الفلسطينيون في مصر


 

ثامناً: اللاجئون الفلسطينيون في مصر

يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في مصر بنحو 60 ألف فلسطيني، ويتركز معظمهم في القاهرة والإسكندرية، ومحافظة الشرقية، ومنطقه القناة، وسيناء. لجأ إلى مصر عدد  كبير من الفلسطينيين بفعل نكبة 1948، ثم خلال العدوان الثلاثي 1956، إلا أن أعداداً أكبر وصلت إلى مصر بعد احتلال القوات الإسرائيلية الضفة الغربية وقطاع غزة في حرب حزيران 1967.

كيف تعاملت الحكومات المصرية المتعاقبة مع اللاجئين الفلسطينيين؟

1- في بداية اللجوء عام 1948 جمعت السلطات المصرية من وصل من الفلسطينيين عبر البر إلى معسكر في العباسية ضواحي القاهرة، إلا أن صدامات جرت بين اللاجئين والقوات المصرية نتيجة حصارها لهم آنذاك، فسمحت الحكومة المصرية بخروج الذين يملكون الأموال ومنحتهم حق الإقامة في مصر، وسمحت كذلك بخروج كل من أتى بكفيل مصري مقتدر.

2- في سنة  1958 ازداد وضع الفلسطينيين سوءاً، ففتح جمال عبد الناصر الأبواب أمام الفلسطينيين الموجودين في مصر والمقيمين في غزة -على اعتبار أن قطاع غزة واقع تحت الرعاية والحكم المصريَّين- وفتح أمامهم مجالات العمل والتعليم مجاناً في القطاع العام، وفتح باب الإقامة وأعطاهم وثائق مصرية.

3- بعد مجيء السادات إلى الحكم بدأ وضع اللاجئين الفلسطينيين يتغير تدريجاً، وجاءت أولى الأزمات بين قيادة منظمة التحرير والحكم المصري في سبتمبر 1975، مع توقيع السادات اتفاقية فصل القوات الثانية مع "إسرائيل"، ثم حين أقدم على زيارة "إسرائيل" في سياق "كامب ديفيد" عام 1977، فدخلت معاملة الفلسطينيين في مصر منحى آخر، عانى منه الفلسطينيون ما عانوا، وأخذت الأجهزة المصرية تتعسف في التعامل مع الفلسطينيين.

4- في عام 1978، وعلى أعقاب اغتيال منظمة فلسطينية وزير الثقافة المصري يوسف السباعي في قبرص، غيرت مصر كل القوانين المصرية التي كانت تنص على منع الأجنبي من العمل في مصر باستثناء الفلسطيني، حيث شُطب الاستثناء وأصبح  الفلسطيني في مصر مثل الأجنبي لا يحق له العمل، وهذا كان أهم حدث غيّر وضع الفلسطينيين الموجودين في مصر.

5- وفي مطلع سنة 1984 صدر قانون تنمية موارد الدولة، الذي عدَّ الفلسطينيين أجانب، وفرضت وزارة الداخلية المصرية على الإقامة السنوية لكل فلسطيني رسماً قدرة 425 جنيهاً مصرياً.

6- في عام 1993 سمح للفلسطيني الذي يولد من أم مصرية مطلقة أو أرملة أن يدخل الجامعات الحكومية ويدفع 10% من القسط. 

ما هي المبررات القانونية للوجود الفلسطيني في مصر؟

يحق للاجئ الفلسطيني الإقامة في مصر في الحالات الآتية:

- الدراسة: يجب إظهار شهادة مدرسية أو جامعية والعمر لا يتجاوز 21 سنة.

- العمل: يجب الحصول على عقد عمل أو شهادة عامل بالزراعة أو قيادة التاكسي صادرة عن اتحاد العمال الفلسطيني.

- الزواج: إظهار شهادة زواج من مصري والذي سيكون الضامن للإقامة في مصر. 

هل يخضع اللاجئون الفلسطينيون في مصر لولاية "أونروا"؟

لا يخضع اللاجئون الفلسطينيون في مصر لولاية "أونروا"؛ وبالتالي فهم لا يستفيدون من خدمات الإعانة والإغاثة التي تقدمها "أونروا" للاجئين في الدول المضيفة، وهم بذلك يصبحون تحت ولاية المفوضية العليا السامية لشؤون اللاجئين، وتندرج عليهم بنود الاتفاقية الدولية للاجئين عام 1951.

هل تعلم؟

1- لا يعيش اللاجئون الفلسطينيون في أحياء أو تجمعات يعرفون بها كما هي الحال في بعض دول اللجوء، ويوصف مجتمعهم بالمجتمع المبعثر.

2- لا يحق للاجئين الفلسطينيين في مصر الدراسة في المدارس والجامعات الحكومية إلا إذا دفعوا الأقساط بالعملة البريطانية بأسعار باهظة، باستثناء من وُلد لأم مصرية مطلقة أو أرملة، فيجوز له أن يدخل الجامعات الحكومية ويدفع 10% من القسط.

3- لا يحق لحامل الوثيقة المصرية استخدامها خارج مصر بدون عذر إلا لمدة ستة أشهر، وإن تجاوز هذه المدة بيوم واحد يفقد حقه في  الإقامة. أما من يريد السفر خارج مصر للعمل ولديه عقد عمل، فيحصل على إذن مغادرة لمدة سنة، ولا يسمح له بالعودة إلى مصر إذا تجاوزها.

4- يقدر عدد الذين يحملون وثيقة سفر مصرية بنحو مليون فلسطيني يعيشون خارج مصر نتيجة هذه القوانين.

5- مصر من الدول الموقعة على اتفاقية  القانون الدولي لشؤون اللاجئين لعام 1951 وبروتوكول الدار البيضاء، ولكنها لا تلتزم بهما من حيث تقديم الحماية والرعاية الخاصة باللاجئين.

  • كان ينتظر الفلسطينيين من "الربيع العربي" في مصر تغيير وتعديل لكل اللوائح والقوانين الخاصة بهم، ليحظوا بحقوقهم كلاجئين، ولكن الأمر لم يتم.
  • بعد ما شهدته مصر من أحداث تمثلت في عزل الرئيس المنتخب، وبث الكراهية والعداوة ضد الفلسطينيين، وتشديد الحصار على أهل غزة، والتحريض عليهم ليل نهار في وسائل الإعلام، ينتظر الفلسطينيون أن يراجع المصريون مواقفهم تجاه الفلسطينيين والقضية الفلسطينية. (1)

 

 

رابط مختصر: https://palcamps.net/ar/camps/21

جميع الحقوق محفوظة © موسوعة المخيمات الفلسطينية



https://palcamps.net/ar/group/21