فرن أبو فؤاد: خبز وملح أهل مخيم اليرموك


فرن أبو فؤاد: خبز وملح أهل مخيم اليرموك

فرن أبو فؤاد
خبز وملح أهل مخيم اليرموك
يروي حكايته الاستاذ علي بدوان

أبو فؤاد ... العصامي صاحب الفرن الشهير باليرموك

"نعيد لليرموك مقطع مما كتبه الراحل محمود درويش :
أيها المارون بين الكلمات العابرة..
منكم السيف.. ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار.. ومنا لحمنا
منكم دبابةٌ أخرى.. ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز.. ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماءٍ وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا، وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص.. وانصرفوا
وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء..
وعلينا، نحن، أن نحيا كما نشاء!!
+++++++
منذ سنوات طويلة، اصبح فرن ابو فؤاد عنوان في مخيم اليرموك، من ناحية موقعه بمنتصف المخيم تقريباً، وجودة انتاج الخبز الذي ينتجه للبيع العام. حتى باتت المنطقة الوقعة حوله تسمى حارة فرن ابو فؤاد.
فبُعيد سنواتٍ قليلة من قيام مخيم اليرموك، انتشرت الأفران، اولاً من اجل الذهاب اليها بقصد خبز العجين، الذي تعمل على عجنة، وترقيقه أمهاتنا في البيوت منذ الصباح الباكر، وهو من طحين وكالة اونروا. وثانياً من أجل شي العديد من الأطعمة التي تحتاج الى الفرن، ومنها صناعة الصفيحة، وكل من يزورها من القرى المجاورة كان عليها تناولها بعد احضاره لقطعة اللحم من مكان بيعها، ليذهب بها الى اقرب فرنٍ ليتناول وجبة الصفيحة، و "الكفتة" أو "لحمة بالصحن" كما يقال بدمشق الآن، وهي فنون في تحضير المعجنات مع اللحم، تم احضار جزءٍ منها من مدن فلسطين. وثالثاً من اجل شراء الخبز من الفرن ممن لم يكن له نصيب في طحين الأونروا ومساعداتها الغذائية من الأخوة السوريين، وبعض الفلسطينيين العالمين بالوكالة.
هكذا كانت الأمور تسير على بساطتها، وقد اشتهر خبز امهاتنا، حتى بات يقلب بدمشق بـــ الخبز الفلسطيني، الطيب المذاق، وفيه مهارة التحضير والصنعة. الى درجة كان اصدقائنا في مرحلة الطفولة والفتوة يقترحان علينا مبادلة خبز الأفران الذي يباع في الأسواق بالخبز الفلسطيني.

ابو فؤاد محمود صبحي الخواجا الفلسطيني الرملاوي القُح، الرجل العصامي، الذي بنى مشواره الحياتي بعد النكبة بالجهد والعمل المضني، والرجل صاحب الشأن والحضور بين الناس، فكان من لفيف اصدقاء والدي، بعد النكبة، في سوريا بعد التغريبة الفلسطينية، وقد افتتح المرحوم أبو فؤاد مخبزه في اليرموك، وسبقه بقليل فرن الحصري، وتلا ذلك افتتاح عدة أفران منها فرن المرحوم أبو طه عمرين (من طيرة حيفا)، وبعده فرن المرحوم ابو عوض (من حيفا)، وفرن أبو فيصل دراج، وفرن ابو يونس.. وانتقالاً الى انتشار الأفران في كل احياء ومناطق اليرموك مع زيادة أعداد مواطني مخيم اليرموك من سوريين وفلسطينيين."



https://palcamps.net/ar/post/129