الأونروا ملهاة والضحية اللاجئون د - زياد الصيرفي


الأونروا  ملهاة والضحية اللاجئون د - زياد الصيرفي

الأنروا ملهاة والضحية اللاجئون

  بقلم د. زياد الصرفندي باحث ومختص في شؤون اللاجئين

منذ زمن النكبة ونشوء قضية اللاجئين، وذلك نتاج تقاسم  القوى العالمية مصالحها وتوازناتها مابعد الحرب العالمية الأولي والثانية فكانت فلسطين الأرض والشعب والهوية العربية الضحية، في التقسيم المصالحي العالمي وتجسد ذلك في اتفاقيات سايكس بيكو  لصالح بريطانيا وفرنسا  ومخططاتهم الاستعمارية للمنطقة العربية والشرق أوسطية،  والتي نتج عنها وعد بلفور وفيما بعد صك الانتداب ....انتهت الحرب العالمية الثانية  بنكبة  48وتم إعلان ماسمي في حينه دولة "إسرائيل" وبالقرار الدولي الصادر عن هيئة الأمم المتحدة رقم  273 وبالمقابل على  الطرف الآخر من المعادلة الاستعمارية الصهيونية، نشأت قضية اللاجئين الفلسطينين وغدت الأغلبية من الشعب  الفلسطيني مطرودة ومهجرة من ديارها، وبدون أسباب للحياة الكريمة.

  عاش الفلسطيني  قبل النكبة المدنية، وتجذر في الأرض فزرع وحصد وبنى البيت، والقصر، والمصنع والجامع والمدرسة وتزينت النسوة بالثياب والأزياء الوطنية .

لقد توقفت ساعة  التطور الطبيعي للمجتمع المستقر والآمن للشعب الفلسطيني، وتعطلت  كل أسباب  الحياة والعمل والاستقرار  للاجئين  الفلسطينين، ،، مشهد فظيع ومؤلم لجيل النكبة إن جاز التعبير، ،،، وفي المشهد الآخر  والذي اندفع  المجتمع الدولي   بالاعتراف  تباعا بدولة "إسرائيل" ويمنحها الشرعية الأممية وفعلا بدأت  دولة الكيان بتجسيد واقعها  الصهيوني والاستعماري ممثلا بدولة  ذات الأغلبية لليهود في حيز المكان والديموغرافيا، ولم تنجح  لجنة التوفيق الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة من أجل مهام تحقيق العودة للاجئين الفلسطينين ضمن منطوق القرار الدولي رقم 194 وقد تشكلت اللجنة من أمريكيا وفرنسا وتركيا، فشلت اللجنة  في تلك الفترة بسبب رفض بن غوريون اي عودة للاجئين رغم صدور نص واضح من الجمعية العامة بعودتهم لديارهم، ولم تمارس الإرادة الدولية أي نوع من السياسيات والقرارات وماتنص عليه مواثيق ومبادئ الأمم المتحدة في حال النزاعات والصراعات الدولية باستخدام البند السادس والسابع من مبادئ الأمم المتحدة لتطبيق العودة للاجئين الفلسطينين. وبدلا من ذلك بدأ التفكير بالبعد الإنساني لقضية اللاجئين والعمل علي مأسسة الدعم الإنساني لأكثر من  950الف لأجئ، وجدير بالذكر أن منظمات الصليب الأحمر ومنظمات أهلية أمريكية وأوروبية قدمت مساعدات قبل نشوء الأنروا بالقرار رقم 302. والسؤال المهم  هل إنشاء الأنروا في تلك الفترة ومأسستها بقرار دولي وحصرها بمنظمة خاصة للاجئين الفلسطينين مؤقتة ودون تمويل مستدام. هل  لتنفيد  عودتهم في حال توفر ظروف مواتية تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية و تحديدا هناك  بند واضح في قرار 302 بالعودة ؟ أم إن  الواقع العام في تلك الحقبة كان الميل  فيه واضح "لإسرائيل" وللمصالح الاستعمارية والأمريكية؟  فتمحور  الدور الرئيسي لكل  السياسات الأمريكية والدولية  في تلك الحقبة بتوفير وتقديم  الدعم الكافي لدولة الاحتلال وحمايتها رغم  رفضها كل القرارات الخاصة بفلسطين وعودة اللاجئين،  واستمرار  الرفض لكل قرارات الشرعية الدولية خاصة قراري التقسيم 181,194 وهما شرط قبول "إسرائيل" في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي  ....اعتقد انه كانت الأنروا والإغاثة  لاستيعاب غضب الشعب الفلسطيني واحتوائه في  لحظة إنسانية لشعب مشرد وفاقد كل سبل الحياة، وكانت الأنروا  مؤقته بمعني تجديد ولايتها سنويا والأهم أنها بدون موازنة ثابته أسوة بمنظمات الأمم المتحدة، مثل اليونسكو، واليونسيف، والفاو، والصحة، وغيرها .ما يعكس أن تحقيق  العودة للاجئين الفلسطينين  لم تكن أولوية لدي المجتمع الدولي وأعتقد أن سياسية التوطين واعتبار قضية اللاجئين إنسانية دون بعدها السياسي والحقوقي والوطني.

من تلك اللحظات  بدأت السياسيات الأمريكية بأن يكون  المدير العام للأنروا وفيما بعد تم تسميته المفوض العام بان يكون  أمريكي الجنسية، واستمرت بهده السياسة لبداية السبعينات،،، وكذلك حجم التبرعات الأمريكية لها النصيب الأكبر  في دعم الأنروا، ومعظم المشاريع السياسية الأمريكية تعاملت مع موضوع اللاجئين وفق المبدا الإنساني والتوطين اساس فيه، ،،وكذلك المشاريع  الاقتصادية والتوطين أساس فيها وفق الرؤية الأمريكية وقد طرحت في حينه العديد من المشاريع والبرامج للتوطين وانهاء مشكلة اللاجئين ...مثل مشروع التوطين في سيناء، لكن لم تنجح المشاريع الأمريكية بسب رفض اللاجئين الفلسطينين لها ورفض  التوطين وتمسكهم بالعودة للديار، فاستمرت الأنروا بتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينين في مناطق عملياتها الخمس. ولكن بدون أي  تقدم أوأفق سياسي ولا حتي أي  تحولات تذكر في الرؤية الأمريكية و"الإسرائيلية" لقضية اللاجئين والعودة.

  انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة المسلحة، وتعتبر الحدث الأهم في تاريخنا المعاصر وردا على الفشل الدولي في إنصاف شعب فلسطين والتأكيد علي تجذروعمق الوعي الفلسطيني، وبدأت ارهصات تشكل الهوية والشخصية الوطنية الفلسطينية كنقيض موضوعي وتاريخي للفكر الصهيوني الاستعماري.

   لكن علي الطرف الآخر من معادلة الصراع استمرت السياسات الأمريكية و"الإسرائيلية" بفكر التوطين  والتضييق على الأنروا ضمن فلسفة تقليص خدماتها، ورهن تقديم الخدمة بمدي الحاجة لها وليس لكونه لاجئاً،  واستمر نهج التقليص وتم إنهاء برامج وخدمات، وكل ذلك ياتي في إطار خدمة الاستراتيجية الأمريكية و"الإسرائيلية" في التعامل مع قضية اللاجئين الفلسطينين واعتبار الأنروا مؤقته وتفريغها من أي دلاله سياسيه وحقوقية، والعمل علي إنهاء عملها بالتدريج.

من الممكن تلخيص  الرؤية "الإسرائيلية" والأمريكية  التي نفذت بأن تغدو الأنروا  مؤسسة إغاثة ومساعدات  إنسانية  فقط بدون أي التزام  دولي اتجاه اللاجئين ونكبتهم  وحقوقهم السياسية والوطنية  والقانونية،  والتي تعني أن يتخلي  المجتمع الدولي عن مسؤولياته اتجاه قضية اللاجئين الفلسطينين.

 فكان مصطلح وملهاة  الأزمة المالية بشكل مزمن ومستمر سنويا  كمصوغ معقول وعلى الاقل مقبول في سياسية التمرير والخداع في سياسيات الأمريكان والأنروا، العلاقة  مابين مجتمع اللاجئين والأنروا تاريخيا مابين  القلق والشك  اتجاهها ومابين الترحيب والقبول بها، واعتبارها شاهدا مهما، وبإجماع وطني ضرورة الحفاظ علي  بقائها واستمرار وجودها وحمايتها والعمل على توفير تمويل مستدام لها، لحين وجود آفاق لتسوية سياسية وفق قرارت الشرعية الدوليه الخاصه باللاجئين الفلسطينين.

 خلاصة القول: إن قرار الأمم المتحدة باعتبار النكبة الفلسطينية يوما عالميا والتذكير فيه بقاعات الأمم  أعتقد انه مهم في التفكير مجددا في العمل علي إحياء لجنة التوفيق الدولية والتي توقف عملها من الستينات...

 

 

 



https://palcamps.net/ar/post/173