☰ قائمة المخيمات

التعليم


تعاني المسيرة التعليمية في مخيم عين الحلوة من صعوبات حقيقية، ففضلا عن سياسية الأنروا التربوية التي تعاني من ترهل وضعف كبيرين (نظام الدوامين، الترفيع الآلي، اكتظاظ الصفوف في الطلاب..) هناك مشاكل أخطر من ذلك كله وهي غياب الرغبة الجادة لدى العديد من الطلاب من الاهتمام بالتعلم، ورغبة أخرى أكبر منها بترك مقاعد الدراسة، ولذلك ما يبرره أو يفسره. ونتيجة لسلسلة طويلة من الحرمان، فإن آفاق المستقبل لدى الطلاب مسدودة. إن معدلات التسرب الآخذة بازدياد تترك بصماتها الواضحة في السلوك الإجتماعي وحتى في مستقبل الفلسطينيين كله في لبنان. وليس كل الطلاب الذين يتركون مقاعد الدراسة يتوجهون لتعلم صنعة ما. كما أن المشاكل الأمنية والتوترات المتنقلة في المخيم أو مع الجيش اللبناني تنعكس مباشرة على المسيرة التعليمية. ويمتاز مخيم عين الحلوة بالحساسية المرتفعة، فأي توتر أمني أو استنفار في أي زاروبة أو أي مكان في المخيم مهما كان حجمه فإنه يجعل الطلاب وذويهم والهيئة التدريسية على السواء في حالة هيجان وقلق وتوتر، مما يضطر المدارس لأن تغلق أبوابها لحين انتهاء هذا التوتر أو ذاك، والذي قد يستمر لعدة أيام. تترك هذه المشاكل كلها آثارا نفسية سيئة للغاية لدى الأطفال، أهمها جنوحهم نحو العنف، وهي من المشاكل التي لا يتم تسليط الضوء عليها كثيرا.[1]

لم يحصل أي تحسن على مستوى التحصيل العلمي في الأعوام الأخيرة، إذ تدنّت نسبة النجاح في الشهادة المتوسطة إلى مستويات خطيرة، بالرغم من توفير الأونروا مباني مدرسيّة جديدة واعتماد نظام الدوام الواحد. إلا أن الواقع الاجتماعي الصعب وانعكاس الواقع الأمني المتوتر، انعكس سلباً على أداء التلاميذ، من حيث الالتزام والانضباط في الصفوف، وهذا  سبب تدني نسبة النجاح إلى 22% في شهادة البريفيه، وهذه النسبة متدنية جداً. هذا بالإضافة إلى زيادة نسبة التسرب المدرسي بين الأطفال خلال عام 2010 مقارنة بالسنوات السابقة. فقد كانت نتائج تجربة نيسان 2010 التي أجرتها الأونروا لطلابها لتدريبهم واختبار قدراتهم قبل خضوعهم للامتحانات الرسمية مقلقة جدا، إذ لم ينجح أحد من طلاب مدرسة حطين المتوسطة وكانت النتيجة صفراً، وانعكس ذلك أيضا على نسبة النجاح في الشهادة المتوسطة الرسمية.

أما التعليم الثانوي فهو أفضل حالا، باعتبار أن الطلاب الذين يصلون إلى المرحلة الثانوية هم من الطلاب ذوي المستويات الجيدة، وبالتالي تصل نسبة النجاح السنوية في شعبة علوم الحياة ما يقارب 90% أما شعبة الاقتصاد والإنسانيات فقد تصل الى 72%، إلا أن عملية الانضباط في المدرسة تواجه تعقيدات كثيرة بسبب الواقع الأمني والاقتصادي الذي تعيشه المخيمات الفلسطينية في لبنان. وفي العموم لا يتلقى طلاب مخيم عين الحلوة التعليم الكمي والنوعي المطلوب.[2]

كان الفلسطينيون في لبنان من أكثر فئات المجتمع تعليماً في الحقبة التي اعقبت نكبة 1948 وحتى نهاية سبعينات القرن العشرين. لكن، منذ خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان في سنة 1982 بدأت ظواهر التسرب من المدارس لدى التلاميذ من الفئة العمرية 10-17 سنة (المرحلتان المتوسطة والثانوية) تتزايد بسبب الاضطرار إلى الالتحاق بورش العمل لإعالة العائلة التي فقدت الزوج على سبيل المثال.[3]

 المشاكل التعليمية:

ومن الملاحظ أن الأونروا تهتم بالمدارس الثانوية أكثر من المدارس الابتدائية والمتوسطة، وهذا يبدو جلياً في التفاوت في نتائج الامتحانات الرسمية التي تبدو باهرة للطلاب الثانويين ومخيبة لطلاب المرحلة المتوسطة ولعل هذا التراجع في مستوى التعليم الابتدائي والمتوسط دفع بالأهالي المقتدرين مادياً إلى تسجيل أبنائهم في مدارس خاصة أو تسجيلهم في دورات دروس الدعم المدرسي (التقوية) التي انتشرت بكثرة في السنوات الأخيرة، ولا تدير الأونروا إلاّ مدرسة ثانوية واحدة في كل منطقة، ما يعني أن معظم المخيمات لا مدارس ثانوية فيها، ويضطر الطلاب الثانويون فيها للتوجه إلى المدرسة الوحيدة المتاحة، علماً بأن الأونروا لا توفّر لهم وسيلة نقل، بل يذهبون في باصات على نفقتهم الخاصة، فضلاً عن ذلك، ليس هناك برامج تلحظ الطلاب الذين يتسربون من المدارس قبل الصف التاسع الذين لا يجدون إلا الشوارع مأوىً لهم.

العقبات والصعوبات على الصعيد التربوي:

       تقع المدارس إلى جوار حي سكني متراص، إذ يعاني الطلاب من روائح الطعام المنتشرة والأصوات المنبعثة من المنازل والممرات الضيقة، كما يؤدي الضجيج الصادر عن الطلاب في المدارس خاصة أثناء الاستراحة إلى إزعاج الأهالي، كما أن الصفوف تكتظ بالطلاب حيث يصل عدد الطلاب في صفوف مدارس الأونروا إلى حوالي 40 طالباً في الصف الواحد، مما يساهم بشكل كبير في تدني وتراجع المستوى التعليمي والي يعود للأسباب التالية:                                                             

  • سياسة الترفيع الآلي للطلاب
  • الأسلوب النظري في التعليم
  • المنهج الجديد
  • العوامل الاجتماعية
  • التسرب المدرسي
  • قوانين العمل

مشكلة التسرب: نشرت انتصار الدنان تحقياً عن التسرب في عين الحلوة جاء فيه: 

تلقي الضائقة المعيشية على كاهل الأهالي في مخيم عين الحلوة  للاجئين الفلسطينيين، في صيدا جنوب لبنان، عبئاً كبيراً، فلا يعودون قادرين على تأمين مستلزمات أبنائهم الحياتية، من مأكل  وملبس، قبل الحديث عن مستلزمات التعليم

جاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قطع تمويل بلاده عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ليؤجج خوف الأهالي والتلاميذ على حدّ سواء، في عين الحلوة كما في غيره من مخيمات اللجوء الفلسطيني. ففي حال إغلاق مدارس "الأونروا" لن يجد التلاميذ أيّ أفق لمتابعة تعليمهم.

سبق عدد من الفتية الفلسطينيين هذه الاحتمالات، بمغادرة مقاعد الدراسة لأسباب مختلفة، أبرزها العمل. في كلّ الأحوال، يعتبر كثيرون أنّ إنهاء الفلسطيني في لبنان دراسته لن يفيده بشيء إذ إنّه ممنوع من العمل في معظم المهن التي يتخصص فيها.

محمد بلال ناصر، فتى فلسطيني، في السادسة عشرة، يسكن في منطقة الطوارئ المحاذية للمخيم، وهو من عكا بفلسطين. يعمل حالياً في فرن لبيع المناقيش. ترك محمد المدرسة بعدما أنهى الصف السابع الأساسي. كان والده قد تعرض لنكسة صحية أجبرته على ترك عمله، إلى أن توفي قبل ثلاثة أشهر، بعد معاناة دامت سنتين. يقول محمد: "عائلتنا مكونة من ثمانية أفراد، نعيش في بيت متواضع، في منطقة الطوارئ، والمنزل ملك لنا فلا ندفع إيجاراً. كان والدي يعمل في البناء، ومنذ مرضه، قررت ترك المدرسة والعمل، خصوصاً أنّني أدركت أنّ نهايتي في حال أكملت تعليمي، لن تكون أفضل من الشبان الذين يجلسون في المقاهي طوال الوقت، ولا يجدون فرصة عمل أبداً. أريد أن أساعد أهلي وأتعلم مهنة".

يتابع: "في البداية عملت في محل لبيع العصير، في منطقة التعمير، بصيدا، ثم انتقلت إلى مكان آخر. كنت أرغب في تعلم النجارة، لكنّ المهنة لم تعجبني إذ جربتها، ثم انتقلت إلى العمل في فرن لبيع المناقيش، في المخيم، فأحببت العمل. تركت المدرسة مجبراً، لكنّي اليوم أخاف على آلاف التلاميذ الذين قد يحرمون من التعليم، بسبب قرارات ترامب، فحين تغلق مدارس الأونروا، سينقطع أطفال المخيمات عن التعليم، فلا قدرة للأهالي على دفع حتى إيجار سيارة النقل التي تقلهم خارج المخيم، إذا ما كان البديل عن مدارس الأونروا هي المدارس الرسمية اللبنانية المجانية".

أحمد صغيّر، فتى فلسطيني آخر في السادسة عشرة، يعيش في مخيم عين الحلوة، وهو من الناعمة، قضاء صفد، بفلسطين. يعمل بائعاً في محل للسمانة (بقالة). بعد تركه المدرسة تعلم مهنة الزجاج، لكنّه لم يجد عملاً. هو ليس مضطراً للعمل إذ يعيش في كنف أسرة مكتفية مادياً، فوالده لديه محل صغير في الشارع الفوقاني للمخيم لبيع الأدوات الكهربائيّة، كما يتقاضى راتباً من حركة فتح، وهم في البيت أربع بنات، وشابان. يقول أحمد: "لم أكن أكره المدرسة، ولم أكن كسولاً، لكنّني كنت في الصف الثامن عندما تشاجرت مع مدرسي، فطُردت يومين، وبعدها صارت المشاكل تتكرر، فتركت المدرسة في الصف نفسه، لأتعلم بعد ذلك مهنة الأزّاز (صانع الزجاج) لكنّي لم أجد عملًا فيها. بدأت بعدها العمل في المحل هنا".

يتابع: "أمي تعمل في الأونروا، وتساعد والدي في مصروف البيت. إذا توقفت الوكالة، ستخسر أمي عملها ويتضرر وضعنا المعيشي. الأخطر في الأمر هي المدارس، فصحيح أنّني تركت المدرسة، لكنّني لا أشجع أيّ تلميذ على تركها، ولو اكتفى بالتعليم المتوسط فقط. إذا أوقفت الأونروا خدماتها، خصوصاً في ما يتعلق بالمدارس، فسيصير الأطفال عرضة للبقاء في الشوارع والجهل. الناس في المخيم ليس باستطاعتهم تعليم أولادهم، فهم بالكاد يستطيعون تأمين المأكل والمشرب، فما بالك بوضع أبنائهم في مدارس خارج المخيم أو مدارس خاصة؟".

ضياء سليمان، في الثانية عشرة، يسكن مع عائلته في المنشية، بعين الحلوة، وهو من بلدة عمقا، في فلسطين، لديه أختان، وأخ، ويعمل والده في البناء. منذ أيام قليلة فقط ترك المدرسة، أي مع بداية العام الدراسي الجديد، الذي بدأ في الأول من سبتمبر/ أيلول في مدارس الأونروا. يقول ضياء لـ"العربي الجديد": "أعرف أنّي لست ذكياً فلماذا أبقى في المدرسة وأنا لا أستوعب شيئاً؟ لا أجيد القراءة والكتابة. عرفت أنّ الأونروا قد تقفل مدارسها، لذلك سارعت إلى تركها بنفسي. وأعلم أنّ أهلي ليس في استطاعتهم تأمين بديل عن مدارس الأونروا إذ لا يملكون المال. هكذا سأبدأ في تعلم مهنة، من قبيل العمل في الألومنيوم مثلاً".

أسماء المدارس في المخيم :

  • مدرسة الناقورة
  • مدرسة الفالوجة
  • مدرسة بيسان
  • مدرسة حطين
  • مدرسة مرج بن عامر
  • مدرسة قبية
  • مدرسة السموع المتوسطة للبنين
  • مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري

  رياض الأطفال في المخيم :

  • روضة الهدى الاسلامية
  • روضة صلاح الدين الأيوبي
  • روضة غسان كنفاني
  • روضة الشهيدة هدى زيدان
  • روضة فالح رباح
  • روضة السنابل
  • روضة هدى شعلان

[1] مركز العودة الفلسطيني https://prc.org.uk/?lang=ar

[2]   المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)https://pahrw.org/

[3]  مركز دراسات الخليج http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/fd74a9b2-36b7-4ce2-86ea-459f2afaaeab

[4] تسرب مدرسي في عين الحلوة، انتصار الدنان، العربي الجديد 25 سبتمبر2018 https://www.alaraby.co.uk/society/2018/9/24/ 


https://palcamps.net/ar/camp/68