☰ قائمة المخيمات

الوضع السياسي و القوانين المتعلقة بالمخيم


الوضع السّياسي في مخيمات الأردن (بشكل عام):

إنّ العقليّة الفلسطينيّة تأثرت بعوامل عدّة ساهمت بشكل رئيسٍ في توجيهها نحو رفع اسم فلسطين وفكرته التي يحملها، ومن هذا العوامل:

1- نكبة فلسطين والتهجير القصري وما رافقها من ألم البعد عن الوطن.

2- الوضع المأساوي المادي والمعنوي للمهجرين الفلسطينيين وظروف العيش القاسية.

3- الأثر النّفسي على الشباب الفلسطيني المطرود من أرضه وشعوره بالمؤامرة الكبرى ضده وضد حق في أرضه .

 لقد تبلور العمل السياسي الفلسطيني بعد التضييق عل العمل المسلح المقاوم وطرد فصائل الثورة الفلسطينيّة من الأردن التي تعد أكبر تجمع فلسطيني ولها أكبر شريط حدودي مع فلسطين، كانت هذه الأحداث اثر خلافات مع النظام الأردني أيام الملك الراحل الحسين بن طلال وسميت هذه الحادثة بأيلول الأسود والتي حصلت عام 1970 م، وتوالت الضربات عليها حتى بعد خروجها في لبنان عام 1982 بقيادة الراحل ياسر عرفات فضرب العمل المسلح الفلسطيني ضربة قاسية في خارج فلسطين .

تغيرت بوصلة بعض الحركات الفدائية وخصوصاً بعد اعتراف رئيس سلطة أوسلو ورئيس فتح الراحل ياسر عرفات بدولة الاحتلال عام 1993م وكانت هذه المرحلة بطابع سمّي بـ"عملية السلام"، ولم يكن العمل المسلّح الذي كان خارج فلسطين لم يتفرد به فصيل معيّن، بل إنّ جميع الفصائل شاركت فيه وقدمت الشهداء والأسرى، ولم يكن أمام الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللّجوء إلا توجههم نحو العمل السياسي وخصوصاً في ظلّ أنظمة تفضل السلام مع الصهاينة وإبقاء حالة الهدوء الحدودي. 

تجسّد العمل السّياسي من خلال المظاهرات والاعتصامات وبعض المهرجانات في ظل أحزاب سياسية موجودة في الساحة، أمّا العمل السياسي في مخيمات الأردن اختلــف عن باقي مناطق اللجوء الأخرى حيث إنّ غالبيّة اللاجئين يحملون الجنسية الأردنيّة التي حصلوا عليها قبل قرار فك الارتباط عام 1988م.

ويحقُّ للكثير منهم الانتساب للأحزاب السياسيّة الأردنيّة كمواطنين أردنيين حسب القانون الأردني المعمول به في العمل السياسي،  وقد أسهم الوضع القانوني للاجئين الفلسطينيين في الأردن في إثراء العمل السياسي والحراك السكاني الجماهيري ،وإنّ المشاركة السياسية لهم لم يخرج عن إطار العمل للصالح العام للأردن وفلسطين دون الرضى بالتوطين ونسيان فلسطين.

* الأحزاب السّياسيّة العاملة في مخيّم البقعة:

أوّلاً: حزب جبهة العمل الإسلامي:

هذا الحزب هو الذراع السّياسي لجماعة الأخوان المسلمين في الأردن ،وهو حزب سياسي أردني معترف به رسميّاً وله فرع في مخيّم البقعة ويحقُّ لمن يحمل الجنسيّة الأردنيّة الانتساب له، وكما معلوم فإنّ معظم اللاجئين الفلسطينيين يحملون الجنسية الأردنية وهذا ساهم في تصدر اللاجئين للعمل السياسي في الأردن كمواطنين ودخولهم كنواب في البرلمان الأردني نواباً عن مناطقهم ومخيماتهم .

وكان للإسلاميين الفوز الباهر على منافسيهم من الأحزاب الأخرى وخصوصاً داخل المخيمات، حيث كان النّائب محمد خليل عقل واصله من فرية عين السلطان  نائباً عن مخيّم البقعة في دورة المجلس الرابعة عشر والخامسة عشر وترأس في فترة نادي البقعةـ وقد ملأ الإسلاميّون أيضاً الفراغ السّياسي في المخيمات عن طريق الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعمها.

كذلك تتجسّد قوة الإسلاميين في المسيرات والاعتصامات والمهرجانات التي يحضرها الآلاف من أهالي المخيم ووجهائهم، ويعدّ حزب جبهة العمل الإسلامي الثقل الرئيس في العمل السياسي داخل مخيم البقعة، كما كان للحزب موقفه الواضح من عملية الإصلاح في الأردن كما قال النائب السابق في اعتصام نُفّذَ أمام مسجد الجامعة الأردنيّة القريب من المخيم "نحن مع الإصلاح ولكن ذلك لا يعني تخلينا عن حق العودة ، أو الرّضا بالتوطين".

وممّا يلاحظ أنّ الحزب لم يقم بأي نشاطات تدعو لإصلاح النظام الأردني من مخيم البقعة تجنّباً لصبغة الحراك الإصلاحي بأنّه حراك فلسطيني، وكان للحزب عدة نشاطات ومشاركات داخل المخيم وخصوصاً بعد الرّبيع العربي من أهمها: المشاركة في مسيرة العودة التي نظمتها النقابات المهنية الأردنية وثلة من الأحزاب الأردنيّة ، وكانت عبارة عن مهرجان حاشد تمت بتاريخ 1352011.

*  دعوة الأسيرة المحرّرة أحلام التميمي:

قامت الحركة بعمل مهرجان حاشد استضافت فيه الأسيرة المحرّرة أحلام التميمي التي تقيم في الأردن، وكان مهرجان الوفاء للأقصى والأحـرار قد أقيم في صالة عبد الله الثاني في المخيم بتاريخ 1112012.

ثانياً: حـــــــركة فتح:

ليس لحركة فتح داخل مخيّم البقعة مكتب رسمي؛ وتمارس الحركة  العمل السياسي داخل الأردن، ولكن ليست كحزب سياسي، إنّما عن طريق مرشحيها الذين يسمّون بالمستقلّين، ولها مشاركتها في انتخابات النّقابات وانتخابات الجامعات الأردنيّة تحت مسمّيات عدّة من أبرزها مسمّى  "الوحدة الطلابيّة".

وقد كانت في عام 2012 وقبله في عام 2011 تسيطر على نادي البقعة ونادي يرموك البقعة بأغلبية إداريّة، وتقيم نشاطاتها تحت مظلة هذه الأندية،والحركة على اتصال وثيق بسلطة الضّفّة، حيث إنّ كثيراً من أفرادها يتلقّون الرواتب منها، وكذلك كانت الحركة قد أرسلت بعض أفرادها للضفّة، تحت مسمّى "قوات بدر" المدربة من الأردن لدعم رئيس السلطة.

وللحركة نشاطاتها الشّعبيّة مثل بعض المسيرات والمهرجانات الداعمة للقضايا الوطنية كقضية الأسرى واللاجئين والاعتراف بفلسطين من قبل الأمم المتحدة كدولة صاحبة سيادة، ولها علاقاتها الودية مع الحكومات الأردنيّة المتعاقبة، وتجسد ذلك من خلال المشاركة الرسميّة في احتفالات الحركة.

ثالثاً: السّلفيّة الجهاديّة:

تعدُّ هذه الجماعة من الحركات الجديدة في المخيّم، وليست صاحبة تاريخ في المخيم. وقد ظهرت بعد الحرب الأمريكيّة على العراق وأفغانستان، وللعراق قيمة ومنزلة غالية في نفوس أبناء المخيم، وتعدُّ امتداد فكري لتنظيم القاعدة، حيث إنّها تتبنى القواعد الفكرية والآراء تجاه القضايا المختلفة التي يتبناها التنظيم رسميّاً؛ ولكن بصفة التغيير السّلمي غير المسلح داخل الأردن، ولقد أحدث التّيار نوعاً من الحراك خلال حرب العراق، حيث نظّم خروج بعض الشّباب الفلسطيني إلى العراق.

وبعد مقتل "أسامة بن لادن" مؤسّس تنظيم القاعدة، بدأ يتحوّل هذا التيار من السلميّة، وتحدّ القبضة الأمنيّة في الأردن عندما قام بسلسلة مسيرات كانت تجوب المحافظات الأردنية تطالب بتحكيم شرع الله وإطلاق سراح المعتقلين ورفع القبضة الأمنية عنهم، وبعد أحداث مدينة الزرقاء التي حصلت فيها مواجهة مباشرة بين أعضاء التنظيم وأنصاره وبين أفراد الأمن العام، قرّر التنظيم أن تكون وجهته القادمة مخيّم البقعة، وبما أنّ للمخيّم الخصوصيّة الأمنيّة في الأردن فقد كان للقرار صداه في البلاد، وتصدرت له الصحف والإذاعات والقنوات الرسمية معلنةً حرباً على التنظيم .

وفي يوم الجمعة بتاريخ 2242011 حاصرت القوات الأمنيّة المخيّم، ودققت على الخارجين والداخلين للمخيم، وتمّ اعتقال قائد التنظيم في المخيم "الشيخ رشاد اشتيوي"، والكثير من أنصار التنظيم خلال حملة مداهمات للبيوت،ولكن بعد شهور قليلة وبعد تسلم رئاسة الوزراء من قبل "عون الخصاونة"، وإثر مطالبات قامت بها الحركة الإسلاميّة، وأهل العشائر بالإفراج عن أبنائهم، أُطلق سراحهم بعد دفعهم كفالة.

رابعاً: حزب التحرير :

هو من الأحزاب الفكريّة التي تتمتع بسرية عالية ، نظراً لأنّ الحكومة الأردنيّة تعدّه حزباً محظوراً ، وذلك لأنّ الحزب لا يَعترف بالحكم الملكي، بل يعدُّ الأردن ولاية تابعة لدولة الخلافة الإسلاميّة التي يسعى هذا الحزب لإقامتها، وهذا الأمر رتّب على الحزب الملاحقة الأمنيّة لأفراده، وإن كان هذا الأمر أصبح بوتيرة أقلّ وخصوصاً بعد الربيع العربي، مع العلم أنّ الحزب بعيد كلّ البعد عن حمل السلاح أو العنف الدموي ،ضد الأنظمة الحاكمة.

الحزب لا نشاط له على أرض المخيّم رغم وجود أتباعه، ولكنه حزب فكري ولا يعدُّ صاحب نفوذ قوي أو فعّال داخل المخيّم، ويقتصر نشاطه على بعض الجلسات السريّة أو بعض الدروس النّادرة بعد صلوات الجماعة في المساجد.

خامساً: جمـاعة الدعوة والتبليغ :

هذه الجماعة دعوية غير سياسية، هدفها أن يلتزم الشباب بالصّلاة والتعلق الروحي بالله، يتمتّع أفراد هذه الجماعة بسهولة الحركة وعدم الملاحقة أمنيّة، بل حتّى سهولة في المبيت في المساجد، ولها أثّر دعوي محدود جدّاً؛ ولكن ليس لها بصمة على واقع النّاس المعيشي والسياسي كلاجئين فلسطينيين.

سادساً: الحركة الشّيوعيّة:

هذه الحركة تتمثّل في الجبهة الشّعبيّة لتحرير فلسطين وحزب الوحدة الشّعبيّة، ليس للحركة نفوذ في المخيّم، وذلك عكس ما كان في فترة السبعينات وبداية الثمانينات، وهذا الأمر ليس محصوراً في مخيم البقعة بل حتى على الصّعيد الأردني بشكل عام، للحركة الشيوعية مشاركة سياسية تتمثل في بعض الفعاليات داخل المخيم ولكنها ضعيفة الحضور الجماهيري وكذلك المشاركة في الانتخابات النيابية .

ومما ضرب هذه الحركة شعبيّاً هو ضعف الرّؤية السياسيّة، والشّعب في مخيم البقعة شعب مسلم، وبالتالي هناك صعوبة لتقبل آراء هذا الحزب وفكره السياسي، وكان لنفوذ الحركة الإسلاميّة دور في محدودية انتشار هذا الفكر.

سابعاً: الحراك الشبابي في مخيم البقعة :

هو عبارة عن مجموعة من الشّباب الذي التقى على عدة مبادئ من أبرزها (الحريّة)  للمطالبة بتحسين الحياة السّياسيّة والاجتماعية في المخيّم، هذا الحراك يجمع الشباب من مختلف المشارب الفكرية فهناك القومي والشيوعي والفتحاوي والإسلامي.

ثامناً : السّلفيّة العلميّة :

أحد تيارات السّلفيّة في الأردن، والحركة تعدّ ذات توجّه علميّ دينيّ بحت، يهتمّ فقط بالمسائل العلميّة الفقهيّة والعقديّة، وليس له طابع سياسي وهو يفضّل عدم المشاركة السياسيّة من باب طاعة ولي الأمر وهذا رأي جعل من التيار صاحب نفوذ محدود؛ بل حتّى يكاد يصل للمعدوم وخصوصاً أنّ الجانب العلمي متوفر في التيارات السّياسية الإسلاميّة الأخرى المعارضة للنّظام.

 مصعب حســـــين البــــــــــــدو

 

صور من المخيم


https://palcamps.net/ar/camp/78