☰ قائمة المخيمات

الواقع الإغاثي والخدمي


الواقع الخدمي: 

مما لا شكَّ فيه أن مسألة محدودية ميزانية الأونروا في ظل الارتفاع المتَسارِع لأعداد اللاجئين أصبح يؤثِّر بشكل سلبي كبير على الخدمات الموجودة في مخيم شاتيلا، مسببًا أزمات على صعيد الكهرباء، والمياه، والتعليم، والصحة، والبُنى التحتية، إلى جانب الصحة البيئية، وغيرها

الكهرباء :

عندما تتجوَّل بناظريك داخل المخيم تدرك منذ الوهلة الأولى أنه يفتقر لرؤية سمائه الزرقاء الصافية لترى بدلاً منها سماء سوداء سببّتها الشبكة العنكبوتية المكوَّنة من أشرطة كهرباء ملتفة حول قساطل المياه. وكما حجبت هذه الشبكة السماء فقد حجبت حياة أشخاص كُثُر عن الحياة نتيجة صاعقات كهربائية تحدث بين الحين والآخر.

وحول آلية عمل الكهرباء في المخيم وما تمَّ التوصل إليه لمعالجة المشكلات التي تواجهها يقول عضو اللجنة الشعبية للتحالف مسؤول لجنة صيانة كهرباء المخيم أبو وسيم: "لقد تم تركيب علب محوِّلات، ووُضِعَت أقفال عليها وتمَّ تمديدها للمنازل من أجل ضبط التوصيلات ووضع حد للسرقة. ومنذُ أن تمَّ تركيبها تحسَّنت تغذية الكهرباء،واستلمَت قوى التحالف الفلسطيني إدارة مشروع الكهرباء في المخيم، وتم تشكيل لجنة صيانة،وكذلك لجنة جباية.

ونحن نعمل من خلال فريق صيانة أشرف عليه وهو مؤلَّف من أربعة أشخاص، ولكننا نواجه ضغطًا كبيرًا فعندما يحين موعد توافر كهرباء الدولة نتوزع على المحطات الأربع الموجودة لتغطية احتمال وقوع أي عطل، ونبقى داخل هذه المحطات حوالي 6 ساعات متواصلة بالرغم من خطر التعرُّض للذبذبات،وذلك لأن تلبية حاجة الناس بالنسبة لنا هي من  أولوياتنا.

-استمر انقطاع الكهرباء الرسمي عن مخيم شاتيلا عشر سنوات كاملة ، من 26/11/1986 ولغاية 1995 م وكان ذلك بسبب حرب المخيمات،أعيد التيار الكهربائي إلى المخيم عبر إنشاء محطة كهربائية واحدة تضم الآن محولين،المحول الأول من شركة كهرباء لبنان والثاني تبرعت به منظمة الإسعاف الأولي الفرنسية،غير أن الطاقة المتوافرة لا تكفي بسبب عدد السكان المتزايد وهذا الأمر يدفع السكان لشراء الطاقة من المولدات الخاصة التي تزيد الوضع البيئي مأساوية ما يزيد من الأعباء الاقتصادية على سكان المخيم،حيث يوجد ثلاثة مولدات تبيع الكهرباء للمنازل.

 غير أن هناك مشكلة في المخيم وهي مشكلة سرقة الكهرباء التي تسبب بشكل رئيسي أزمة الكهرباء،أما بالنسبة إلى الواقع الكهرباء خلال عام 2010م، فكانت سيئة كسابقاتها من السنين. فالكهرباء لا تستقر ساعة واحدة متواصلة بسبب صغر محولات الكهرباء مقارنةً بكميات التحميل والسحب الناتج عن الكثافة السكانية المرتفعة،وعدم تمكن اللجنة الشعبية والأمنية في المخيم من ضبط التعديات على شبكة الكهرباء،ما يؤدي إلى احتراق هذه المحولات أو انقطاع الأسلاك. وتعتبر هذه المشكلة قديمة متجددة في جميع المخيمات،ومن الصعب إيجاد حل لها إلا بزيادة التغذية كي تتناسب مع الكثافة السكانية وبوجود ضوابط قانونية تمنع التعديات على شبكة الكهرباء"

المياه :

 في مخيم شاتيلا يوجد ثلاثة مصادر للمياه :

مياه الشرب المقدمة من شركة مياه بيروت الرسمية،لكن خط أنابيب المياه هذا لا يصل منه شيء للمخيم بفعل التعديات من سكان الجوار،حيث يعمد معظم سكان المخيم إلى شراء المياه بالغالونات من المحلات التي تبيع المياه،ولكنها لا تخضع للمراقبة من قبل وزارة الصحة ولا حتى من قبل الأونروا واللجنة الشعبية ولجنة الأهالي

عن طريق خزانات هيئة دعم المقاومة الاسلامية في فلسطين ( صالحة للشرب )

مياه الآبار المحلية للاستخدام المنزلي ( غير صالحة للشرب )

 وكان مخيم شاتيلا لغاية عام 1986م يستفيد من سبع آبار جرى حفرها وتمديد شبكاتها من قبل منظمة التحرير الفلسطينية قبل خروجها رسمياً من لبنان عام 1982م إثر الاجتياح الصهيوني،بعد ذلك أعيد إصلاحها وتشغيلها بمساعدة منظمة اليونيسف إلا أن المخيم اليوم لا يستفيد من هذه الآبار،وقد قامت حركة حماس بحفر بئر ماء على حدود مخيم شاتيلا يستفيد منه أهل المخيم وذلك قرب مدرسة أريحا  لم تعد الآبار الارتوازية تكفي حاجات السكان،إذ كان المخيم سابقاً يتغذى من ست آبار تم وضع اليد عليها ومصادرة معظمها من قِبلَ الجوار بحكم وجودها خارج حدود المخيم.

أمَّا على صعيد مياه الشفة :

فالجدير بالذكر أن اتفاقًا كان قد جرى في الخمسينيات من القرن الماضي بين الأونروا وشركة مياه بيروت، بحيثُ نصَّ على تأمين 60 م3 من مياه الشفة،ولكن وبفعل التعديات على هذا الخط من الجوار،أصبح لا يصل منه للمخيم إلا القليل، وحتى أن ما يصل يتم سحبه بالمولّدات من قبل فئات قليلة من سكان المخيم. ونتيجة لعدم توفّر مياه الشفة، كثرت المحال التجارية لتكرير المياه، في ظل غياب الرقابة الصحية عليها.

واقع المياه  :

يوجد في المخيم ٥ آبار ارتوازية،تم تفعيل اثنتين منها عبر توصيل شبكة تـمُد قسمًا من المخيم بالمياه، وبالمقابل تُجمع اشتراكات من المستفيدين، لكن للأسف لا توجد شفافية فيما يتعلَّق بجباية الاشتراكات من قِبَل اللجنة الشعبية التابعة للتحالف. وبالنسبة للآبار الثلاث المتبقية، فقد خُصِّصت لمشروع الأونروا الهادف إلى تزويد المنازل بمياه الشفة،علمًا أنه في بداية عملية الحفر، تمَّ العثور على مياه حلوة،ولكن عند الوصول إلى عمق ٤٩٠م صُدِمنا بوجود حاجز كبريتي يلوِّث المياه، مما أدى إلى توقف المشروع.

ولكن إصرارنا على توصيل المياه الحلوة إلى المنازل أثمر بتأمين تمويل سويسري يُكمِل ما بدأه الايطاليون بالتعاقد مع الأونروا، ويمكِّننا من تزويد مشروع الأونروا السابق بمحطة تحلية للمياه تؤمّن حوالي 1000م3 من المياه المحلَّاة كل ٢٤ ساعة. ونعمل على تأمين مستلزمات المشروع كافة من مولّدين للكهرباء؛ الأول قوته 150 KVA والثاني قوته 350 KVA. وقد نسَّقنا مع البلدية لتزويدنا بترانس كهرباء يُخصَّص حصرًا للبئر بكلفة ما يوازي ٥٠ ألف دولار، على أن يكون المشروع بأكمله تحت إشراف الأونروا لمدة سنتين وبعدها يُسلّم للجان الشعبية لمتابعته".

 بوجد مكتب للإغاثة يقدّم المساعدات لثلاثة آلاف عائلة، أي ما يقارب العشرة آلاف شخص

مساجد المخيم :

يعد المسجد في الاسلام مكاناً للعبادة والعلم الشرعي،وهو بمثابة المدرسة التي تعد فيها الأجيال لحمل لواء الإسلام ونشر الدعوة في بقاع الأرض،ولذلك كان أول عمل قام به الرسول صل الله عليه وسلم هو بناء المسجد الذي خرج كبار القادة من الصحابة رضوان الله عليهم ، كما تنتشر دور العبادة في كل المخيمات،فإن مخيم شاتيلا له نصيب منها ، حيث يوجد فيه ثلاثة مساجد : [1]

مسجد فلسطين ( جامع المخيم ) أنشئ عام 1953م، وكان عبارة عن خيمة وبعد ذلك تم تشييده بألواح التوتياء،ثم جمعت التبرعات من الأهالي والمصلين،في العام 1959م تحسن وضع المسجد،فأصبحت الجدران عبارة عن حجارة من الباطون،بينما السطح من الزينكو،ومع انتقال الثورة الفلسطينية إلى لبنان عام 1969م تحسن وضع الجامع كثيراً ، فتم صب السطح بالباطون المسلح .تمت أيضاً زيادة مساحته إلا أنه في حرب المخيمات أصيب بأضرار جسيمة ودمرت مئذنته ، وبعد توقف حرب المخيمات تم ترميمه من تبرعات المصلين،وخلال حرب المخيمات تحول الطابق السفلي منه،الذي كان في الأصل عبارة عن قاعة،إلى مقبرة جماعية للشهداء ثم توسعت بعد ذلك،أما ثمن المنزل فقد جمع من بعض الأهالي ومن بعض فصائل الثورة الفلسطينية .

مسجد جنين : يقع على الحدود الجنوبية الشرقية للمخيم ، تأسس عام 2002 م،وكان الشيخ سامر أبو عنبر إماماً وخطيباً له،ويعتبر المسجد مركزاً لتعليم العلوم الشرعية للنساء والأطفال وحفظ القراءن الكريم وتلاوته،قد تبرع ببنائه رجل الأعمال السعودي جميل الفوزان .

مسجد التقوى:أنشئ عام 2002م،يقع في وسط المخيم على بعد أمتار قليلة إلى الجنوب من مسجد فلسطين،وقد شيد هذا المسجد عن روح المرحوم صلاح سعيد حوراني وزوجته المرحومة ، وكان من رواد المسجد الشيخ سامر جبر الذي قتل غدراً وظلماً بينما كان يؤدي صلاة العشاء

 

[1] شاتيلا لحن الحراح والكفاح

 


https://palcamps.net/ar/camp/60