☰ قائمة المخيمات

الوضع الاجتماعي


تواجه الإحصائيات المتعلقة باللاجئين  مشكلة في حصر الأعداد الحقيقية الميدانية، وذلك بسب تنقل السكان القسري بين المخيمات أو نزوحهم إلى المدن بسبب الحرب أو الهجرة إلى الدول الإسكندنافية أو الأوروبية أو كندا، إما بسبب الحرب أو بسبب الضائقة الاقتصادية وتفشي البطالة التي تزداد يومياً. هذا بالإضافة إلى سبب خسارة المخيم العديد من العائلات والأفراد نتيجة القصف الصهيوني المتكررعلى المخيم في السبعينيات وأوائل الثمانينيات. أما بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 والذي دمر معظم المخيم فإن عدداً كبيراً من العائلات هرب منه ولم يعودوا إليه.

يعيش المخيم حالة من المعاناة اليومية والشقاء تتمثل في عدم توفر العمل. والبطالة لا تشمل الشباب فقط وإنما أرباب الأسر المحتاجة التي تسعى إلى لقمة عيشها ولو اضطر الأمر إلى أن تكون التضحية بمستقبل بعض أفراد الأسرة وحرمانهم من فرصهم في التعليم[1]

 

لكن على الرغم من حياة الشتات، ومآسي اللجوء، فإن لسكان المخيم مجتمعهم الخاص، بأفراحه وأتراحه؛ فجدران المنازل ملأى بصور الشهداء المبتسمين، وهناك تقام الأعراس، وفي الغالب، تكون الزفة على أنغام الأناشيد الثورية، وتُنصب حلقات الدبكة، فيتسابق الشبان والشيب والنسوة إليها. وهناك ينادي المنادي في المسجد معلناً حالة وفاة، فيبادر الناس إلى أداء واجب التعزية. وهناك يذهب التلامذة يومياً إلى مدارسهم، ويلهو الأطفال في الأزقة، ويجلس المسنون أمام المنازل يتذكرون ويحكون القصص. هو نبض الحياة اليومية بكل تفاصيله.

يبقى أن نشير إلى أن حالة من الترقب تسود المخيم مؤخراً بعد انتشار أنباء عن نية الجيش اللبناني إقامة جدار حول المخيم، وهو أمر مستغرب؛ إذ على الرغم من أن الفلسطينيين في لبنان يتشاركون مآسيهم ومصيرهم الغامض، فإن مخيم الرشيدية يبدو أفضل من غيره نسبياً، فلا اشتباكات مسلحة إلاّ فيما ندر، ولا مطلوبين خطرين تتردد أسماؤهم يومياً، وشوارعه على ضيقها، أشرح من زواريب مخيمات أُخرى كعين الحلوة وبرج البراجنة. وباعتراف المعنيين في الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، فإن الرشيدية هو أكثر المخيمات هدوءاً واستقراراً. وحدها يوميات الفلسطينيين المثقلة بهموم اليوم وهواجس المستقبل صامدة.  ووحدهم سكان الرشيدية بإمكانهم النظر بعيداً صوب فلسطين، يحلمون بالعودة، كلما صعدوا إلى أسطح منازلهم، أو زاروا شاطئ البحر الغاضب.[2] 

 

 

[1] دائرة شؤون اللاجئين حركة المقاومة الاسلامية حماس http://www.drah.ps/ar/index.php?act=category&id=7&page=17 

[2] فراس الشوفي، "جدار الرشيدية: لا لشيطنة الفلسطينيين"، جريدة "الأخبار"، بيروت، 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2018. الموقع الإلكتروني:

https://al-akhbar.com/Politics/259027      

صور من المخيم


https://palcamps.net/ar/camp/74