الواقع الثقافي والأنشطة


الحراك الثقافي في مخيم اليرموك[1]:

لا يمكن  الخوض في هذا البحث المقتضب بتفاصيل الحراك الثقافي الفلسطيني بشكل عام لأن مصطلح الثقافة واسع يشمل كل أنواع الفنون والأدب ودور النشر والمراكز الثقافية والمنتديات والفن التشكيلي والسينما والمسرح وغيرها من الأنواع الثقافية،ولن أتطرق للحديث أيضاً عن اتحاد الكتاب الفلسطينيين وغيره من المؤسسات والملتقيات الثقافية التي هي خارج إطار مخيم اليرموك، وإنما سأكتفي بمخيم اليرموك نموذجاً لهذا الحراك كونه كما ذكرت سابقاً التجمع الأكبر للاجئين الفلسطينيين في سورية، ولما شكله ويشكله من ثقل كبير على صعيد الحراك السياسي والثقافي والاجتماعي  . فوجود كافة الفصائل الفلسطينية والعديد من لجان حق العودة ومؤسسات العمل الأهلي بمختلف انتماءاتها ، كل ذلك عكس حالة ثقافية وسياسية نشطة، أعطت لمخيم اليرموك خصوصيته التي أنفرد بها عن بقية مخيمات الشتات .

بدأ الحراك الثقافي في مخيم اليرموك ينشط منذ ستينيات القرن المنصرم،من قبل مجموعة من المهتمين الذين حملوا الهم الثقافي في محاولة منهم لنشر الثقافة وتفعيل الساحة الفلسطينية وكبعد من أبعاد الوجود الفلسطيني في الشتات ،فكانت مشاركاتهم من خلال  الأمسيات الشعرية التي اتسمت بالحزن والحنين والإصرار على العودة،

بعد ذلك وتحديداً في أواسط الستينيات بدأت تتشكل تجمعات ثقافية صغيرة كان عمادها الأنشطة الثقافية والندوات وورشات العمل، تميزت تلك الفترة بالنشاطات الثقافية التي كانت تقام في بيوت بعض المثقفين الفلسطينيين،مثل "داوود يعقوب"، "محمود موعد" ،"يوسف اليوسف" وآخرين ،((لكن مع اتساع الحراك الثقافي وازدياد عدد المثقفين شعر هؤلاء  بضرورة إقامة مركز ثقافي في المخيم ،من أجل ذلك  شُكلت رابطة باسم أنصار ومشجعي الثقافة الفلسطينية،وتم الاتصال بعدد كبير من رجال الأعمال في المخيم لتمويل المركز الثقافي ،وبالفعل جمعت تبرعات كبيرة تم تسليمها آنذاك لرئيس الوزراء السوري وفيما بعد أسند لمؤسسة الإسكان العسكري تنفيذ هذا المركز،تم إنشاء المركز إلا أنه بقي ردحاً من الزمن دون إكساء ،وخلال تلك الفترة استمر المثقفون بحراكهم الثقافي السابق.

وبعد إكمال بناء المركز الثقافي في اليرموك نشأت حركة ثقافية نشطه شارك فيها العديد من الأدباء والكتاب والمثقفين الذين تناولوا مواضيع أدبية وثقافية وتوعوية مختلفة، لكن نسبة الحضور فيها كانت ضعيفة جداً ،مما أثار وقتها مخاوف لدى المثقف الفلسطيني بأنه لم يستطع أن يغير شيئاً من حالة السكون والركود الثقافي المهيمنة على الساحة في ذاك الوقت، واعتبروا أن المثقف لم يستطع الوصول  إلى المواطن والشاب والأسرة وهذه معضلة حقيقية نشأت في المخيم آنذاك،خاصة أن الناس في تلك الفترة كانت تميل للاستماع إلى الفرق التراثية التي تتسم بالطبل والزمر،في حين أنها تمل من  حضور المحاضرات والنشاطات الثقافية .

وفي عام 1965 كانت هناك محاولات لتأسيس مسرح فلسطيني قُدمت حينها مسرحية بعنوان "شعب لن يموت " هذه المسرحية كانت النواة  لتأسيس المسرح الوطني الفلسطيني بين عامي 1965 / 1966 اتخذت لها مكاناً مقابل مسرح القباني لكن لم يكتب لها الاستمرارية والنجاح بسبب نقص التمويل،وبذلك لم يتحقق الحلم ببناء مسرح وطني في مخيم اليرموك.

((أما في مرحلة الثمانينيات فقد تأثر الوضع الثقافي في المخيم بالأوضاع السياسية وخاصة أن هناك أحداث كبرى حدثت في تلك الفترة كحرب لبنان عام 1982 وما تبعها من إنقسام في الساحة الفلسطينية،حالة من الركود الثقافي ميزت تلك المرحلة أو كما يقول :الصحفي الفلسطيني "أحمد هلال "بأن (الخطاب الإيديولوجي في هذه المرحلة كان أعلى من الخطاب الثقافي وأعلى من الملتقيات والأنشطة الثقافية، لذلك نرى الحراك الثقافي في هذه المرحلة قد انهزم أمام الحدث السياسي ))[2] .

 انعكاس الوضع السياسي على الثقافي:

 نال المشهد الثقافي الفلسطيني في مخيم اليرموك قسطا وافرا من تداعيات الانقسام السياسي التي زادت من شرذمته بعد تشكل أكثر من جسم ثقافي يعبر كل منها عن توجه سياسي معين، وإن كان أي من الأجسام لا يبدي عند الإعلان عن تشكيله ميله لهذا اللون السياسي أو ذاك.أن المشهد الثقافي الفلسطيني يعيش حاله من التخبط والتصدع أساسها الانقسام والاصطفاف السياسي الذي أثر على الحالة الثقافية بشكل عاصف إلى أن أحد مظاهر الانقسام تمثلت بخروج بعض المثقفين عن الإطار الثقافي الإبداعي إلى الإطار السياسي بتغليبهم الفصائلية على كل ما هو وحدوي.

والحراك الثقافي في مخيم اليرموك لا يشذ عن هذه القاعدة لأنه شاء أم أبى هو مرتبط ارتباط عضوي بالوقائع والأحداث التي تدور رحاها على الأرض لذلك نرى أنه تأثر بالوضع السياسي الفلسطيني وانعكس عليه،فبعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان والانقسام السياسي الحاد الذي حصل بعده ،أرخى ذلك بظلاله على حالة المثقف الفلسطيني الذي انقسم بدوره إلى مؤيد ومعارض وتشتت الجهود الثقافية وأصبح طابع الولاء للفصيل أو الفكرة هو المسيطر بين المثقفين الفلسطينيين وإن كانت هناك أقلام حافظت على توازنها

 من نافل القول أن أكبر ما يتهدد المثقف الفلسطيني هو الانحياز لطرف معين قبل استحضار قلمه للكتابة ، وكذلك الاصطفاف والتجاذب السياسي الذي أفرز أجساما ثقافية شتت جهد المثقفين وغيبت التواصل فيما بينهم ووقفت عائقا أمام بلورة حاله ثقافية شاملة.

لذلك بتنا نرى أن المثقف يضطر للبحث عن جهة تحميه كونه لم يستطع التعبير عن وجهة نظره دون حام، مما دفعه للتنازل عن الكثير من ثقافته وإبداعه وانخراط في الإطار السياسي للحفاظ على حقوقه[3].

إذاً لا يمكن أن نؤسس لحركة ثقافية فلسطينية فاعلة سواء في مخيم اليرموك خاصة أو في فلسطين عامة إلا من خلال إعادة اللحمة الثقافية للمثقفين والأدباء الفلسطينيين وانسلاخهم عن الاصطفاف السياسية والخروج من عباءتها وتشكيل تجمعات ثقافية تشرف عليها هيئة مستقلة بعيدا عن الإطار الرسمي والتنظيمي.لأن احتدام الصراع بين الأقطاب السياسية الفلسطينية كان له تأثير على مزاج المثقف ونظرته للأحداث وخلق له حالة من اليأس والقنوط وأطفأ شعلة الإبداع لديه وأدى لانحدار مستواه وانجراره لسجالات حزبية ضيقة.

باختصار شديد ورغم وجود العديد من الأقلام المبدعة والشابة التي أخذت على عاتقها نشر الثقافة وتعميمها دون أن يكون لها مرجعية أو خلفية سياسية،ورغم اعتماد وسائل التكنولوجيا الحديثة  مازلنا نحاول أن نكسر حالة الجليد الذي يغلف المثقف خاصة بعد أن أصبح هناك مثقفين من حملة المباخر للسلطة والمنتفعين منها فقد تحول الأديب إلى تابع إلى مثقف سلطة أصبح هناك ترويض للمثقف ربطت لقمة عيشه بالسلطة ،كما يمكن القول أخيراً بأنه لدينا طاقات أدبية مهمة لم تأخذ حظها من الانتشار الكثير من الأدباء يطبعون أعمالهم بيدهم وعلى نقتهم الخاصة وهذه معاناة حقيقية يعانيها الكاتب أو الأديب الذي لا يجد من يدعمه ويشجعه على متابعة مسيرته الأدبية .أصبح المقال السياسي والإيديولوجي أهم بكثير من تأليف كتاب

علاقة الحركة الثقافية في مخيم اليرموك  بحق العودة:

  (( يهدف النشاط الثقافي الفلسطيني عامة في دول الشتات إلى نشر ثقافة العودة وتعريف اللاجئ الفلسطيني بحقه في استرجاع أرضه ودياره التي اخرج منها عنوة،وعدم القبول بالفتات الدولي بما يسمى حق التعويض والوطن البديل وغيرها من المسميات التي تهدف على إلغاء هذا الحق،ويكون ذلك من خلال الحراك الثقافي الممثلة  بالندوات التي تعقد بين الفينة والأخرى في هذه التجمعات، والمعارض التراثية كمعارض الذاكرة التي تعرض فيها الوثائق والتي تثبت الحقوق والتملك كشهادات تسجيل الأراضي (أو ما يطلق عليها الكواشين) والصور والأوراق الشخصية كشهادات الميلاد والشهادات الدراسية.. جميع هذه النشاطات كما قلنا سابقاً تبقي الذاكرة حية مستديمة لدى الأجيال المتعاقبة.

إذاً لا يوجد مخيم فلسطيني يخلو من مؤسسة ثقافية أو أكثر، وعادة تكون هذه المؤسسات مرتبطة بعمل الفصائل والمنظمات، ولا ينفصل برنامج عمل هذه المؤسسات عن أطروحاتها الفكرية، بينما البعض الآخر يعمل بصورة مستقلة بهدف تنمية المواهب والقدرات وإيجاد حالة من الحراك الثقافي والقضاء على الجمود الفكري. من هذا المفهوم فإن الدعوة إلى إطلاق حرية النشاطات الثقافية والفكرية وعدم تقيدها بالأيديولوجيات الفكرية، ودعم جميع المشاركين في المشروع الثقافي خاصة لدى فئة الشباب قد تكون حاجة ملحّة في مثل هذه الظروف القائمة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية التي يشهد كل شيء في العالم على أنها قضية عادلة، طبعاً عدا من حولوا العدالة إلى بورصة تعلو وتهبط عند الطلب وأخضعوها لنظام السوق الحر)).[4]

((وهنا تجدر الإشارة إلى أن الحراك الثقافي في مخيم اليرموك ازدهر في مرحلة السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم وبدأ بعد ذلك بالانحسار في النصف الثاني من الثمانينيات بعد خروج المقاومة من لبنان وابتعاد الكتاب عن الكتابة وخاصة بعد اتفاق أوسلو مرحلة الانكسار الفلسطيني،ثم نشطت بعد ذلك مع اندلاع انتفاضة الحجارة عام 1987 واتفاق أوسلو عام 1993 والانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى عام 2000،هنا نشطت لجان حق العودة وظهرت على الساحة الفلسطينية بقوة خاصة في مخيم اليرموك،ذلك تعويضاً عن عمل المؤسسات الثقافية التابعة للفصائل الفلسطينية في فترة أوسلو،حيث أخذت على عاتقها نشر عنوان تخصصي عنوانه نشر ثقافة العودة واعتمدت في ذلك على إمكانيات ذاتية محددة من خلال بعض الإعلاميات البسيطة بسبب قلة الموارد المادية وحتى الكادر الثقافي،وسرعان ما تحولت هذه اللجان إلى مؤسسات تعنى بنشر ثقافة العودة بأساليب متعددة منها المكتوب والمذاع ومنها النشاطات الشعبية التي تعيد اللاجئ إلى دياره ووطنه الذي شرد منه وإلى أولويات الصراع مع الكيان الصهيوني ،أيضاً لا يمكن أن نغفل الجانب االفني فبعد أن وهنا ظهرت في المخيم فرق شعبية كالعاشقين وبيسان والأرض وأجراس العودة .

في البدايات جاءت لجان العودة كتعويض عن ابتعاد الجماهير عن فصائل المقاومة الفلسطينية في مرحلة ما بعد اجتياح لبنان وأوسلو في البداية حققت هذه اللجان حركة جماهيرية نشطة وواسعة خاصة بابتكار بعض الوسائل والأساليب مثل الإضراب عن الطعام الذي نفذه مجموعة من الشباب المستقل أمام مبنى الصليب الأحمر ،ولكن لضعف الامكانيات انحسرت أعمال اللجان وساعد في ذلك نشوء لجان حق عودة تابعة للفصائل الفلسطينية مباشرة وليس لها طابع المؤسسات))[5].

((من جانبه رأى طارق حمود مدير عام تجمع العودة الفلسطيني (واجب) أن النشاط الثقافي في مخيم اليرموك يأخذ أشكالاً متعددة، وهي خصوصية لدى هذا المخيم إذ يعد مركزاً للعمل الوطني الفلسطيني بأبعاده السياسية والثقافية وغيرها، الشكل الأول هو الشكل المؤسسي أي الذي يقوم على بنى مؤسسية متخصصة بالثقافة ونشرها وهذا منتشر في اليرموك بشكل ملحوظ وفي غالبيته عبارة عن مؤسسات رسمية تتبع الدولة أو منظمة التحرير، وهناك أشكال فردية للعمل الثقافي وهو ما تقوم بناه على فرد بعينه ونلحظ هذا الشكل في الغالب لدى الفنانين التشكيليين الذين يقومون بمعارض خاصة بهم سواء في صالات عرض أو يعرضونها على جدران المخيم بمبادرة فردية، وهناك شكل حزبي للنشاط الثقافي وهو ما تقوم به الفصائل الفلسطينية من أنشطة ثقافية من خلالها مباشرة أومن خلال مؤسسات ثقافية تبنيها هي بنفسها، وهناك شكل مهم وهو النشاط الثقافي الإعلامي الموجود في مختلف الوسائل الإعلامية الفلسطينية من مقالات وروايات وتقارير.

واعتبر أن لجان حق العودة في حقيقتها هي مجموعات شعبية تحمل بعداً سياسياً من خلال تبنيها لقضية حق العودة، لكنها بنفس الوقت تحمل بعداً ثقافياً من خلال تبنيها لمشروع ترسيخ ثقافة العودة لدى اللاجئين، وبالتالي نستطيع القول أن لجان العودة تحمل عنواناً ثقافياً تخصصياً متعلق بحق العودة، وهو عنوان عريض جداً كان ولا يزال له مساحة كبيرة في خارطة العمل الثقافي الفلسطيني الوطني، ولكن لحان العودة في الغالب تحاكي هذا العنوان التخصصي بطريقة غير تخصصية بمعنى هناك خلط دوماً بين ماهية الوظيفة الثقافية للجان تجاه عنوانها وبين دورها السياسي والشعبي للدفاع عن هذا الحق، لكن في المجمل للجان العودة دور هام في تفعيل وتنشيط الذهنية الثقافية في أوساط اللاجئين تجاه العودة، وبما أن معظم لجان العودة يتركز في مخيم اليرموك الذي يضم نصف لاجئي سورية تقريباً كان لزاماً على هذه اللجان أن تتحمل الدور المنوط بها خصوصاً بعد انخراط منظمة التحرير في عملية التسوية، بكل الأحوال أقول أن دور لجان العودة في اليرموك لا يزال خجولاً لكنه يبشر بتقدم حقيقي تجاه تحقيق دور ثقافي واعد من خلال تطور بنى اللجان وتحول بعضها إلى مؤسسات))[6]

أهم الملتقيات والمؤسسات الثقافية التي ظهرت في مخيم اليرموك:

المكتبات الثقافية:

 1: مكتبة الشهيد عز الدين القسام في مجمع الخالصة،وهي أولى المكتبات الفلسطينية في مخيم اليرموك .

2: المكتبة الثقافية الوطنية،وتتضمن قاعة مطالعة،وقاعة لمطالعة الصحف،بالاضافة إلى مكان مخصص للطلبة للدراسة.تحتوي المكتبة الثقافية الوطنية على العديد من الصحف والمطبوعات الدورية .

3: مكتبة الجيل الجديد،وتشمل قاعة للمطالعة والألعاب والشطرنج .

4: مكتبة الأقصى التابعة لشبيبة الثورة .

    قاعات المحاضرات:

1: قاعة الشهيد حلوة زيدان،وهي تابعة لجيش التحرير الفلسطيني،ومن أقدم القاعات الثقافية الفلسطينية الموجودة في المخيم .

2: قاعة الشهيد عبد الكريم حمد،أبو عدنان ،وقاعة الشهيد خالد نزال .

3: قاعة 16 تشرين الموجودة في مقر فرع حزب البعث العربي الاشتراكي .

4: قاعة الشهيد غسان كنفاني

5: قاعة الشهيد سمير درويش الموجود في مجمع الخالصة .

    دور النشر:

((نشطت دور نشر في مخيم اليرموك في فترة من الفترات،وتميزت بأنها كانت تؤسس من قبل أشخاص مهتمين بالشأن الثقافي،لكنها وللأسباب متعددة سواء كما يقول مدير دار الشجرة غسان الشهابي بسبب عدم الدعم المادي من قبل الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الموجودة في الساحة السورية أو بسبب محاربة هذه الفصائل لكل شيء جديد يمكن أن يظهر مدى تقصير هذه الفصائل من الناحية الثقافية وعدم الاهتمام بها إلا لمأرب فصائلية .وسبب ذلك توقفت العديد من دور النشر عن العمل ،مثل:دار جفرا، دار المسبار ،دار الموعد الذي  انحصر دورها بالكتاب السياسي ويعتبر عمر الدار قصير بسبب التوقف عن العمل ، هناك دور خاصة في مخيم اليرموك ولكن إلى الآن لم يرفدوا الساحة الثقافية بشيء يشبع النهم الثقافي ويعطي جديد، يمكنني القول هنا أن المؤسسة الوحيدة التي عملت بشكل جيد هي مؤسسة دار فلسطين للثقافة،فهذه الدار أصدرت مجموعة كبيرة من الكتب التي لها علاقة بالقضية الفلسطينية إن كان بإطار الأدبي أو السياسي أو الإبداعي،لكن مشكلتها الأساسية  بأنها محصورة بدور سياسي بمعنى أنها محسوبة على تنظيم فلسطيني وهذا مما اضعف من دوراها وتأثيرها بالشارع ويضعف من حركة المثقفين تجاهها))[7].  يوجد في مخيم اليرموك عدد من مراكز الطباعة،ودور النشر التي تساهم في رفد الحياة الثقافية،ومنها:

دار الشجرة:

هي أقدم دار في مخيم اليرموك التي نشطت في مجال النشر على صعيد القضية الفلسطينية والتراث الفلسطيني،ونشرت عدداً من الكتب حول القرى والمدن الفلسطينية، وتعنى بنشر التراث الفلسطيني وإحياء الذاكرة الشعبية

دار القدس للعلوم:

أسست دار القدس للعلوم عام 2000 م آخذة على عاتقها الاضطلاع بمسؤولية التثقيف ونشر الوعي الصحي والطبي في المجتمع، ونظراً لأهمية موضوع الصحة فقد رفعت دار القدس للعلوم شعار (الصحة أولاً) هادفةً إيصال رسالتها الثقافية الصحية إلى كل الناس وعلى جميع المستويات.
دار واجب، ودار الكرمل  .

المجلات:

استطاعت المجلات والصحف التي كانت تصدر في مخيم اليرموك أن تكون موجه إلى كل الشرائح الفلسطينية ،رغم أنها كانت تتبع لفصائل فلسطينية ،صحيح أن الفصيل أراد من هذه الوسيلة الإعلامية أن تكون منبراً وصوتاً له إلا أن المثقفين استطاعوا أن يقودوا الدفه ويوجهوها إلى شاطئ المثقف النهم الذي يتذوق المادة الجيدة بغض النظر عن الكاتب أو الفصيل الذي يصدر هذه المجلة أو الجريدة ،وكذلك  أدت ظروف كثيرة إلى انتقال مقرات عدة مجلات فلسطينية إلى اليرموك .وأشهر المجلات :

مجلة الحرية: التي انتقلت إلى مخيم اليرموك في أواسط التسعينات،وهي تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

مجلة الهدف: التي افتتحت مقرها في مخيم اليرموك منذ بدايات عقد التسعينات وهي   تابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

هناك كم كبير من الصحف والمجلات الدورية التي ليس لها مقر في المخيم ولكنها توزع فيه مثل:

 مجلة  الأمام،صابرون ،القساميون، فلسطين المسلمة ، مجلة فارس،مجلة العودة وغيرها .

المركز الثقافي العربي في اليرموك:

تاسس المركز الثقافي العربي في مخيم اليرموك عام 2004،يتمتع المركز بخصوصية بأنه موجود في مخيم اليرموك مخيم الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية هو مركز ليس ثقافي وحسب وإنما ملتقى سياسي وثقافي وفني نخاصة وأن فيه أكبر مسرح في مدينة دمشق بالنسبة للمراكز الثقافية يتسع لأكثر من 600 شخص أغلب المؤتمرات والمهرجانات والندوات والحفلات الفنية التي تقيمها الفصائل الفلسطينية كافة [8].

يوجد في المركز لجنة أصدقاء المركز ،نادي الطفل مهمة اللجنة رعاية مواهب الأطفال من خلال الرسم الموسيقا الترفيه ،يتميز المركز بإقامة مهرجانات سنوية منها :

  • مهرجان رسوم الأطفال السنوي والذي يقام إضافة للسنة السابعة على التوالي
  • يحضر لإقامة مهرجان أدب الطفل للشعر والخطابة والفصاحة من أجل تنمية مواهب الأطفال وقدراتهم ووضعهم على السلم الصحيح في بداية مشوارهم الأدبي ،
  • مهرجان شعري بعنوان مهرجان الفنون ويتضمن عروض فنية استعراضية للفرق تراث فلكلور رقص شعبي
  • عروض مسرحية للأطفال
  • مهرجان ربيع الأدب للشعر والقصة للشباب والذي يقام للسنة الخامسة على التوالي
  • يتبع للمركز معهد الثقافة الشعبية في اليرموك فيه حوالي 800 طالب وطالبة

النشاطات الثقافية:

المتتبع للحراك الثقافي في اليرموك يلحظ أن معظمها اتخذت عدداً من الأشكال هي :

1 : نشاطات ثقافية بمناسبة الأعياد والمناسبات التي تحتفل بها الفصائل الفلسطينية كل على حدا.

2: نشاطات ثقافية بمناسبة الأعياد الوطنية الفلسطينية أو المناسبات الأخرى ذات الطابع الوطني العام.

3: نشاطات ثقافية تقيمها لجان تعمل في المجال الثقافي،مثل اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين،اللجان العاملة في مجال حق العودة .

4:نشاطات يدعو إليها هذا المنتدى الثقافي أو ذاك . 

مؤسسة القدس للثقافة والتراث:

مؤسسة القدس للثقافة والتراث مؤسسة فلسطينية ثقافية طوعية مستقلة، تأسست في دمشق عام 2010 بهدف المساهمة في بعث وتعزيز الهوية والثقافة الفلسطينية كجزء لا يتجزأ من الهوية والثقافة العربية والإسلامية، وفق رؤية مستندة إلى الثوابت والجذور، ومنفتحة على كل الثقافات العالمية من منطلق الوعي بالذات والعالم[9].

الأهداف:

1 ـ المساهمة في المحافظة على الهوية والثقافة الوطنية الفلسطينية وتأكيد ارتباطها بالهوية والثقافة العربية والإسلامية.

2 ـ تنمية الوعي بخطر المشروع الصهيوني الذي قام على اغتصاب الأرض وتزوير التاريخ وطمس الهوية والثقافة والتراث.

3 ـ التعريف بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، وإبراز هويتها العربية والإسلامية، ورصد وكشف التهديدات والإجراءات الصهيونية التي تهدف إلى تهويدها وهدمها والاستيلاء عليها.

4 ـ تعزيز قيم الثقافة الوطنية الإيجابية كالصمود والثبات والمقاومة، ومناهضة ثقافة الهزيمة والاستسلام في الأمة.

5 ـ إشاعة ودعم ثقافة الحوار وبناء الجسور بين مختلف التيارات الثقافية والفكرية في فلسطين والأمة.

6 ـ تفعيل دور الثقافة وتوجيهها لخدمة قضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها قضية فلسطين.

7 ـ دعم ورعاية المبدعين من أبناء شعبنا وأمتنا في مختلف المجالات الثقافية والأدبية والتراثية.

8 ـ الاهتمام بفئات المرأة والشباب والأطفال وتشجيع العمل والإنتاج الثقافي والأدبي والفني الخاص بهم.

الوسائل والأنشطة:

1 ـ بناء قاعدة معلومات تعتمد رصد الحركة الثقافية الفلسطينية وتقاطعاتها العربية والإسلامية والدولية.

2 ـ إعداد وإصدار الدراسات والبحوث، والترجمات، وطباعة ونشر الكتب والأدبيات التي تخدم أهداف المؤسسة.

3 ـ عقد المؤتمرات والندوات واللقاءات والمحاضرات وورش العمل حول القضايا الثقافية والأدبية والفنية المختلفة.

4 ـ رصد وتوثيق ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين من انتهاكات واعتداءات من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني.

 

5 ـ إقامة مسابقات ثقافية في الأدب والفنون والتراث، وتكريم المبدعين، ومنح الجوائز لتشجيع المواهب الناشئة

مؤسسة فلسطين للثقافة:

 تأسست مؤسسة فلسطين للثقافة في صيف عام 2005 ميلادية بقرار مجموعة من العاملين والناشطين في القطاع الثقافي والإعلامي .

"فلسطين" هو عنوان هذه المؤسسة وموضوعها فكل موضوع يحمل هذا العنوان في مجاله وتخصصه وتعريفه هو ضمن اهتمام المؤسسة ،غرض المؤسسة  هو إعلان التمسك بكامل أرض فلسطين قبل احتلالها، وتأصيل الانتماء لها، والكشف عن تفاصيل انتمائنا لها وانتمائها لنا. ،وأن تصل حاضرها بماضيها وتعيد لها مكانتها العربية والإسلامية، كواحدة من منارات الحضارة الإنسانية والعربية والإسلامية ثقافةً وعلماً وفناً وتاريخاً ،وكذلك  ملأ الفجوات في حاضر الشعب الفلسطيني الأليم بحقائق طمستها يد عابثة، وحزبيات ظالمة، وأدبيات أجنبية وافدة لا تنتمي إليهم، لتعيد الاتصال الطبيعي بين هذا الحاضر وبين ماضينا العابق بأرواح أجدادنا وشذا جهادهم فيها ،وأن تسجّل تراث هذه الأرض وترصد لحظات حياتها بكل مكوناتها،ورصد نجوم مبدعيها ممن لم تضئ لهم منابر الإعلام حيث انصرفت عنهم إلى منازل نائية أرهقها الضوء فشحبت وغارت مباهجها[10].

لا تنتمي هذه المؤسسة إلى أي جهة سياسية بعينها أو أي تنظيم وليست خطاباً سياسياً لأي جهة، فهي مؤسسة ثقافية ترعى قيم الثقافة الفلسطينية المشتركة التي يؤمن بها كل فلسطيني وطني مهما تباينت توجهاته السياسية. 

مؤسسة الشهيد ماجد أبو شرار:

في لقاء مع مدير مركز الشهيد ماجد أبو شرار تحدث مدير المركز موسى قاسم (أبو عمار ) عن النشأة والتأسيس فقال :" تأسس مركز الشهيد ماجد أبو شرار للثقافة عام 1988،كمنبر للثقافة الوطنية القومية الجادة الملتزمة بالقضية المركزية للأمة العربية،قضية فلسطين،من كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية والإبداعية، وكل ما يهتم بتوطيد وترسيخ وتعزيز الثقافة المقاومة في سياق الفعل العام الذي تنخرط فيه القوى والإمكانيات في سبيل تحقيق دحرالمشروع الإمبريالي الصهيوني،وتحقيق التحرير الكامل للتراب العربي،والإرادة العربية .واردف أبو عمار أن المركز إحدى المحطات الرديفة لحركة التحرير الوطني (فتح)[11].

وأضاف مدير المركز أن  نشاطات المركز متعددة ومتنوعه منها :

1: مسابقة الشهيد ماجد أبو شرار للإبداع. الدورة الأولى 1998 ،الدورة الثانية 1999.

2: صدر عن المركز كتاب "أناشيد للأرض والخبز المر "

3: يهتم المركز بالندوات الفكرية والسياسية والأمسيات الأدبية والثقافية .

4: ورشات عمل إقامة المعارض الفنية رعاية المواهب الشابة

5: يرعى المركز فرقة العاشقين الفلسطينية الملتزمة ويرعى الإبداعات الثقافية والعروض المسرحية وهناك أنشطة تخص المرأة الفلسطينية  

المركز الثقافي الفلسطيني:

تأسس المركز الثقافي الفلسطيني في تشرين الأول عام 2000 وله أربعة أقسام هي :

: المكتبة الثقافية الفلسطينية : تأسست نهاية عام 1995،كمكتبة عامة،تهدف إلى خدمة المجتمع المحلي،من المثقفين والباحثين والصحفيين والطلبة بتوفير الكتب والمراجع والدوريات بكافة الموضوعات بما يخدم اهتمامهم وحاجاتهم البحثية والدراسية .

:مكتبة الجيل الجديد: تأسست في كانون الأول 1998م،لتخدم الفئة العمرية من 8 ـ 16 سنة من الطلبة بهدف توفير المراجع الضرورية الداعمة للمنهاج الدراسي وما هو ضروري للأطفال من كتب ودوريات وألعاب تربوية،وقاعة للمطالعات وقاعة للشطرنج [12].

المنتدى الثقافي الديمقراطي الفلسطيني:  تأسس 1989م وهو إطار ثقافي يضم في عضويته مثقفين وباحثين وأكاديميين ويعمل من أجل نشر الثقافة الوطنية والديمقراطية ويساهم في تكريس حالة ثقافية قائمة على الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر والتمسك والدفاع عن الهوية والثقافة للشعب الفلسطيني، وتشجيع الحالات الإبداعية الشابة .

النادي الفلسطيني للسينما: تأسس في أيلول عام 2000م بهدف نشر الثقافة السينمائية بين أعضاء النادي خصوصاً والجمهور عموماً من خلال عرض الأفلام الهادفة واللملتزمة بما فيها الأفلام العلمية وأفلام الأطفال ومنقشتها من الناحية التقنية والثقافية والأخلاقية ،والمساهمة في تلبية حاجات الشباب المهتمين وتطوير معارفهم من خلال تنظيم دورات تدريبية في التمثيل والإخراج والسيناريو والتصوير الفيديو والضوئي .

نادي جنين الثقافي:

أنشئ نادي جنين عام 2006 كنادي رياضي وثقافي واجتماعي متميز في عطائه للشباب الفلسطيني،لكن يمكن القول أن النادي في بداياته أهتم بالجانب الرياضي عل حساب الثقافي والاجتماعي ،ومنذ فترة وجيزة تم الاهتمام بالجانب الثقافي أي في منتصف عام 2010،وفي لقاء مع أبو هادي مدير مركز جنين ولدى سؤاله عن دور المركز أجاب :"لا شك أنَّ الثقافة  تعد مكونًا من مكونات أي مجتمع يتطلع إلى التقدم والازدهار، لذا رأى مجلس الإدارة في نادي جنين  أن يكون النادي مجمعا حضاريا يخدم أبناء الشعب الفلسطيني في سورية فأنشأ  قسماً للثقافة يعنى بنشر الثقافة التربوية والوطنية بين الغرس الندي الذي سيكون بإذن الله جحافل العودة إلى فلسطين ، وهذا الجيل لا بد من تسليحه بالإيمان والعلم والثقافة"[13].

أهداف القسم الثقافي:

  • تشجيع أبناءنا على المطالعة والبحث العلمي.
  • إحياء التراث الفلسطيني بين الناشئة.
  • تزويد أطفالنا وشبابنا بكل ما هو مفيد ونافع.
  • نشر ثقافة العودة والمقاومة بين شعبنا الفلسطيني.
  • التواصل ثقافيا بين الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.
  • العمل على إبراز القضية الفلسطينية العادلة في المحيط السوري الذي يعيش فيه.
  • إعداد جيل من الشباب متمسك بالقضايا الوطنية .والحفاظ على الشباب بعيدا على الرذائل.
  • -تعريف شعبنا الفلسطيني برموز وأعلام فلسطين.

أهم انجازات القسم الثقافي :

  • تأسيس  مكتبة تعنى بأدب الأطفال وبثقافة العودة .
  • إقامة دورة للخط العربي لمدة أسبوعين.
  • تأسيس صالة للشبكة العنكبوتية للاستفادة من عالم الإنترنت.
  • افتتاح صالة كبيرة للمطالعة الحرة.

 بيت فلسطين للشعر:

هي مؤسسة متخصصة بالشعر وشؤون الشعراء خارج حدود الوطن المحتل[14].

من أهداف البيت :

1: العمل على إبراز دور الشعراء وإبداعهم في قضية فلسطين وأدب العودة.

2: استكشاف المواهب الشبابية وصقلها وتطويرها،لبناء جيل شبابي مبدع.

3: العمل على أطلاق التواصل الثقافي بين شعراء فلسطين وشعراء الوطن العربي والعالم .

4: تعزيز حضور المضامين الأخلاقية والوطنية في الأوساط الثقافية.

5: العمل على ربط الأجيال بدور الشعر الهادف ومكانته الثقافية والوطنية .

6: رفد الواقع الثقافي الفلسطيني والعربي والعالمي بالعطاء الايجابي والمتميز .

من مشاريع بيت الشعر :

1ـ الموقع الإلكتروني انطلق يوم 25/10/2011م

2ـ الإصدارات المطبوعة : يعمل البيت على تأسيس مكتبة متخصصة في شعر القضية الفلسطينية وأدب العودة.

الإصدارات الإلكترونية منها: مجلة حنين وهي مجلة إلكترونية شهرية تعنى بشعر العودة

حصاد  الشعر : هي نشرة شهرية ترصد الحراك الشعري الفلسطيني والعربي

الفعاليات الشعرية :

أقام بيت الشعر العديد من الفعاليات الشعرية في سورية ولبنان،وشارك في عدد من الندوات والمهرجانات والمؤتمرات الأدبية في أكثر من بلد .  

مركز إبداع :

أنشئ مركز إبداع في 8 / 8 / 2010،يعمل ضمن جمعيات اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ،يبحث المركز عن الحالة الإبداعية في المجتمع الفلسطيني بكافة المجالات (الأدبية،العلمية،عملية،من الناحية الحرفية المهنية وحتى في مجالات الزراعة والتجارة ،كما يبحث عن الفكرة الإبداعية لدى الأشخاص أو المجموعات أو المؤسسات ومحاولة تطبيقها واقعاً.المركز على مسافة واحدة من جميع المؤسسات والهيئات الثقافية الفلسطينية يتعاون مع الجميع دون استثناء ودون التدخل في الخلافات الإيديولوجية الفكرية أو السياسية [15].

نشاطات المركز :

  • قام المركز بتكريم الحالات الإبداعية لدى الناشئة،وذلك لحضهم أكثر على الإبداع والابتكار وتطوير مواهبهم.
  • تكريم بعض الجهات والمؤسسات والشخصيات الفاعلة والمساهمة بتطوير الحالة الثقافية ،والتي تقدم برامج إبداعية .
  • إقامة مسابقات ثقافية تنمي روح الإبداع .
  • يهدف المركز إلى العمل لإنشاء مركز علمي فلسطيني لأبناء الشتات

 المركز الشبابي الفلسطيني جفرا:

 تأسس مركز جفرا عام 2002 من قبل مجموعة من الشباب الفلسطيني في مخيم اليرموك بهدف تنظيم وتطوير كفاءات الشباب وفق عدد من المشاريع التخصصية والتنموية التي من شأنها أن ترفع من سوية الوعي الثقافي والاجتماعي لديهم كما تنمي خبراتهم واهتماماتهم وتساعدهم على صقل مهاراتهم لما له من أهمية في تعزيز قدراتهم على تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقهم كشباب فلسطيني يعاني من العديد من المشاكل والعقبات التي تحول دون قيامه على هذه المسؤوليات وذلك وصولاً لتحقيق الأهداف الوطنية في العودة وتقرير المصير وغقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وتأتي جفرا اليوم كمحاولة جادة لإيلاء الاهتمام للشباب الفلسطيني من خلال آليات عمل تطوعية واعتمادا على سبل علمية حديثة في ذلك[16].

أهداف مركز جفرا :

يسعى المركز من خلال عمل التواصل إلى :

1- رفع مستوى الوعي الثقافي والاجتماعي لدى الشباب الفلسطيني.

2- إعداد الكادر الشبابي المتخصص والقادر على تحمل أعباء المسؤوليات الوطنية الملقاة على عاتقه.

3-  تشجيع وترويج ثقافة العمل التطوعي والمبادرات الشبابية الخلاقة.

4- إشراك جميع المواهب والطاقات الشبابية في الخدمة الاجتماعية شبابا وشابات.

5- الحفاظ على الموروث والثقافة الفلسطينيتان وإعادة إحياء الذاكرة الشعبية الفلسطينية.

6- متابعة الموقف الأوروبي والعالمي والعمل على التأثير بهما بما يضمن تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية.

 المركز الفلسطيني للثقافة والفنون:

مؤسسة ثقافية فلسطينية مستقلة في مخيم اليرموك ذات طابع تطوعي , تقوم على المبادرات الفردية و الجماعية, أنشأت في/ 3  أكتوبر/2004/وتسعى إلى خلق مناخ من التواصل الثقافي لدى و من خلال مجتمعنا الفلسطيني[17].

الأهداف :     

  • تعزيز و رفع مستوى الوعي بقضايا الفن و الإبداع في مجتمع اليوم .
  • تطوير المهارات و الإمكانيات الإبداعية لدى الشباب الفلسطيني في الشتات .
  • تقدم تسهيلات للمشاريع الفنية و الأدبية.
  • تقديم مشاريع ثقافية و فنية تتناسب و حاجات التجمعات الفلسطينية في مناطق اللجوء.
  • إفساح المجال و الترحيب بجميع المشاركات الشبابية .
  • خلق جسر للتواصل مع مبدعينا في الوطن والشتات .

نشاطات المركز:

التصوير و النحت :

منذ افتتاح المركز , أعير الفن التشكيلي جانباً واسعاً من الاهتمام حيث أقام المركز حتى اليوم جملة من المعارض و ورشات العمل الفنية و التي ضمت فنانين و نحاتين محترفين و

   الموسيقى:

ضمن احتفاليات المركز و نشاطاته المستمرة, أخذت الموسيقى منحا ذا أهمية عالية حيث أقام المركز أمسيات موسيقية للعزف المنفرد و الفرق الموسيقية.

كتاب ومبدعون عاشوا في مخيم اليرموك:

ظهرت في مخيم اليرموك الكثير الكثير من الأسماء التي لمعت في مجال الأدب والثقافة والفنون المختلفة،وكان لهم تأثيرهم على الحراك الثقافي ليس على مستوى مخيم اليرموك فحسب بل على مستوى سورية والوطن العربي،توخيت في هذه الدراسة أن أذكر بعض هؤلاء الأدباء والمبدعين ولكن أغلب السماء التي جمعتها كان يطغى عليها الجانب الأدبي والثقافي، فعذراً إن نسينا أحد من مبدعينا الذين عاشوا وواكبوا وصنعوا الحراك الثقافي والفني والتشكيلي والسينمائي وغيرها من الفنون على اختلاف أنواعها . وهم:

يوسف سامي اليوسف / حسن سامي اليوسف / رشاد أبو شاور / أحمد دحبور / محمود سرساوي / أحمد سرساوي / رسلان عودة / فجر يعقوب/ فتحي رشيد / حمد موعد / صالح هواري / د .حسن الباش / سمير عطية / عبد الكريم الحشاش / بسام رجا / ماهر رجا / كمال سحيم / علي بدوان / أحمد نجم / أحمد هلال / محمد توفيق السهلي / نبيل السهلي / ماجد أبو ماضي / محمد أبو عزة / يزن يعقوب/ أوس يعقوب/ داوود يعقوب/ وسام الباش / عماد موعد / د. محمود موعد / جمال جنيد / نعمة خالد / فيصل دراج /أحمد برقاوي /يوسف سلامة /سعد مدلل/ محمود موعد/ نهاد حميد/ فوزي حميد/ مي جليلي/ سلوى رفاعي/ نعمة الخالد /عبد الرحمن أبو القاسم /تيسير إدريس /هاني السعدي / عبد الكريم الحشاش /عارف الأغا/ حسن عودة /ياسن معتوق /عبد الرحيم مطر/ أحمد الباش / إبراهيم العلي / هدى ديبان /نازك عمار/ناهد عبد العال /هيفاء الأطرش /خصاب خالد /محمود خليلي /عبد الحي مسلم/سليمان العلي/محمود السعدي/محمد الركوعي/زهدي العدوي/زكي سلام/محمد الوهيبي/عبد المعطي أبو زيد/ إيمان عمر/.

تجمع العودة الفلسطيني (واجب):

((تجمع واجب الذي أنطلق في نهاية  2006 كغيره من مؤسسات العودة ولجانه، ولكنه استطاع أن يحقق قفزة مؤسساتية في هذا المجال، فاحدث أقساماً لرعاية ثقافة العودة أهمها قسم الدراسات والأبحاث وقسم التاريخ الشفوي، ومن ثم منهج انشطته مثل نشاط القرية الفلسطينية بما يخدم هدف تعزيز ثقافة العودة، واليوم هو بصدد أطلاق المكتبة الفلسطينية الجامعة كأول مكتبة عامة تخصصية بالشأن الفلسطيني ومهنية في الوقت ذاته، ويحاول التجمع دائماً ان يتكامل مع غيره من المؤسسات الثقافية لخدمة هذا الهدف، وهناك مسالة مهمة وهي أن نكون على قناعة أن مؤسسة وحدها لن تستطيع خدمة المشروع الثقافي الفلسطيني وحدها مهما بلغت من الحجم والإمكانيات))[18]

يعتبر تجمع العودة الفلسطيني ( واجب ) نموذجاً للجان حق العودة المدافعين المتمسكين بالثوابت الوطنية، فهو تجمع شعبي مستقل، انطلق في المخيمات الفلسطينية في سوريا،  يسعى لإبراز قضية العودة بمستوياتها الشعبية والإعلامية والبحثية، والمطالبة بهذا الحق والدعوة إلى التمسك به انطلاقاً من رؤية (الوجوب) وعدم أحقية أي جهة بالتنازل عن حق العودة إلى الديار والممتلكات سواء أكان فرداً أو مجموعة سياسية أو دولية أو شعبية مهما كان حجمها.

ما يميز تجمع (واجب ) عن غيره من لجان حق العودة على امتداد الساحة السورية والفلسطينية هي تلك الرؤية الثاقبة في وجوب العودة ورفع مستوى الوعي والإدراك لدى اللاجئ الفلسطيني في مختلف مناطق لجوئه ومعالجة همومه من كافة جوانبها النفسية والمعنوية والإنسانية ، حيث تتركز وسائل التجمع في ترسيخ رؤية (واجب العودة) في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئ في مختلف مناطق لجوءه. رفع مستوى الوعي والإدراك لدى أبناء اللاجئين بحجم ومركزية قضية العودة كجوهر للقضية الفلسطينية ،فتح نافذة على هموم ومعاناة اللاجئ الفلسطيني من جوانبها النفسية والمعنوية والإنسانية المختلفة ،الوقوف كحالة شعبية في وجه المشاريع والمبادرات المشبوهة الهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين وتمييعها ، العمل على صياغة موقف موحد داخل المخيمات.

نشاطات واجب:

  • أقام العديد من الندوات و المحاضرات المتنوعة ( سياسي – اجتماعي – رياضي – طبي ) و الهادفة إلى النهوض بأبناء شعبنا في جميع مخيمات سوريا .
  • عرض العديد من الأفلام الوثائقية التي تحاكي موضوع اللاجئين و تمثل معاناتهم .
  • اصدر العديد من الكتب و الملصقات و الأقراص الليزرية ( cd ) وديوان شعر العودة التي تعنى باللاجئين و ترسخ ثقافة العودة لدى أبناء شعبنا .
  • عقد مؤتمر آفاق في قضية اللاجئين وحق العودة في الذكرى الستين لاحتلال فلسطين.
  • عقد الملتقى العربي و الدولي لحق العودة في دمشق .
  • المشاركة الفاعلة في مظاهرات نصرة غزة أثناء العدوان الصهيوني الغاشم عليها .
  • أقام مشروع التاريخ الشفوي الذي يؤرشف لأبناء الجيل الجديد تاريخ الآباء و الأجداد و يربط الماضي بالحاضر.
  • أقام معرض الكاريكاتير الدولي (سورية 2009) في المتحف الوطني بدمشق .
  • أقام نشاط يوم القرية الفلسطينية .
  • سير رحلات معونة و مؤازرة إلى مخيم التنف.
  • أطلق فيلمه التسجيلي بعنوان: فوق الألم .
  • إقامة العديد من الإفطارات الجماعية في المخيمات بمناسبة شهر رمضان المبارك وجعل من ذلك تقليد يقوم به كل عام .
  • المشاركة في بناء أكبر علم فلسطيني في العالم

آمال وطموحات:

خلاصة اللقاءات والقراءات وتبادل أطراف النقاش والحوار تمكنت من جمع بعض الاقتراحات والطموحات والأماني لتفعيل الواقع الثقافي للفلسطينيين ليس فقط في مخيم اليرموك وإنما على الساحة الفلسطينية برمتها وكانت هذه الخلاصة :

1: بسياق الهموم والهواجس التي تعيشها الساحة الفلسطينية يجب تعميم ثقافة المقاومة لدى أبناء شعبنا الفلسطيني

2: يجب أن تكون المنتديات الثقافية لعموم الشعب الفلسطيني وليست حكر لجهة أوفصيل معين.

3: تفعيل دور الاتحادات المعنية بالشأن الثقافي الفلسطيني كاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين

4:إبتعاد الكتاب والمثقفين الفلسطينيين عن السجالات السياسية في الساحة الفلسطينية .

الانقسام الثقافي الذي يتبعه انقسام سياسي ويتبع أيضاً الانقسام الفصائلي وهذا يؤدي إلى تشتيت العمل الثقافي وعدم قدرة المثقفين على الإلتقاء بوجهات نظرهم تحت سقف ثقافي واحد حيث أن لكل فصيل أو حركة مؤسساتها الثقافية المستقلة والتي لا تهتم إلا بمنتسبي هذا التنظيم أو الفصيل من مثقفين ،بينما يعيش الأفراد المستقلون وهم كثر في الحالة الثقافية الفلسطينية مشتتين دون أي داعم لهم

  • يجب عدم دخول الإيديولوجيات الفكرية على المشروع الثقافي
  • يجب عدم تغييب دور الشباب وإبداعاتهم
  • يجب عدم تغييب دور المرأة على صعيد الأدب والفكر .

 أخيراً يمكننا القول: إن الكارثة تصنع الإبداع أحياناً، لذلك نرى أن تهجير شعبنا من أرضه ووطنه وفرض الحياة القاسية عليه، إضافة إلى القهر اليومي الذي يعيشه منذ أكثر من ستين عاماً في الترقب والانتظار لا بد لذلك كله أن يصنع منه شعباً مبدعاً، وقارئاً نهماً، باحثاً عن أسباب مصيبته التي ألمّت به وعن المتسببين فيها من جهة، ومن جهة أخرى مثابراً دائماً على إبقاء الذاكرة حية متيقظة في عقول الأجيال حتى لا تنسى، فكان لا بد من الثقافة سبيلاً حياً لإبقاء جذوة الحق مشتعلة لا تنطفئ في نفوس هذا الشعب العظيم.

ما نريد قوله هنا أن الحركة الثقافية في مخيماتنا تؤسس للوعي الوطني، وارتباط هذا الشعب بقضيته ارتباطاً لا تستطيع أية قوة في العالم كسره، فما دامت هذه الحركة قائمة فمن الطبيعي أن قضيتنا بألف خير. فالثقافة والوعي الثقافي هما من وسائل المواجهة والمقاومة التي يجب أن لا تسقط من حساباتنا الفكرية.

وهكذا نرى أن المشروع الثقافي الفلسطيني لا يزال يتغذى من الروافد التلقائية التي يقوم بها الفلسطينيون وفق قانون الضرورة، ولا نزال ننتظر الكثير حتى يتضافر جهد المؤسسة الرسمية مع جهود المجتمع المدني لمواصلة إنجاز هذا الاختيار الكبير

 [1] فايز أبو عيد، الحراك الثقافي في مخيم اليرموك، بحث (ميداني) مقدم لأكاديمية دراسات اللاجئين2011. وفد تم الاعتماد على هذه الدراسة بشكل رئيس.

[2] لقاء مع الباحث والصحفي محمد أبو عزة 19/2/2011

[3] مقابلة مع الباحث أحمد الباش 6 / 2 / 2011

[4] لقاء مع الصحفي أحمد هلال  18 / 2 / 2011

[5] لقاء مع الصحفي ومدير مركز إبداع مهند صالح  9/2/2011

[6] مقابلة مع مدير عام تجمع العودة الفلسطيني واجب "طارق حمود " 3/3/2011

[7] لقاء مع غسان شهابي مدير دار الشجرة للطباعة والنشر  22/2/ 2011

[8] مقابلة مع مدير المركز الثقافي فريد عبد الرحيم  13 / 2 / 2011

[9] لقاء مع أبو جهاد الطوخي مسؤول مركز مؤسسة القدس للثقافة والتراث  1/3/2011

[10] لقاء مع الصحفي محمد أبو عزة مدير قسم الدراسات في مؤسسة فلسطين للثقافة 19م2/2011

[11] لقاء مع موسى قاسم مدير مركز الشهيد ماجد أبو شرار 11/3/2011

[12] اتصال هاتفي  مع ياسر تميم مدير المركز الثقافي الفلسطيني  2/2/2011

[13] مقابلة مع أبو هادي مشرف مركز نادي جنين الثقافي  8/3/2011

[14] سمير عطية  الشاعر لقاء مع مدير بيت فلسطين للشعر

[15] لقاء مع الصحفي ومدير مركز إبداع مهند صالح  9/2/2011

[16] لقاء مع مشرف مركز جفرا 6/3/2011

[17] لقاء مع مدير المركز الفلسطيني للثقافة والفنون غسان السعدي 25/3/2011

[18] : لقاء مدير عام تجمع العودة الفلسطيني واجب طارق حمود 3/3/2011

صور من المخيم


https://palcamps.net/ar/camp/82