شخصية من المخيم


شخصية من المخيم

الفدائي حسين منذر (أبو علي)

بقلم: علي بدوان

عضو اتحاد الكتاب العرب

مات حسين منذر. فرحل مبدع آخر. فدائي سار على درب الجلجلة الى فلسطين. فرحل مساء الأحد السابع عشر من أيلول/سبتمبر ٢٠٢٣...عن دنيا الوجود الفانية، تاركاًبصماته في الثقافة الوطنية في مسيرة الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية.
حسين منذر، اسم كبير في عالم الفنون الوطنية الفلسطينية، والقومية العربية. فنان وفدائي، تشرَّبَ في احاسيسه ووجدانه، روح الإنتماء لفلسطين، وهو اللبناني البعلبكي، ابن حركة فتح، والقاومة الفلسطينية، وملك الأغنية الوطنية، وخاصة اغاني المرحلة التي سبقت والتي تلت معركة بيروت المفخرة. فكان أحد المؤسسين لفرقة العاشقين عام 1978 باشراف دائرة الثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية، وبشخص رئيسها في تلك الفترة المرحوم عبد الله الحوراني (أبو مناف).
حسين منذر (أبو علي) أحد المؤسسين الرئيسين لفرقة العاشقين، والتي اشتهرت بالاغاني الوطنية الفلسطينة والتراثية، وقد غنى لفلسطين ما يزيد عن 300 اغنية، ومن أشهر اغانيه من سجن عكا وطلعت جنازة، اشهد يا عالم علينا وعبيروت، هبت النار .... بالإضافة إلى عدد كبير جداً من الاغاني، ومن أشهر من غنى مع فرقة العاشقين حسين المنذر أبو علي، على المنذر محمد الهباش ... واخرون معظمهم من مخيم اليرموك (حارة المغاربة).
حسين منذر، كان يقيم بدمشق، وفي اليرموك قبل محنته، حيث حاضنته الوطنية، وانتمائه الوطني والقومي. ومازالت أغانيه تحظى بحضورها، وستبقى باعتبارها تُلخَصُ تاريخاً وطنياً، وحكاية فلسطين والثورة منذ الشاعر الشهيد نوح ابراهيم .. وشهداء الثلاثاء الحمراء وحتى الآن. وان نكرم كل من ساهم في فرقة العاشقين.
التقيته اخر مرة وكان برفقة عائلته عن منطقة الجزماتية قرب المتحلق الجنوبي قبل نحو اربع سنوات...وكان حديثنا العابر يمس همومنا الوطنية.
حسين منذر من رواد من سام بصناعة وتاريخ ومسار المقاومة. والتاريخ المكتوب، والمشفوع بالأغنية الوطنية والتراثية، يبقى هو التاريخ، الذي لا يستطيع أحد أن يمسحه أو القفز عنه. رحم الله ابو علي حسين منذر...



https://palcamps.net/ar/post/196