :
انقطاع دائم للكهرباء: انقطعت الكهرباء بالكامل عن مخيم شاتيلا منذ عام 1985م، خلال ما سمّي بـ((حرب المخيمات)). وظلت الكهرباء مقطوعة حتى عام 1996م، حين عادت بعد اتصالات قام بها أبناء المخيم مع الجهات الحكومية والمتخصصة في بيروت ، وكانت المنظمات الدولية المشرفة على شؤون اللاجئين الفلسطينيين وبالأخص الأونروا واليونيسيف قد وفّرتا مولّدين كهربائيين لحاجة الأهالي إلا ان ذلك لم يكن كافياً ولم يوفر حلاً دائماً وجذرياً لمشكلة الكهرباء في المخيم.
احتكار المياه : يصعب على اللاجئين الفلسطينيين في مخيم شاتيلا، الحصول على المياه، فالمخيم كان يتزود بالمياه عبر شبكة المياه اللبنانية. لكن الأحداث والحروب قطعت هذه الشبكة، فتحوّل الأهالي إلى المصادر المحلية القائمة على سبع آبار منتشرة في المخيم، لكن بعض هذه الآبار لحق به الجفاف، فكان البديل انتشار "تجارة المياه" بواقع اشتراك شهري قيمته سبعة دولارات أمريكية. وصارت الآبار الصالحة تستغل أيضاً لتعبئة الشاحنات المحملة بالصهاريج التي تأتي من خارج المخيم، مما أضعف وصول المياه إلى الأهالي.
ضعف بنية الصرف الصحي : في الشتاء تتحوّل شوارع وأزقّة مخيم شاتيلا إلى بحيرات صغيرة، فالمخيم يقع في منطقة منخفضة، فتندفع المياه من المناطق المجاورة باتجاه المخيم. ومع ضعف بُنية شبكة الصرف الصحي وازدياد عدد السكان في الأحياء المجاورة وفوضى البناء وغياب الرقابة البلدية تزداد مشكلة الأهالي، وتتفاقم معاناتهم، وينتج عن هذه الأزمة دخول المياه إلى المنازل وتدفّقها إلى المحلات التجارية والمخازن، وانتشار المياه الآسنة في الشوارع العامة، وإلحاق الضرر الصحي بالتلاميذ المتّجهين إلى المدارس.
يعاني أهالي مخيم شاتيلا المشاكل البيئة والصحية التالية:
البناء العشوائي : أهالي المخيم هجّروا أكثر من مرّة كان آخرها في حرب المخيمات 1985-1987، وبسبب الدمار الهائل الذي أصاب المخيم ظل معظم ساكنيه في الخارج. لكن مع أوائل التسعينيات عاد الأهالي إليه بعد قيام الأونروا ببناء وترميم عشرات المنازل. لكن المخيم اضطر لاستيعاب مئات العائلات الفلسطينية التي كانت مقيمة في بيروت، والتي تركت المنازل المؤقتة التي كانت تقيم فيها بعد توجّه الحكومة اللبنانية لحلّ أزمة المهجرين. وهو ما فتح الباب أمام البناء العشوائي في المخيم وشجّع المتاجرة ببيع الشقق.
أهم مسبّبات الأزمة في شاتيلا :
بعد الجولات والزيارات الميدانية التي قامت بها المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) داخل مخيم شاتيلا، تبيّن أن أسباب تفاقم الأزمات في المخيم ترجع إلى العوامل التالية:
المضاعفات : يُخشى أن تؤدي الأزمات الإنسانية في مخيم شاتيلا إلى المضاعفات التالية:
[1] المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)
https://palcamps.net/ar/camp/60