شخصية من المخيم


شخصية من المخيم

علي فودة ... الإبداع حتى الإستشهاد
بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
في 20 آب/أغسطس 1982، وفي قلب نار الحصار في بيروت استشهد الشاعر الشهيد علي فودة ... الإبداع حتى الإستشهاد، بالكلمة، بالنصوص، بتوزيع المنشورات ومجلة الرصيف بين مواقع القتال...
حمل عدة ألقاب منها: شاعر الرصيف، وشاعر الصعاليك، وبائع الصحف، الغجري، "عروة بن الورد الفلسطيني"، ماياكوفسكي فلسطين...
اشتق علي فودة منذ بواكيره الأدبية نهجه ليكون "فلسطينياً كحدِّ السيف"، رافضاً أن يترك أي مسافة بين كلماته ومواقفه، فربط بين الكلمة والواقع، وترجمها كفعلٍ ملموس.
هو شاعر وكاتب فلسطيني كواحد من الجيل الثاني لـشعراء المقاومة، برز دوره خلال فترة حصار بيروت واستُشهد إثر "القصف الإسرائيلي" على منطقة الحمرا في بيروت وهو يوزع مطبوعة الرصيف على المقاتلين وعموم الناس الصامدين في الحصار.
ولد الشهيد علي فودة في (قرية قنير) قضاء حيفا المدمرة عام 1948، والى الشرق منها. لتصبح اسرة والده لاجئة في (مخيم جنزور) المؤقت قرب مدينة جنين، وبعدها إلى (مخيم نور شمس) في طولكرم. فمخيم نور شمس ومخيم طولكرم ومعهما مخيم جنين يعود معظم سكانهما من لاجىء قرى شرق حيفا، الذي وصلت اعداد منهم الى الأردن وسورية عام النكبة. بينما لجأت غالبية قرى ساحل حيفا (قرى وبلدات غرب حيفا) الى سورية وبعضها القليل الى الأردن. ومن بينها قرى مثلث الكرمل (جبع الساحل + إجزم+ عين غزال) الذين وصلوا الى بغداد والشام.
علي فودة، الأديب، المُثقف، المُعلم، في مدارس مدينتي اربد وعمّان، التحق بالعمل الفلسطيني مع صعوده وتألقه الكفاحي، يحمل بيده اليمنى بندقية المقاتل، وفي الثانية مجلة "الرصيف" التي أصدرها مع صديقه المبدع الراحل رسمي أبو علي.
في جميع ترحالاته، من طولكرم الى اربد الى عمان، الى بغداد، ومن ثم الكويت، وبعدها دمشق وبيروت، ظلّ يعتبر المخيم عنواناً للتشرد والمنفى، وعنوناً للصراع مع العدو.
لقد كان علي فودة، الشاهد الشهيد، صاحب الكلمات الرائعة الوطنية بقصيدته المغناة : "اني اخترتك يا وطني"... "اني اخترتك طواعية" ....
الشاعر، الأديب المُبدع، والمُثقف، والمُعلم والمُبادر، الشهيد علي فودة أصدر عدة مجموعات شعرية منها : قصائد من عيون أمرأه عن دار عويدات/بيروت عام 1976، وتلتها مجموعة عواء الذئب، منشورات فلسطين الثورة (م.ت.ف. الاعلام الموحد) عام 1977، كذلك صدرت مجموعة الغجري عن دار عويدات/بيروت عام 1981، وصدر له رواية (الفلسطيني الطيب) عام 1979.
رحمه الله، ولتبقى ذكراه حيه في تاريخ الشعب الفلسطيني، ومسيرته الكفاحية الفذة.



https://palcamps.net/ar/post/187