مخيم العائدين الفلسطينيين بمدينة حماة


مخيم العائدين الفلسطينيين بمدينة حماة

 بقلم الباحث مصطفى فايز عزكور

 توافد المهجرون من ديارهم "الأخوة الفلسطينيون" الى مدينة حماة منذ عام 1950م وحملهم قطار النكبة الى لبنان ومن ثم وصلوا الى محطة قطارات حماة على دفعات وغالبيتهم من منطقة الجليل الأعلى بفلسطين، فسكنوا بداية بالخيام التي نصبت فوق التلة الأثرية "قلعة حماة" وتم ايواء البعض منهم في دار عائدة لآل الكيلاني والتي كانت فندقا والتي تعرف اليوم بـ "بناء السواح" في محلة المحطة، ثم أستعيض عن الخيام ببيوت اسمنتية مسقوفة بألواح "الزينكو" ومن ثم تحولت الى بيتونية. والتوسع لأبنية المخيم شاقولي .. ومن الوجهاء الذين سعو لتأمين المكان الموجود فيه المخيم اليوم الوجيه المرحوم "محمود بن بدر الدين الكيلاني". فقد تم اشادة المخيم تحت اسم "مخيم العائدين" على ضفة النهر العاصي من جهة محلة الحاضر "طريق حماه – حلب القديم" على مساحة من الأرض تقدر بحوالي 60000 م2 / ستون ألف متر مربع، يحده شمالا حي الضاهرية والديدبان، وجنوبا جامع الحيات وحي باب الجسر، وغربا نهر العاصي، وشرقا حي طريق حلب. وقد لفت انتباهي التشابه النسبي بين موقع فلسطين المحتلة على البحر الأبيض المتوسط وموقع مخيم حماه على ضفة النهر العاصي والذي أخذ شكل مستطيل. ويقدر عدد سكانه بحوالي (7000- 8000 )نسمة. ونصيب الأسرة الواحدة من مساحة المخيم حوالي 24م2. وأستطيع أن أذكر أسماء بعض العائلات الكريمة من أهالي المخيم على سبيل المثال : آل (طروية – خطاب – مباشر – مقبل -جمعة – الأشوح – عقاد- الخطيب – مستو – حليمه – عدس – العوض – طه). والجدير ذكره أن المخيم يضم بيوت سكنية متراصة بجانب بعضها البعض لايفصل بينها سوى متر واحد تقريبا وتكثر فيها الأزقة وأذكر هنا "زقاق الهندي". واللاجئون الفلسطينيون في سوريا مسجلون في قيود الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب ويخضعون للقوانين السورية في كافة المجالات ماعدا "حق الانتخاب والترشح للبرلمان السوري والادارة المحلية". وتعمل الأمم المتحدة من خلال وكالتها لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" على تأمين الاحتياجات الانسانية الغذائية والتعليمية والصحية. والعلاقة بين الأخوة الفلسطينيين وأخوتهم الحمويين مبنية على الاحترام المتبادل والتكافل والتعاضد فيما بينهم وتوجد روابط قربى عن طريق المصاهرة فالكثير من الأخوة الفلسطينيين متزوجون من عائلات حموية. وسطع نجم الكثيرين من أهل المخيم في مجالات العمل كأطباء (سعدي طروية أخصائي أطفال – فواز العوض عينية) ومحامين أمثال الأساتذه (زياد خطاب – ياسر عقاد) ومربي أجيال مشهورين من آل الخطيب. ولا بد أن أذكر أستاذي المربي الفاضل "درويش مقبل" مدرسة عبد القادر مليشو بالاضافة الى الصناعيين وأصحاب المهن الحرّة. *بالصورة المرفقة: قلعة حماة ويظهر فيها مخيم أبناء فلسطين بعد نكبة عام 1948 وتظهر مئذنة جامع نور الدين زنكي. المراجع والمصادر: - زيارة ميدانية للمخيم. - لقاء مع بعض سكان المخيم الكرام وخاصة الأصدقاء. - مداخلة للمحامي الأستاذ نصر كيلاني.



https://palcamps.net/ar/post/132