ماذا حدث في مخيم مية المية سبتمبر 2018


ماذا حدث في مخيم مية المية سبتمبر 2018

 

تكثفت الجهود في الساعات الأخيرة لتطويق أحداث مخيم "المية ومية" للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان، وسط اتهامات لحركة فتح برفض الالتزام بوقف إطلاق النار والتصعيد الميداني.

وعقد اجتماع موسع في مكتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في صيدا - ساحة القدس، شارك فيه ممثلون عن أحزاب لبنانية وقوى فلسطينية لبحث تطويق الأحداث.

سبق ذلك مساء الخميس، اتصال هاتفي بحث فيه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الجهود المبذولة.

وجاءت هذه التطورات إثر عودة الاشتباكات مساء الخميس إلى مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان بعدما توقفت لأكثر من يومين، ما تسبب بوقوع عدد من الإصابات.

ووفق مصادر محلية؛ تجددت الاشتباكات بين عناصر تابعة للأمن الوطني في حركة فتح وعناصر من أنصار الله التي يتزعمها جمال سليمان إثر إلقاء عنصر من الأمن الوطني قنبلة تجاه جماعة أنصار الله.

وأضافت المصادر لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن عناصر أنصار الله ردت على الهجوم، واستهدفت تجمعات لحركة فتح.

واندلعت الاشتباكات بين الجانبين في الخامس عشر من أكتوبر الجاري، وأسفرت عن مقتل عنصرين من حركة فتح، لكن الجيش اللبناني تدخل، وانتشر في محيط المخيم.

وحسب مصادر محلية؛ عاد الوضع ليتوتر بسبب وجود مجموعات من حركة فتح تصر على الحسم العسكري في المخيم، وتتلقى أوامرها من خارج إطار تنظيم حركة فتح في لبنان.

وأوضحت المصادر أن هذه المجموعات مرتبطة بمنذر حمزة، مسؤول المخابرات المقيم في السفارة الفلسطينية في بيروت.

ومنذ البداية تحركت حركة حماس، والعديد من القوى لاحتواء الأحداث، ونجحت في وقفها غير أن الأوضاع ظلت متوترة في مخيم المية ومية رغم كل تلك الجهود التي بذلتها القوى الفلسطينية واللبنانية.

وأكدت المصادر أن عناصر فتح ظلت ترفض عودة الحياة الطبيعية إلى المخيم، وكانوا يهددون الأهالي الذي عادوا إلى منازلهم، وأقاموا حاجزا أمام مسجد المخيم، لكن الأهالي طردوهم.

ووفق المصادر؛ فإن حركة فتح تماطل في الموافقة على وقف إطلاق النار رغم جميع المناشدات من الجهات الفلسطينية واللبنانية؛ لأنها تسعى لتحقيق تقدم ميداني على الأرض لتحقيق أي انتصار ضد تنظيم أنصار الله.

وأضافت المصادر أن عودة التوتر هو محاولة من حركة فتح للعودة للحسم العسكري الذي ترفضه جميع القوى الفلسطينية واللبنانية؛ لأنه يؤدي إلى فتح معارك طاحنة لا يرغب بها أحد في لبنان.

من جهته توجه علي بركة، ممثل حركة حماس في لبنان، إلى جميع الأطراف في مخيم المية ومية بضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار فورًا.

بدورها دعت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" أطراف النزاع في مخيم المية ومية إلى ضرورة الاستجابة لمطالب وقف إطلاق النار الفوري؛ لإفساح المجال أمام الجهود المبذولة في هذا الخصوص.

كما دعت إلى نزع أسباب التوتر وسحب المسلحين من شوارع المخيم؛ كي يتسنى عودة السكان المهجرين إلى بيوتهم وعودة الحياة إلى طبيعتها، ودعت منظمات الإغاثة الطبية والإنسانية إلى التدخل العاجل وتقديم المساعدة اللازمة للجرحى ولمن تبقى من سكان المخيم.

ووفق مصادر متطابقة؛ فإن قيادة حركة حماس في الساحة اللبنانية بذلت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات جهودا استثنائية بالتعاون مع المرجعيات الفلسطينية واللبنانية لتطويقها وحقن الدماء، وأسفرت عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإيجاد مناطق فصل بين المقاتلين رابط فيها عناصر من حماس قبل انهيار الاتفاق، وتجدد إطلاق النار في المخيم.

وأنشئ المخيم عام 1954، ويبلغ عدد سكانه المسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) 4995 لاجئا.

ويوجد حاجزان للجيش اللبناني على داخل المخيم، الذي يعاني مثل باقي المخيمات الفلسطينية في لبنان، من مشاكل عديدة، منها البطالة.

المركز الفلسطيني للإعلام



https://palcamps.net/ar/post/16