مخيم البقعة الأردني الفلسطيني: المقاومة والنضال على «الجدران» وفرشاة «رسام اللجوء» تكتب الحكاية


مخيم البقعة الأردني الفلسطيني: المقاومة والنضال على «الجدران» وفرشاة «رسام اللجوء» تكتب الحكاية

 العودة حق لكل من تشرّد عن وطنه، ولا سيما أنها قرار طال الزمن أم قصرُ، فلا يخلو أي تجمُّع فلسطيني من نوادٍ للشباب أو مدارس، أو رياض أطفال.
فلو أمعنا في ثقافة هذه الأجيال التي ما عاشت وقت النكبة والتهجير القسري عن الأرض،لكنها تعيش مآسيها بكل أشكالها؛ نجد التعبير عبر الفنون الشعبية، كما الفرق الموسيقية، وفرق الدبكة مثلاً والرسوم، والمسرحيات، والأمسيات كلها تصب في اتجاه واحد لا ثان له ولا ثالث. (النكبة ومخلفاتها) وقد أصبحت تراثاً موروثاً تتوارثها الأجيال داخل مخيم البقعة .
فكل ثقافة هذا الجيل تتحدث عن النكبات المتتالية التي تعرض لها هذا الشعب الفلسطيني وبنيت على حقه المقدس في العودة إلى الوطن، فلا بدّ يوماً أن تُردّ الودائع.
الفن على الجدران أو الغرافيتي، فهو شكل من أشكال المقاومة ويستخدم غالباً لإيصال رسائل سياسية واجتماعية، وتلك الرسومات على الجدران باتت عنصراً ثابتاً في مخيم البقعة الذي يعد أكبر مخيمات اللجوء في الأردن، كوسيلة تروي قصة نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتعبيراً عن معاناة اللاجئين وتمسكهم بحق العودة غير القابل للمساومة، وحلمهم الذي ما زال حياً حتى العودة، فضلا عن استخدام الفن في توثيق الأحداث وسرد قضايا الأسرى الأبطال وإخلاصاً للشهداء الفدائيين القادة وتخليداً لذكراهم حتى تبقى محفورة في ذاكرة الأجيال الصاعدة.
فنان المخيم أو «اللجوء» خليل غيث هكذا يلقب، يوثق بفرشاته وعلب ألوانه قصص اللاجئين الفلسطينيين، الذين ذاقوا حنظلة العيش في مخيم البقعة في الأردن، فيما يجعل غيث من موهبته رسالة مقاومة على الجدران تروي نضال الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني المتغطرس لتظل عالقة في مخيلة كل من يراها .
فرشاة غيث تحمل في طياتها مشاعر المشردين في الشتات، لكنها في الوقت نفسه تعزز الصمود والمقاومة وتشحذ الهمم رفضا للذل وحفاظاً على الكرامة لتضفي جمالاً آخر على واقع الآلاف من أبناء مخيم البقعة.
إلى ذلك، تعتبر لوحات فنان اللجوء غيث متميزة لما تحمله من مواضيع مهمة تشير إلى مفهوم الهوية الفلسطينية وكيفية الحفاظ عليها من خلال رموزها وتكويناتها، وغالباً تكثر في رسم خريطة فلسطين التاريخية، والكوفية، ومفتاح العودة، وبوسترات الشهداء والأسرى، ومقولات الثوريين والقادة، إضافة الى السلاح واللباس «الثوب الفلسطيني» والتراث الممتد عبر العصور السالفة، لتبقى منارة للكفاح والنضال والمقاومة .يشار إلى أن الفنان خليل غيث مواليد العام 1966 خريج الجامعة الأردنية، تخصص التربية، شارك في الكثير من المعارض داخل الأردن.

 

المصدر/ صحيفة القدس العربي



https://palcamps.net/ar/post/90