وجدان من المخيم


وجدان من المخيم

براهيم جابر ابراهيم

وجدان من #المخيم

البيوت التي كانت تتكىء على بعضها كشقيقات نائمات . السماء التي تصير بعد الظهر خضراء كمراييل الطالبات . حنفيات ماء "الوكالة" وسط الحارة . الجارات الساهرات على العتبات حتى أوّل الليل . الرجال الذين كانوا يمرّون خَطفاً في الأزقّة آخر الليل .. يُخفون تحت المعاطف بنادق خفيفة . المنشورات التي تهبُّ كخبط الهواء . إعلان الحبّ الساذج المكتوب بـ "السبراي" على جدران مدرسة البنات . البيوت حين تغرق في ماء الشتاء فتبلّل فِراش النائمين . ضوء خفيف يرتجف فوق سراج الكاز . صحون الطبيخ الساخن تنتقل من بيت لبيت . كلام خفيضٌ بين شابين نضجا للتوّ والتحقا بالتنظيم .
فتاةٌ تتقلّبُ في النوم ، حجرٌ يقعُ على سقف الزينكو ، أمٌّ تبكي على "كرت المؤن" الذي ضاع في طريق العيادة ، أغنيةٌ ممنوعةٌ تُسمع من شبّاك واطىء ، رسالة حبّ بقلم الحبر الأزرق ، طائرٌ غفا على ظهر شاحنةٍ مهجورة ، و ..

كان اسم ذلك كلّه : "مخيّم الوحـــدات " !
#الوحدات #موسوعة #المخيمات #الفلسطينية



https://palcamps.net/ar/post/190