لجوء يتلوه لجوء .. حكاية أبو سامي


لجوء يتلوه لجوء .. حكاية أبو سامي

شخصيات من مخيم الوحدات - الأردن :
هؤلاء من عاشوا بفلسطين وماتوا بالشتات وبالمخيمات مكافحين من أجل البقاء والصمود في وقت كانت فيه الحياة صعبة وقاسية.


حكايتنا اليوم مع ابن دير طريف قضاء الرملة وابن مخيم الوحدات الحاج /
محمد محمد حماد داود 
"أبو سامي" مواليد دير طريف عام 1933م، عاش يتيماً حيث توفي والده وهو جنين في بطن أمه زليخة عاصي التي كانت ضريرة، ولما كبر درس القراءة والكتابة والقرآن عند الكتاتيب مقابل رغيف وبيضة، كان له أخ وحيد اسمه يوسف وكان أكبر منه بست سنوات ولما اشتد ساعده عمل مع أخيه يوسف بالزراعة. في 9 تموز عام 1948م كانت القرية على موعد مع هجوم العصابات الصهيونية المجرمة وبعد قصف القرية بالطيران تم احتلال القرية وتهجير سكانها وتدميرها، حيث هاجر أبو سامي مع والدته الضريرة وأخوه يوسف إلى عبود قضاء رام الله ومن ثم الى رنتيس/رام الله. ولما كانت الحياة صعبة وقاسية اضطر بأن يرجع إلى دير طريف مع اثنين من أهل القرية لجلب القمح من البيوت، التي كانوا يسكنون فيها وكان معه عربة جار ومجرور وما أن وصلا إلى القرية حتى علمت بهما العصابات الصهيونية وأطلقوا النيران عليهما فاستشهد الشابين وقُبض على أبو سامي وتم تكسير أصابعه ومن ثم إطلاق سراحه بعد إبعاده عن القرية باتجاه عبود. في بداية الخمسينيات من القرن الماضي هاجر هو ووالدته وأخوه إلى جبل الحسين في اﻷردن حيث سكنوا في خيمة ومن ثم عمل بمطعم السردي من الفترة (1952— 1954)م لينتقل بالعمل إلى مطعم فيلادلفيا حتى تاريخ (1956)م لينتقل لمخيم الوحدات بالوحدة رقم (2541) بين بقالة أبو بسام المحسيري ومطحنة الحبوب لأبو شريم الدرباني وقد تتزوج من زهرية محمد داوود (أبو دبعية)وأنجب (14) ولداً وبنتاً مناصفة بعد أن فتح محل حلويات بشارع النادي بجانب محل سمكرية الشيخ محمود عاصي رحمه الله عليه ومقابل النافورة. وفي عام (1958) سافر إلى السعودية ليعمل طباخاً بجدة حتى عام (1961)م لينتقل إلى دولة الكويت ويعمل مع موفق جبري في مطاعم الأردن بالكويت حتى عام (1966)م، ليعود بعدها إلى الأردن بناءاً على رغبة صبحي جبري ليعمل معه في تجهيز الخرفان المحشية بمطاعم اﻷردن حيث كان ذلك اختصاصة بالكويت، ومن ثم عمل بالشركة اليوغسلافية طباخاً حتى عام (1974) لينتقل إلى مطعم العباسية بالجامعة اﻷردنية ليعمل طباخاً حتى عام (1986)م وكان في تلك الأثناء يجهز المناسف من أجل الأفراح والمناسبات المختلفة داخل المخيم وكان أيضاً بعد دوامه يعمل حلويات الهريسة ويعمل على بيعها في شوارع المخيم بالعرباية وكانت هريسته لها طعم ومذاق خاص.
توفي بتاريخ (6/10/1986) وبعده ب13عاماً توفيت زوجته وبالتحديد عام 1999م.

 
طه الزايد ابن مخيم الوحدات



https://palcamps.net/ar/post/82