☰ قائمة المخيمات

جغرافية المخيم


الموقع الجغرافي :[1]

 يقع جنوب مدينة صور الساحلية في الجنوب اللبناني على ساحل البحر المتوسط ، هو من أكبر المخيمات الفلسطينية في منطقة صور ، إذ يبعد هذا المخيم نحو 5 كلم جنوبي مدينة صور ويبعد عن الحدود الفلسطينية ما يقارب 12 كلم [2]

مخيم الرشيدية يقع بمحاذاة الشاطئ في الجنوب اللبناني شرقي مدينة صور ويبعد عنها حوالي 7 كم وعلى بعد 8 كم من جنوب بيروت وعلي بعد5 كم جنوبي ميناء تيرا الساحلي, هو الأقرب إلى فلسطين بين الاثني عشر مخيماً الموجودة على الأراضي اللبنانية، إذ يبعد عن الحدود الفلسطينية اللبنانية مسافة 23كلم فقط.[3]

 الإنشاء :

-أولاً: تاريخ الإنشاء : 1948[4]

-ثانياً : الإنشاء :

أنشئ عام 1948 [5]وأنشأت الحكومة الفرنسية الجزء القديم من المخيم سنة 1936 لإقامة لاجئي أرمينيا  ونتيجةً للظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة[6] أنشأت  الأونروا المخيم الجديد سنة 1963 للاجئي فلسطين بعد احتلال واغتصاب فلسطين من قِبَل العصابات الصهيونية في العام 1948 وارتكابهم المجازر ضد الفلسطينيين فُتِحَت الحدود العربية لاستقبال اللاجئين الفارين من المجازر الصهيونية، وكان لبنان من بين هذه الدول التي استقبلت الآلاف من موجات اللاجئين القادمين من شمال فلسطين، وعندها عملت الحكومة اللبنانية على إنشاء تجمُّعات، ومخيّمات للاجئين الفلسطينيين، وكان أحد هذه المخيمات مخيّم الرشيدية، وهو المخيّم الأقرب إلى فلسطين المحتلّة إذ يبعد عن الحدود الفلسطينية اللبنانية نحو 23 كلم، وتبلغ مساحته نحو 2 كلم2.
في البداية أقام اللاجئون الفلسطينيون في خِيَم الأرمن وبعضِ غرفهم التي كانت موجودة، وبعد تفاقم الأزمة العام 1961 عملت الدولة اللبنانية إلى جانب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" على إنشاء مخيّم جديد شمال الأول، وسُمِّي بمخيّم الرشيدية الجديد، وبدأت وكالة "الأونروا" منذ العام 1961 بإعمار المخيّم، وبقي العمل به مستمراً حتى العام 1963، ومعظم سكانه قدموا من ثكنة غورو في بعلبك، ومخيّم البص وتجمُّع القاسمية جنوب لبنان.
ومنذ العام 19677 بدأ أول ظهور مسلَّح للفدائيين في مخيّم الرشيدية، وتوالى افتتاح معسكرات التدريب لحركة "فتح" وقوات التحرير الشعبية وباقي الفصائل الفلسطينية، ومنذ ذلك التاريخ بدأت القوات الإسرائيلية بقصف مخيّم الرشيدية إما من البحر او الجو او بالمدفعية، وقد ارتقى العديد من الشهداء في المخيّم، وكان للرشيدية تجربة فريدة مع المقاومة حيث أذهل أطفاله العالم في مقاومة العدو الإسرائيلي إبان الاجتياح في العام 1982 حتى سمّاهم الإعلام بأطفال الأر بي جي".
وبحسب أمين سر اللجنة الشعبية في مخيّم الرشيدية جمال سليمان "أبو كامل" فإنَّ عدد سكان مخيّم الرشيدية المسجَّلين لدى وكالة الأونروا يبلغ نحو 22,000 لاجئ[7]

رحلة الخروج من فلسطين والاستقرار في الرشيدية: من خلال بحثنا المستمر لنستقي المعلومات الصحيحة حول خروج الأهالي من فلسطين واستقرارهم في مخيّم الرشيدية الجديد وجدت هناك مقابلة مع الحاج حسن مسعد ظاهر من بلدة دير القاسي قضاء عكا والمولود العام 1934، حيثُ تحدّث لمجلة "القدس" قائلاً: "بعد تركِنا قرية دير القاسي هرباً من وجه الآلة العسكرية اليهودية والعصابات اليهودية في أيلول العام 1948، كانت محطتنا الأولى منطقة عيتا الشعب، فالبرج الشمالي، ثُمَّ مدينة بعلبك وبالتحديد ثكنة غورو حيثُ استقرينا 15 عاماً وازداد عدد اللاجئين هناك خلال هذه الأعوام من 200 إلى 500، مما أدّى إلى تفاقم الأوضاع وخاصةً على الصعيد الصحي، فرأت الحكومة اللبنانية ووكالة الأونروا ضرورة لإنشاء مخيّمٍ للاجئين، وكانوا أمام ثلاثة خيارات. الأول في منطقة السعديات القريبة من العاصمة بيروت والتي استبعدتها الحكومة لأنّها رأت أنَّ ذلك سيؤدي إلى زيادة الكثافة السكانية في المنطقة، أمّا الخيار الثاني فكان منطقة النبطية ولكنَّ اللاجئين رفضوا هذا الخيار بسبب قلّة المياه، فكان الخيار الوحيد أمامهم هو مخيّم الرشيدية جنوب لبنان".ويضيف ظاهر: "وصلنا إلى مخيّم الرشيدية في شهر تشرين الأول العام 19633، وعند وصولنا إلى المخيم كان باستقبالنا موظّف أونروا يعد الأشخاص ويوصلهم إلى غرفهم، إضافةً إلى موظّف آخر يُحضر الطعام". ويتابع: "في البداية عشنا في غرف لا تتجاوز مساحتها 9 م2، ومع الوقت أصبح كل شخص حسب امكانياته يبني منزلاً خاصاً به على نفقته الخاصة، لكنّ هذه المنازل لم تكن مُجهَّزة حتى بأبسط مقومات الحياة خصوصاً الحمامات التي كانت عبارة عن حمامات عامة أنشأتها الأونروا".وعن الصعوبات التي واجهت الوافدين إلى الرشيدية العام 1963 يقول ظاهر: "أولى المشكلات التي واجهتنا هي أزمة العمل، فالمخيّمات إجمالاً كانت مليئة باليد العاملة الزراعية التي كانت بالكاد تجد فرصة عمل مناسبة تؤمّن لها لقمة العيش، أمّا اليوم فيعاني المخيّم مشكلات كبيرة وعديدة تحتاج إلى تدخُّل سريع من قِبَل المعنيين أخطرها انتشار ظاهرة المخدرات إضافة إلى تسرُّب الطلاب من المدارس، وغيرها...".
وفيما يتعلَّق بخدمات الأونروا يقول ظاهر: "كانت خدمات الأونروا ممتازة خاصةً من الناحية الصحية، إضافة إلى أنَّ الاعاشات كانت تُوزَّع على كافة اللاجئين بدون استثناء، ولكنها لاحقاً بدأت بتقليص خدماتها وتقديماتها للاجئين شيئاً فشيئاً بهدف التهرُّب من مسؤولياتها وواجباتها تجاه اللاجئين رغم أنه كان من الواضح أنها تملك التجهيزات بكل ما يلزم للاجئين".
وبدوره يشير الحاج لطفي حسين عوض، وهو من قرية فارة، ويبلغ من العمر 70 عاماً، إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها أهالي المخيّم، لافتاً إلى اعتمادهم على تقديمات الأونروا، إذ يقول: "منذ خروجنا من فلسطين كنا نعيش على المساعدات المعيشية والعينية التي كانت تقدمها لنا وكالة الأونروا من حليب وطحين وفول وحمص ورز وأغطية وملابس لكل اللاجئين بدون استثناء، إضافةً للقاحات اللازمة وتقديم العلاج حسب حاجة كل مريض، وغيرها".
أمّا اللاجئ خالد مصطفى ذيب المولود في مخيّم الرشيدية العام 1950، وهو من قرية أم الفرج قضاء عكا المحتلة، فيقول: "لقد عاش اللاجئون الفلسطينيون في مخيّم الرشيدية منذ العام 1948 كغيرهم من اللاجئين في مختلف المخيمات ومجمّعات اللجوء في لبنان حياة مأساوية جدًا، مليئة بالقهر والحرمان من أبسط حقوق الإنسان، وعانوا فقراً مدقعاً. وفي سبيل تأمين لقمة العيش، كان كل أفراد العائلة الفلسطينية في مخيّم الرشيدية يزاولون أعمالاً شاقّةً جداً. وكان الأب يعاني بشكل كبير ويتحمَّل الصعوبات كلها التي تواجهه في سبيل حصوله على فرصة عمل تكفيه لتأمين لقمة العيش لأبنائه. وقد عمِلَ معظم رجال المخيّم في مجال الأعمال الزراعية من تنظيف واستصلاح الاراضي وزراعتها في القرى اللبنانية المجاورة للمخيم، إضافة إلى العمل في نقل الرِّمال ومواد البناء في القرى اللبنانية، وكلها أعمال شاقّة كان يقوم بها العامل الفلسطيني طوال يوم كامل مقابل أجر متدنٍ جدًا، وفي الوقت نفسه لم تكن المرأة الفلسطينية أقل مكانة من الرجل في العمل على تأمين لقمة العيش لأبنائها، فكان تبذل جهدها بلا حدود لتعاون زوجها في ذلك".ويضيف: "ومع دخول الثورة الفلسطينية إلى المخيّم تحسَّنت الأوضاع المعيشية لسكان المخيّم، ومنذ العام 1970 بدأ سكان المخيّم بالعمل في مجال التجارة خاصة تجارة الفحم. وفي تلك الفترة أيضاً انطلق شباب المخيم للعمل في المدن اللبنانية في مؤسسات صناعية ومسابح ومطاعم وغيرها، وتحسّنت الاوضاع المعيشية ولكن ليس بالقدر الكافي لتأمين كافة متطلبات الحياة خاصة في مجال التعليم، فالعائلة التي تتكوّن من عدد كبير من الأطفال لم تكن قادرة على استكمال تعليمهم كلهم، لذالك كانت الأُسرة كلها تعمل لتأمين تكاليف التعليم لابنها، هذا بالإضافة إلى أنَّ الطالب الفلسطيني نفسه كان يعمل ليتعلّم".

 ملكية الارض:

 الأرض مؤجرة للأونروا [8]

 المساحة :  

تبلغ مساحته 248.4 دونماً

تاريخ الأرض والوصول إلى المخيم

"بحصار المخيمات، لولا البساتين كانت الناس ماتت من الجوع." هكذا يحكي سكان مخيم الرشيدية الذي يقع على الساحل اللبناني جنوب مدينة صور. مخيمٌ محاط بأراضٍ   زراعية وبساتين حمضيات، جميعها تُروى من قنوات مياه تاريخية مصدرها منطقة رأس العين.

يحتضن الموقع برك رأس العين لمياه الشفة، اثنان منها في تلة الرشيدية والتي تعد أحد أقدم العيون على الساحل اللبناني.1 كما تشكل منطقة رأس العين وتلة الرشيدية جزءاً أساسياً من "صور القديمة" التي امتدت على الساحل. سَكنها أهل صور قديماً لكثرة المياه فيها وإمكانية زراعتها، فيما تركوا صور التي نعرفها اليوم مكاناً للحكم والعبادة. يُروى أنّ اسكندر المقدوني هدم صور المبنية على تلة الرشيدية لأن الكاهن رفض إدخاله إلى المعبد. ما تبقى من صور القديمة هي قرية الرشيدية.2

خلال سنوات الانتداب الفرنسي، وهبت السلطات الفرنسية أراضٍ كثيرة في مدينة صور للوقف الكاثوليكي.3 من ضمن هذه الأراضي الموهوبة كانت أراضٍ  على تلة الرشيدية التي كانت تحوي كنيستين. هنا أنشأت السلطات الفرنسية في العام 1936 مخيماً لمئات اللاجئين الأرمن الفارين من المجازر في منطقة كيليكيا. وصول اللاجئين الأرمن تبعه بعد حوالي العقد من الزمن وصول اللاجئين الفلسطينيين. روَت لنا امرأة مسنّة من الرشيدية، أنها وصلت هي وعائلتها في البداية من شمال فلسطين إلى بلدة مارون الراس الجنوبية: "من مارون الراس رحنا على بنت جبيل ومن هونيك على البص بمدينة صور. لقانا القائم مقام. كان في قطار يوصل لهون. نطرناه. ركبنا فيه صوب سوريا. وصلنا على حما، لقينا سيارات أخدتنا على الجامع. كان في كتير فلسطينية، قعدنا ٧ أيام. جابوا سيارات وسألوا كل واحد شو بيشتغل وأخدوه على بلد يشتغل فيها. أبوي قال بده يروح على الشام. قالوله ممنوع. رحنا على حوران. رجعنا على الشام وبعدين حملنا حالنا ورجعنا على لبنان وقعدنا ببلدة تبنين لأن كان عنا قرايب فيها".

ولكن في العام 1950 أي بعد بضع سنوات من سكنهم في القرى الجنوبية - اتخذت السلطات اللبنانية قراراً بإجلاء الفلسطينيين القاطنين في القرى الجنوبية (تبنين والمنصوري والقليلة وبنت جبيل وغيرها) ونقلهم إلى مخيمات، من ضمنها مخيم أنشأته في محيط المخيم الأرمني القديم. كان عبارة عن شوادر. قام الأهالي بتثبيت الشوادر عبر بناء حيطان من طين وتراب. كانت الحمّامات مشتركة؛ حمام لكل ثمانية بيوت على بعد خمسين متراً من البيوت.

بعد مرور حوالي العقد على مجيىء الفلسطينيين، بدأ اللاجئون الأرمن بالرحيل وأخذ الفلسطينيون مكانهم". كان هناك 311 بيتاً أرمنياً، بقي منها 200 بيت. وهذا ما يُسمى اليوم بالمخيم القديم.

أما المخيم الجديد، فقامت ببنائه منظمة الأونروا في العام 1963 لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا يسكنون في "ثكنة غورو" في بعلبك. قررت الحكومة اللبنانية إخلاء الثكنة، وتم بناء "المخيم الجديد" في الرشيدية على مقربة من "المخيم القديم". كان عبارة عن شبكة طرقات عمودية وأفقية، فيها وحدات سكنية، كل منها ذات مساحة 99 متر مربع تحتوي على ثلاث غرف وحمام وساحة. انتقل إليه سكان ثكنة غورو، بالإضافة إلى البعض الذي ترك المخيم القديم للسكن هنا. لكن الغرف كانت صغيرة والسقف منخفض جداً. مع الوقت، أغلبية العائلات هدمت هذه البيوت وعمرت بديلاً عنها.


على مر العقود، عمل جزء كبير من سكان الرشيدية في البساتين المحيطة، إمّا في الضمان الموسمي أو كعمال مياومين، واستفادوا بذلك من كثرة المياه في المنطقة. يشرح أبو حسين، أحد الأشخاص الذين عملنا معهم في هذا المشروع:
"لو ما عنّا ميّ بالمخيم ما كنا عشنا. عنا ميّ كتير ومن زمان: قنايا راس العين ونهرين وبرك. من البرك منضخ ميّ للخزان ومن الخزان للشبكة وبعدين للبيوت والأراضي الزراعية."

بعد العام 1969 وإعطاء الشرعية لوجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، عمل سكان الرشيدية في أراضي الجفتلك المحيطة بالمخيم من دون دفع رسوم الضمان. كل مزارع اختار أرضاً وزرعها وباتت عرفياً تعتبر ملكاً له. فأراضي الجفتلك ذات ملكية عامة، منها أملاك لوزارة المالية ومنها للتربية وأغلبيتها ملك للجمهورية اللبنانية. لكن زراعة أراضي الجفتلك اقتصرت على الحشائش: علت، فاصوليا، خس، بقدونس، كزبرة، فجل، وغيرها. وذلك، بسبب عدم ملكيتهم لهذه الأراضي، مُنعوا من زراعة الأشجار المثمرة فيها. فبحسب قانون الملكية اللبناني، من يزرع شجرة يملكها.

اليوم، تخضع هذه الأراضي الزراعية التي يتميّز بها المخيم لتحوّلات كثيرة بسبب معركة العمار بين أهالي المخيم والسلطات اللبنانية.

معركة العمار

بسبب قربه إلى فلسطين وموقعه على الشاطىء، لطالما حمل البحر فدائيين من الرشيدية في قوارب إلى إسرائيل للقيام بعمليات عسكرية، فتعرّض المخيم لهجمات إسرائيلية عديدة، أبرزها في 1973، 1978، 1982 حيث تم تدمير 600 ملجأً ونزوح خمسة آلاف نسمة.4

بعد العام 1985، قامت الدولة اللبنانية بالسيطرة الكاملة على مداخل المخيم واقتصر دخول السكان على مدخل واحد يحرسه الجيش اللبناني. هذا الحصار يعيشه المخيم حتى اليوم، ويأخذ أشكالاً مختلفة. مُقيّد ضمن حدود واضحة والبحر، ليس بإمكان المخيم أن يتوّسع عمرانياً، إنما يحصل ذلك على حساب المساحات المشتركة، مثل ملعب كرة القدم وشاطىء البحر، وعلى حساب الأراضي الزراعية.

"أول ملعب فوتبول بالمخيم كان هون، بقلب المخيم. كان حلو لأن كنا نقعد على البرندات ونتفرج على الماتش ونشجعهم. بعدين صار المخيم يضيق علينا، وبلشت هالناس كل شوي تعمر على أرض الملعب. هلق بطل موجود. صار فيه بدل منه ثلاثة، بس كل واحد عملته منظمة. القديم ما كان محسوب على حدا. أهل المخيم هنني يللي عملوه." هكذا روَت منى، التي تسكن بالقرب من حيث كان ملعب كرة القدم الأول في المخيم. حدثتنا أيضاً عن بدء عمليات البناء في هذه الأيام على الأراضي الزراعية. "الطلب على البيوت عم يزيد، خصوصاً مع مجيء اللاجئين من سوريا. صار مربح أكثر الواحد يعمر ويأجر من أنه يزرع. شوفي حارة الكواكنة مثلاً، كانت زراعية واتعمرت. صاحب الأرض سوّرها من شي عشر سنين (وضع يد يعني) وصار يزرعها. من خمس سنين صار يعمّر فيها. يعمل غرف ويأجر للمهجرين السوريين. هو بالأساس عمّر الغرفتين استراحة. بس ما مشي حاله. أجرهم بعدين سكن. وكمان صار يبيع شقف أرض والناس تعمر." منى وغيرها كثر أيضاً حكوا عن شاطىء الرشيدية.

تعرّض شاطىء صور ومن ضمنه شاطئ الرشيدية الى عملية شفط الرمول خلال الحرب الأهلية. عرّض هذا البيوت المواجهة للبحر الى خطر الهدم والتلف بسبب الأمواج. يواجه سكان المخيم هذه المشكلة من خلال بناء جدار بين البيوت والواجهة البحرية باستخدام الردميات الناتجة عن عمليات حفر الطرقات. بالرغم من قباحتها، فهي حل مناسب لأنها لا تكلّفهم شيئاً سوى نقلها. سكان الواجهة الأمامية في معظم الأحيان هم الأفقر في المخيم. اختاروا السكن على الشاطىء لتدنّي سعر الأراضي فيه. روى لنا صاحب استراحة على البحر: "أهلي دوّروا على الرخص مش على البحر." كما شرح أن جزء كبير من بحر الرشيدية الآن عبارة عن ردميات مكدسة على طول الشاطىء، بالإضافة إلى نفايات يتم إلقاؤها في قنوات المياه التي تصب في البحر، ليعود الموج ويلقيها على الشاطىء. الأونروا لا تقوم بتنظيف الشاطىء. يقتصر عملها على تجميع النفايات من الحاويات الموّزعة في الأحياء، لترميها لاحقاً في المكب المتواجد على أطراف المخيم. يتم نقلها فيما بعد الى مكب في بلدة قانا، وذلك بعد أن تمّ إغلاق مكب راس العين الغير صحي والموازي للبحر في العام 2015.

معركة العمار أيضاً تعقدت بقرار الدولة اللبنانية منع إدخال مواد البناء إلى المخيم من دون الحصول على تصريح، مما يأخذ وقتاً طويلاً وفي معظم الأحيان لا يُمنح. يصف سكان المخيم. هذا المنع على أنّه تواطؤ بين المنظمات الفلسطينية وبين السلطات اللبنانية التي تعطي تراخيصاً فقط للنافذين في المخيم الذين بدورهم يبيعونه للسكان بأسعار مضاعفة. معركة العمار تطال مخيمات الجنوب كلها. آخرها كان خبر إصابة شخصين أحدهما شرطي في بلدية صور والآخر فلسطيني من سكان مخيم البصّ، على خلفية محاولة إدخال مواد بناء إلى المخيم من دون تصريح. [9] 


 

[1] مأساة المخيمات الفلسطينية في لبنان ، محمد سرور زين العابدين ، الطبعة الثانية ، دار الجابية لندن بريطانيا ، 1433هـ ،2012م.

[2] المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)https://pahrw.org/

[3] أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ،تحرير محسن محمد صالح ، الناشر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ، بيروت ، الطبعة الأولى 2008م 

[4] مأساة المخيمات الفلسطينية في لبنان ، محمد سرور زين العابدين ، الطبعة الثانية ، دار الجابية لندن بريطانيا ، 1433هـ ،2012م.

[5] دائرة شؤون اللاجئين حركة المقاومة الاسلامية حماس http://www.drah.ps/ar/index.php?act=category&id=7&page=17

[6] موقع مخيم الرشيدية https://www.racamp.net/                 

[7] موقع مخيم الرشيدية https://www.racamp.net/                 

[8] مأساة المخيمات الفلسطينية في لبنان ، محمد سرور زين العابدين ، الطبعة الثانية ، دار الجابية لندن بريطانيا ، 1433هـ ،2012م.

[9] استراحة مخيّم: روايات من مخيم الرشيدية والبحر   By : Dictaphone Group مجموعة الدكتافون 

 

 

صور من المخيم


https://palcamps.net/ar/camp/74