أيام الشتاء ثقيلة على اللاجئين الفلسطينيين في مخيم إربد


أيام الشتاء ثقيلة على اللاجئين الفلسطينيين في مخيم إربد

لم تكنّ تعلم صبحية العطّار، أن جميع محاولاتها المستمرة، لطرق باب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، من أجل مد يد العون لها، ونجدتها، ستكون دون جدوى، فهي بحاجة لإصلاح سقف منزلها المتآكل بسبب تسرب مياه الأمطار التي تكاد أن تغرقه.

الستينية تقطن في مخيم الشهيد عزمي المفتي (مخيم الحصن) الذي يقع في محافظة إربد، شمال الأردن ويزيد عدد سكانه عن 40 ألف نسمة.

ما إن يهطل المطر حتى تتدفق جميع المياه إلى المخيم وتغرق شوارعه وبيوته
يتسلل البرد والمطر إلى منزلها المتهالك مع قدوم فصل الشتاء، مما يضاعف من معاناتها، فتصبح في حيرةٍ من أمرها، هل تغطي سقف المنزل بقطعة نايلون كبيرة أم تضع فوط تحت الشبابيك لمنع دخول المياه، أم تبحث عن سجادة بالية لوضعها على مسالك الصرف الصحي الخاصة بالمخيم، التي تفوح منها رائحة المياه العادمة، علها تحجب الرائحة الكريهة، التي تحاصرها في جميع أنحاء منزلها، فتسبب لها ضيقًا في صدرها وصعوبة في التنفس.

تقول العطار لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: " 3 شهور مياه الصرف الصحي، "المجاري" تطفح بساحة المدرسة المجاورة لبيتي، ونحاول الاتصال بالجهات المختصة من أجل حل الإشكالية، دون جدوى، مشيرة إلى أن وجود المصارف الصحية وعدمه واحد، فما أن يهطل المطر حتى تتدفق جميع المياه إلى المخيم وتغرق شوارعه".

تواصل حديثها: "وضعي المادي سيء جداً، لا يسمح لي بإصلاح السقف على حسابي الخاص، وجائحة كورونا دمرتنا وزادت من معاناتنا، الواحد لو بدو يشحد ما يلاقي حدا يشحده، فالحال صعب على الجميع".

لا تستطيع فتحات التصريف استيعاب كميات المياه الكبيرة التي تتجمع، بسبب ارتفاع منسوب المياه داخل المخيم، مما يعرض سكانه للخطر، فبيوته متلاصقة، عدا أن معظم الأسقف مصنوعة من الزينكو أو الاسبست، ما يزيد من مُعاناتهم خلال فصل الشتاء.

الرائحة تكون قاتلة والذي لديه واسطة يفتحون له المنهل
حال صبحية ليس بعيدًا عن حال صباح، التي تقطن في ذات المخيم، وتعاني من أوضاع معيشية واقتصادية متردية، تقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين " حياتنا في المخيم صعبة في جميع تفاصيلها".

تواصل حديثها، "لما تشتي الدنيا تدلف المياه في البيت من الحيطان والشبابيك، والشوارع طافحة والمناهل مسددة، فلا نستطيع الخروج من البيت إلا إذا اضطررنا ".

تتابع: "برنامج تحسين المخيم التابع لـ "أونروا" لا يعمل شيء، ولو مش طافحة مياه الصرف الصحي، الرائحة تكون قاتلة والي الو واسطة يفتحوا له المنهل، وكل سنتين يتم توزيع شوادر للبيوت المكشوفة، وتوزع حسب المعارف والأحباب".

تم إدخال برنامج البنية التحتية وتحسين المخيمات في الأردن، في أيار من عام 2013، بهدف معالجة الظروف المعيشية المتدنية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

كغيرها من الأزمات، عصفت جائحة كورونا بأحوال الأرملة صباح التي تنفق على أبنائها الأربعة، بعد توقفها عن العمل نتيجة الأزمة الأخيرة.

كثافة سكانية ونقص بارز في الخدمات والشتاء يكشف المستور
بدورها تقول مديرة العلاقات العامة والإعلام في جمعية الفاروق الخيرية فاتن سلمان لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن "هناك كثافة سكانية كبيرة في المخيم ونقص بارز في الخدمات مقارنة مع عدد السكان، إضافة إلى ضعف البنية التحتية تحديدًا مع قدوم فصل الشتاء وهطول الأمطار".

تواصل، داهمت مياه الأمطار منازل اللاجئين الفلسطينيين مع أول شتوية في المنطقة وأغرقت شوارع المخيم، حيث واجهوا صعوبة كبيرة عند قطعهم الشارع أو سيرهم أثناء المطر، بسبب تشكل السيول بشوارع المخيم، مشيرة إلى أن شبكات صرف المياه بحاجة إلى صيانة، فالإشكالية متكررة، ولم تساهم الجهات المختصة بإيجاد حل لها رغم المطالب المستمرة من السكان.

أغلب سكان المخيم تراكمت عليهم الديون وفواتير الكهرباء والمياه
"أسر كثيرة منازلها آيلة للسقوط وبحاجة إلى صيانة، والهيئات الناشطة في المخيم قدمت مؤخرًا صيانة لبعض المنازل، لكن لا زال هناك الكثير بدون صيانة، خاصة أن سقوفها من الزينكو، وسكانها معرضين للخطر في أي وقت" تقول سلمان.

تكمل الناشطة سلمان: وباء كورونا انعكس سلبًا على سكان المخيم حيث أن عددًا كبيراً منهم يعملون كعمال مياومة وغير مشمولين بوظائف، والكثير منهم يترزق على عربات بيع الخضار والفواكه التي تفتقد بدورها إلى غطاء يحمي أصحابها من تساقط الأمطار.

تشير سلمان إلى أن "هناك من يعمل ضمن شفتات مسائية خارج المخيم "أعمال حرة"، مثل الحدادة والنجارة والصيانة والسماكة والفندقة وغيرها من المهن، وفي ظل جائحة كورونا والحظر الليلي إضافة إلى حظر يوم الجمعة، فقد الكثير منهم عمله وتردت أوضاعهم الاقتصادية بسبب الجائحة.

ووفق سلمان، أغلب سكان المخيم تراكمت عليهم الديون وفواتير الكهرباء والمياه، التي لم يتمكنوا من سدادها بسبب فقدانهم لمصدر رزقهم، ولم تقدم لهم مساعدات مالية باستثناء الطرود التموينية والغذائية، التي لا تتجاوز قيمتها 30 ديناراً شهريًا للعائلة، وهذا يبين أن المخيم يعاني من شح الدعم المالي لمساعدة اللاجئين فيه على تجاوز الأزمة.

ليست المخيمات وحدها من تعاني!!
موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين توجه إلى مدير الدراسات والإعلام في دائرة الشؤون الفلسطينية، وإدارة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن أحمد الرواشدة، الذي قال: إن المخيمات تعاني من ضيق مساحتها والاكتظاظ السكاني داخلها نتيجة تزايد الكثافة السكانية، مشيرًا إلى أن البنية التحتية مزودة بالكامل من خطوط كهرباء ومياه واتصالات وشوارع، وهناك لجنة خدمات المخيم التي تتكون من الدائرة والمتطوعين ووجهاء المخيم الذين يديرون شؤونه.

يضيف الرواشدة، منذ أكثر من 10 سنوات ونحن ننفذ مشاريع تأهيل المساكن، نعيد بناء البيوت من أجل التخلص من الزينكو بالكامل، حيث أن الحكومة الأردنية تقوم ببناء غرفة ومطبخ ودورة مياه، بمساحة 30 متراً.

ولفت الرواشدة إلى أنه في بداية فصل الشتاء يتم تشكيل لجنة طوارئ من مدراء الدائرة، بالتواصل مع رؤساء لجان الخدمات في المخيمات، ويتم توزيع الأدوار فيما بينهم، حيث أن كل مخيم يضم مركز طوارئ لاستقبال الشكاوى ومتابعة مجريات الأمور الطارئة التي تحدث في المخيمات، وهذا المركز مربوط مع الحاكم الإداري في المنطقة التابع لها، بالتنسيق مع المحافظ.

يتابع: بعض البيوت التي ما زالت مصنوعة من الزينكو نوزع عليهم شوادر واحتياطات للشتاء، حتى لا يحدث دلف، وفي حال تعرض أي بيت للضرر، يتم إخلاؤه بشكل تام من خلال التنسيق مع غرفة العمليات.

"صدر تعميم من الرئيس لكل الجهات العاملة في الميدان الانتباه وأخذ جميع الاحتياطات اللازمة من أجل تفادي أي إشكالية، المعاناة من السيول بدأت بشكل كبير قبل عام وليس المخيمات وحدها التي تعاني بل جميع أنحاء المملكة". على حد قوله.

 

المصدر: بوابة اللاجئين الفلسطينيين



https://palcamps.net/ar/post/113