وجدان من المخيم


وجدان من المخيم

رحيل أحد أعمدة الرياضة الفلسطينية و السورية و من مؤسسي الاتحاد الرياضي الفلسطيني العام في سورية

ابن طيرة حيفا
الكابتن

أحمد عليان حجير " أبو حسان "

من مواليد حيفا يوم 7/9/1938، ومن سكان #مخيم_اليرموك، حاصل على دبلوم تدريب كرة قدم من جامعة لايبزيغ الألمانية سنة 1967.

الفلسطيني أحمد عليان رحل قبل تحقيق حلمه بالعودة ، والمساهمة في تطور الكرة الفلسطينية ، وهذا ما قاله لي في لقاء أدريته معه قبل سنتين ونصف الفلسطيني :
الحيفاوي / أحمد عليان حجير
أتمنى العودة للمشاركة في تطور الكرة الفلسطينية
فايز نصار
"عندما يقع نظري على اسم فلسطينيّ ناجح ، فإنّ مساحة الفخر والاعتزاز تزداد اتساعاً في مخيلتي ، حتى وإن كان خارج أسوار الوطن الحبيب... وطالما أنّ ابناء الشتات والمهاجر، يتسلحون بالكفاءة والانتماء والوفاء لفلسطين ، فلماذا لا نبحث عنهم ؟ ولماذا لا نخلد أسماءهم بحيث يصبح التعرف والاهتداء اليهم في متناول اليد ؟
لفت انتباهي اسم الرياضي أحمد حجير ، المعروف باسم أحمد عليان، وهذا الرياضي المقيم في سورية حالياً ، ويعمل في مستودع للأدوية ، شغل الرياضيين والمسؤولين في سورية نظراً لتعدد مواهبه ، ونظراً للإنجازات الكبيرة والعظيمة ، التي حققها ، وما زال السوريون يتغنون بها مثل: ذهبية دورة لبنان العربية .
أحمد حجير، الذي أثرى الكرة السورية ، لاعباً ومدرباً وعضواً فعالاً ومؤثراً في اتحاد الكرة ، لم تبارح فلسطين ذاكرته الشائخة ، بل ظلت تعيش في جوانحه وخلجات قلبه ، فمدينة حيفا ، شهدت نبوغه الكروي ، وهو فتى غض ، لكن لعنة الاحتلال أرغمت أسرته على الهجرة ليجد نفسه في سورية " .
هذه الكلمات كتبها صاحب نحث الخطى الزميل محمود السقا منذ سنوات ، ممنياً النفس أن يتحرك الكشافون للاستفادة من كوادرنا الرياضية في مختلف المجالات ، ومنهم نجومنا في سوريا ، الذين قدموا للكرة الكثير ، كما فعل جبرا الزرقا ، وجورج مارديني ، واسماعيل النجار ، ومروان كنفاني ، وفؤاد أبو غيدا ، وإبراهيم المغربي ، وضيفنا أحمد عليان ، الذي ملأ الدنيا ، وشغل الناس بإبداعاته في مختلف الميادين .
ولن أتحدث كثيراُ عن أبي حسان ، الذي تشهد له إنجازاته – كلاعب ومدرب – مع منتخبي فلسطين وسوريا - وقيادته لنادي العين الاماراتي لمنصات المجد ، وأتركه يروي لكم بعض فصول مسيرته الطويلة ، على أمل أن يحظى هؤلاء النجوم بتكريم مناسب في حفل مشهود ، يقدمهم للأجيال اللاحقة .
- اسمي أحمد عليان حجير " أبو حسان " من مواليد حيفا يوم 7/9/1938 ، حاصل على شهادة الدراسة الثانوية ، ولكني لم أكمل دراستي الجامعية في كلية الحقوق ، وكلية التاريخ ، وفي المقابل حصلت على دبلوم تدريب كرة قدم من جامعة لايبزيغ الألمانية سنة 1967 ، متقاعد من الوظيفة منذ سنة 1998 ، وبحمد الله اجريت سنة 1998 عملية القلب المفتوح ، حيث استبدلت أربعة شرايين ،ثم أعيدت العملية ثانية دون جراحة سنة 2009، ومنذ سنة 2000 ابتعدت عن العمل الرياضي .
- بدأت ممارسة لعبة كرة القدم لأول مرة في شوارع مدينة حيفا قبل النكبة الأليمة ، وبعد نزوحنا إلى دمشق واصلت اللعب في الحارات مع الفرق الشعبية ، وظهرت باكورة مواهبي في المدرسة الابتدائية والاعدادية .
- وسنة 1954 ضمني المدرب لمعت قطنا لنادي بردى ، حيث التحقت مباشرة بفريق الرجال ، ولعبت لهذا النادي مدة 17 سنة كلاعب وقائد للفريق ، حتى اعتزالي اللعب سنة 1971 ، حيث تحولت إلى تدريب الفريق ، وبحمد الله فزت مع بردى بلقب الدوري لاعباً ومدرباً .
- وكانت بدايتي مع المنتخبات السورية باللعب لمنتخب أندية دمشق سنة 1957 في السعودية ، ثم مع منتخب عمال سوريا في مصر بدعوة من نادي غزل المحلة الكبرى سنة 1958 ، لأشارك سنة 1960 في تجمع لاختيار عناصر منتخب الجمهورية العربية المتحدة ، للمشاركة في الدورة الرياضية العربية الثالثة بالدار البيضاء .
- وفي سنة 1963 شاركت مع المنتخب السوري بكأس العرب الأولى في بيروت ، وحصلنا على المركز الثاني ، وراء المنتخب التونسي ، لأشارك في السنة نفسها في دورة العاب البحر الابيض المتوسط في نابولي بإيطاليا ، ثم في الدورة الرياضية العربية الرابعة بالقاهرة سنة 1965 .
- وفي سنة 1966 شاركت في بطولة كأس فلسطين في بغداد بالعراق ، وكانت لي مشاركات في بطولة العالم العسكرية بين عامي 1960 و 1964 ، وذلك في العراق ، وايران ، وتركيا ، واليونان ، كما كانت لي سنة 1968 العديد من اللقاءات الرسمية والودية مع المنتخبين القومي والعسكري .
- وتشرفت بتمثيل بلدي فلسطين في دورة الجانيفو بكمبوديا سنة 1966 ، وسبقت الدورة بمعسكر تحضيري في غزة ، ولي الفخر أنني لعبت لفلسطين كثيراً من المباريات ، باسم منظمة التحرير الفلسطينية تارة ، وباسم المقاومة الفلسطينية تارة أخرى ، وتشرفت بلعب مباراتين لفلسطين باسم حركة فتح في قطر سنة 1968 ، وذلك بعد معسكر تدريبي في العراق .
- وفي مسيرتي الكروية دربت عدة منتخبات فلسطينية في سوريا في عدة مناسبات ، كما دربت منتخب فلسطين في بطولة كأس فلسطين بالعراق سنة 1972 ، بمشاركة لاعبين من سوريا ، ولبنان ، ومصر ، وغزة ... وفي المقابل لعبت مع سوريا أمام فلسطين في بطولة كأس العرب ببغداد سنة 1966 ويومها فزنا 4/1 ، فيما لم نتقابل على أرض الملعب ، في الدورية الرياضية العربية الرابعة بالقاهرة سنة 1965 .
- ولم أغادر القطر العربي السوري للعب مع أندية أخرى رغم كثرة العروض التي وصلتني ، ومنها عرض من نادي الراسينغ اللبناني ، وآخر من نادي الفحيحيل الكويتي ، وثالث من النادي الأهلي المصري ، وفي كلّ مرة كنت أتفق على الاحتراف مع هذه الأندية ، ثم أعتذر في آخر لحظة .
- وكان لي شرف تقديم اللاعب ابراهم محملي لنادي بردى ، والذي أصبح لاحقاً قائداً للمنتخب السوري القومي والعسكري ، ثم تعاقدت معه للعب مع نادي العين الإماراتي ، عندما دربت هذا الفريق في السبعينات .
- تشرفت بتدريب نادي بردى السوري الفائز ببطولة الدوري ثلاث مرات ، ونادي الوحدة الرياضي ، ونادي المجد الرياضي ، ومنتخب شباب سوريا ، والمنتخب الأولمبي السوري ، وكنت عضواً في لجنة المدربين لإعداد المنتخب السوري لدورة العاب البحر الأبيض المتوسط ، التي نظمت في اللاذقية سنة 1987 ، ويومها فازت سوريا بالميدالية الذهبية ، بعد التوفق في النهائي على منتخب فرنسا 2/1 .
- وكنت مديراً فنياً لمنتخب شباب سوريا في نهائيات كاس آسيا باندونيسيا ، حيث حصلنا على المركز الأول ، بعد الفوز على اليابان سنة 1994 ، ومديراً فنياً لهذا المنتخب في نهائيات كأس العالم للشباب ، التي استضافتها قطر سنة 1995 .
- وإلى جانب ذلك كنت عضو الاتحاد السوري لكرة القدم ، ورئيس لجنة المدربين ، وكنت المدير الفني لدورة المدربين الدولية ، التي نظمت في دمشق ، بإشراف المدرب الجزائري الكبير رشيد مخلوفي .
- وفي مسيرتي التدريبية أشرفت سنة 1973على تدريب نادي العين الاماراتي ، وأحرزت معه بطولة أبو ظبي موسم 1973/1974 وموسم 1974/1975 ، والمركز الثاني موسم 1975/ 1976 ، ثم استقلت من تدريب النادي الذي عدت لتدريبه بين سنتي 1977 و 1979 ، حيث حصلنا على المركز الثالث لبطولة الدوري في عموم الامارات ، لأشرف على تدريب نادي خورفكان " الخليج حالياً " موسم 1979/ 1980 ، وكلفت بتدريب تجمع لاعبي منتخب الامارات في الفجيرة ، وخورفكان ، ورأس الخيمة ، كمساعد للمدرب الانجليزي دون ريفي .
- أعتقد أنّ أفضل نجوم فلسطين في سوريا - وفق القدم - جبرا الزرقا ، وأديب الترك ، ومروان كنفاني ، وابراهيم المغربي ، وفؤاد أبو غيدا ، وعزمي حداد ، وحسن نبهاني ، وأحمد طالب تميم ، ويوسف تميم ، واسماعيل تميم ، وعمر حجير " عليان " وحسين ذيب ، وكلّهم لعبوا للفريق القومي السوري ، وللمنتخب الفلسطيني ، وهناك كثير من النجوم الفلسطينيين الذين لعبوا للأندية السورية ، ويصعب هنا حصر جميع الأسماء .
- لا أعتقد أنّ هناك لاعبين فلسطينيين مميزين في الأندية السورية منذ خمسة عشر عاما ، ولا أعتقد أن في الدوري السوري لاعباً فلسطينياً يستحق اللعب مع المنتخب الوطني الفلسطيني الحالي .
- لاعبي المفضل فلسطينيا إبراهيم المغربي ، الذي تألق مع بانثينايكوس والأهلي المصري ، ولاعبي المفضل عالمياً الجوهرة بيليه ، الذي شاهدت له مباراة عن قرب في دبي ، عندما كان مع سانتوس البرازيلي سنة 1973 م .
- أعتقد أنّ هناك عدد من المدربين العرب الاكفاء في مصر ، وتونس ، والجزائر ، فيما أرى أن كافة مدربي المنتخبات العالمية ، والأندية المحترفة في اوروبا والبرازيل هم أساتذة ومدربون أكفاء .
- النجم الكبير جورج مارديني هو لاعب سوري من حلب ، لعب قبل النكبة مع فريق شباب العرب في حيفا ، ثم عاد إلى سوريا بعد النكبة ، وهو من خيرة نجوم اللعبة في بلاد الشام .
- كان المدرب منصور الحاج سعيد لاعباً جيداً وذكياً ، وقد أشرفت على تدريبه مع منتخب فلسطين في سوريا ، ولم أتابعه بعد ذلك ، كوني ذهبت لتدريب نادي العين بين سنتي 1973 و 1980 ، وبعدها ذهب للعب والعمل في الامارات ، ثم سافر إلى ألمانيا للدراسة ، وعاد إلى دمشق مدرباً ناجحاً قاد الوحدة والجيش ، وهو يعيش في الجزائر ، حيث سمعت عن نجاحاته ، واشرافه على تدريب كثير من الفرق هناك .
- أرى أن منتخب فلسطين الحالي جيد على المستويين العربي والآسيوي ، متمنياً له المزيد من التقدم والنجاح ، وأعتقد أنّ نجاح منتخبنا الوطني دليل على أنّ هناك اتحاد كرة قدم جيد ومتابع .
- ولا بدّ هنا من أن نذكر بفخر تأسيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني سنة 1973 ، وذلك على غرار الاتحاد الرياضي السوري، وذلك لتنظيم أنشطة الرياضيين الفلسطينيين في القطر العربي السوري ، ، ويومها تمّ تشكيل أندية رياضية في التجمعات الفلسطينية في مختلف محافظات سوريا ، وكان لي شرف رئاسة هذا الاتحاد بين سنتي 1976 و 1978 .
- كما تشرفت بمعاصرة انطلاق الدوري السوري العام بشكل رسمي سنة 1965 ، وقبل ذلك كانت هناك بطولات محلية على مستوى المحافظات ، ولقاءات فردية مع اندية عربية ودولية ، وظهر فريقا الجيش والشرطة ، الذين كانا يشاركان في المناسبات العسكرية والوطنية ، ولم يشاركا في الدوري إلا عندما انطلق الاحتراف سنة 2008 .
- في الختام كنت أتمنى من الله العودة للوطن ، وأشارك في رفع راية فلسطين في المحافل الدولية .. وبعد بلوغي هذا العمر ، أرى أنّ الأمل ما زال موجداً في شباب فلسطين .

 



https://palcamps.net/ar/post/175